هل يمكن، بالمعنى العسكري، إلحاق الهزيمة بإسرائيل، من طرف “حزب الله”، أو حتى الأم الراعية، إيران، ناهيك، حتى لا ندخل في دائرة المزح، من طرف الحوثي في اليمن؟
أقول ذلك بمناسبة الضربة الجديدة من نوعها في تاريخ الحروب المعاصرة، التي وجهتها إسرائيل لـ”حزب الله” اللبناني، أمس، في صورة قاربت ما نشاهده في أفلام الخيال العلمي (الأكشن).
مصادر إعلامية أكدت أن إسرائيل اخترقت مئات الأجهزة اللاسلكية التابعة لـ”حزب الله” في بيروت وجبل لبنان والجنوب. كما أضافت أن مئات العناصر من “حزب الله” أصيبوا بجروح، بعضها بليغ في الوجوه، جراء تفجر تلك الأجهزة بشكل مباغت، أمس الثلاثاء، حيث وصلت أعداد الإصابات إلى نحو 3 آلاف.
هذا عدد كبير في يوم واحد، والأهم أن الضربة السيبرانية – العسكرية، لقواعد بل وعوائل “حزب الله”، بل وبعض المدنيين من نساء وغيرهم، جديدة في طرازها على العالم كله، لم تحدث حتى في الحرب الروسية الأوكرانية.
يكشف هذا الهجوم الرهيب على أجهزة اتصال أنصار “حزب الله”، وتفجيرها في وقت واحد، عن التفوق الإسرائيلي الكبير في ميدان الحروب الجديدة.
هل الحرب، أي حرب، الهدف منها “الانتصار” في النهاية، أم أن الحرب لمجرد الحرب هي الغاية المقدسة؟!
تلك هي بعض الأسئلة التي ينبغي عدم إهمالها أو تخوين من يطرحها.
ما عدا ذلك من أكاذيب وشعارات وانتفاخ كاذب لا معنى له في حسبة الخسارات الحقيقية التي تمس حياة الناس العاديين.
إقرأ أيضاً: الحزب وموقعة “البيجر”
الأسئلة المباشرة هي الكاشفة، منها: هل حروب “حزب الله” وإيران الكلامية و”اشتباكاتهم المحدودة” مفيدة أم ضارة بمعسكر إيران؟!
هذه القوى مستفيدة على مستوى التعبئة العقائدية المستدامة والتحريض السياسي، من الحروب الكلامية أو الأمنية “المسيطر عليها”، لكن هل يمكنهم التحكم كل الوقت في لعبة معابثة فم السبع وشواربه، دون رد غاشم خارج حدود اللعبة والملعب؟!
*نقلاً عن الشرق الأوسط