مصادر دبلوماسية: لا مبادرة روسية حول لبنان.. والحلّ داخلي؟

مدة القراءة 4 د

أوضحت مصادر دبلوماسية شرقية مطّلعة في بيروت أن “لا مبادرة روسية خاصة حول لبنان”، وأنّ “حلّ الأزمة اللبنانية السياسية والاقتصادية والمالية ينطلق من داخل لبنان، من خلال الإسراع بتشكيل الحكومة وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمالية والنقدية”، وأنّ “على اللبنانيين أن لا ينتظروا الحلول من الخارج، لأنّ التدخلات الخارجية قد تؤدي إلى تعقيد الأزمة وتحوّل لبنان إلى ساحة للصراعات الإقليمية والدولية”.

ولفتت المصادر العليمة إلى أنّ لقاء وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف مع الرئيس المكلف سعد الحريري، وزيارة وفد من حزب الله موسكو، تأتي “في إطار تعزيز العلاقات الروسية مع الأطراف اللبنانية كافة، وللاطّلاع على مواقفهم حول مختلف التطورات في لبنان والمنطقة، لكنها غير مرتبطة بتشكيل الحكومة، أو معالجة العقبات التي تحول دون تشكيل الحكومة، لأنّ أسباب عدم تشكيل الحكومة أصبحت معروفة، وهي تتعلق بمواقف الأطراف الداخلية وتوزيع الحقائب الوزارية، ولا سيما وزارة الداخلية”.

وقالت إنّ “المدير العام للأمن العام يتولى متابعة هذا الملف بالتنسيق مع الأطراف الداخلية كافة، وهو يلقى دعمًا من جميع الأطراف الخارجية المعنية بلبنان، سواء روسيا أو فرنسا أو مصر، وأنّ الحلّ داخلي، والمهمّ بعد تشكيل الحكومة تحقيق الإصلاحات المطلوبة وإنقاذ لبنان من الانهيار، لأنّه لن تكون هناك مساعدات أو دعم للبنان، إلّا إذا تشكّلت الحكومة وتمت الإصلاحات”.

لقاء وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف مع الرئيس المكلف سعد الحريري، وزيارة وفد من حزب الله موسكو، تأتي في إطار تعزيز العلاقات الروسية مع الأطراف اللبنانية كافة، وللاطّلاع على مواقفهم حول مختلف التطورات في لبنان والمنطقة

وحول المواقف والتصريحات الداخلية والخارجية التي تحذّر من الانهيار وفلتان الوضع الأمني، أوضحت المصادر أنّها “جرس إنذار للجميع داخليًّا وخارجيًّا، بأنه إذا لم يتم التوصل إلى حلول للأزمة اللبنانية وخصوصًا عبر تشكيل الحكومة، فإنّ الأوضاع في لبنان ستزداد تدهورًا، ما سيكون له انعكاسات خطيرة على الوضع الداخلي، وعلى وجود النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، وهذا سيكون له تداعيات خطيرة على لبنان والوضع الإقليمي، ولذلك تعمل كل الأطراف المعنية بالشأن اللبناني من أجل الاستقرار الداخلي في لبنان ومنع الانهيار الشامل، ولا تزال هناك فرصة للإنقاذ، ولكن شرط أن تتجاوب الأطراف الداخلية مع الحلول المطروحة اليوم، وتتشكّل الحكومة بأسرع وقت ممكن”.

وحول التطورات في المنطقة والدور الروسي الإقليمي والعلاقات مع إيران وأميركا، والملف النووي الإيراني، قالت المصادر الدبلوماسية الشرقية المطّلعة إنّ “هناك تحركاتٍ واتصالاتٍ بين روسيا وإيران وفرنسا ودول أخرى، والهدف الأساس هو حماية الاستقرار، والعودة الى الاتفاق النووي الإيراني، والوصول إلى حلّ سياسي للأزمة السورية، ومنع تصاعد التوترات”. ولفتت إلى “مؤشراتٍ إيجابيةً للتوصل إلى حلول، وخصوصًا بعد المواقف العربية الأخيرة (السعودية والإمارات وقطر) حول سوريا، إضافة إلى اللقاء الروسي – التركي – القطري، والتواصل الإيراني – الروسي”. واعتبرت أنّ “الجميع يريد الوصول إلى حلول سياسية للأزمات، لأنّ استمرار هذه الأزمات سيؤدي إلى المزيد من الحروب والصراعات، وهذا ليس لمصلحة أحد إقليميًّا ودوليًّا، والوصول إلى حلول سيساعد في معالجة أزمة النازحين السوريين، وروسيا تدعم هذه العودة وقدّمت الكثير من المبادرات والاقتراحات في هذا السياق”.

إقرأ أيضاً: عون لا يريد الحريري.. والحزب لا يريد الحكومة

وتختم المصادر الدبلوماسية بدعوة اللبنانيين إلى “أن يستفيدوا من تجاربهم الماضية والحروب التي عانوها، والعمل على التواصل إلى حلول لمختلف الأزمات الداخلية بالحوار، لأنه لا يمكن لأي طرف خارجي أن يحلّ محل اللبنانيين، والأطراف الخارجية يمكن أن تساعد لبنان بشرط أن يساعد اللبنانيون أنفسهم”.

مواضيع ذات صلة

دمشق – القامشلي: اتّفاق على استمرار الحوار

بعد اجتماعاته في لبنان وتصريحاته التي حثّت المسؤولين اللبنانيّين على اقتناص الفرصة وحسم أمرهم واتّخاذ القرار في شأن تسليم سلاح “الحزب”، غادر المبعوث الأميركي توم…

نافذة “عين التينة” بين بارّاك و”الحزب”… والحسم مؤجّل

صحيح أنّ توم بارّاك لم يبخل على اللبنانيّين بالمواقف والإيضاحات والشروحات، لكنّه نجح في إخفاء الحقيقة المجرّدة من مُخمليّة الدبلوماسية: حقيقة ما أبلغه للسلطة اللبنانية…

جعجع لعون: بلا تكاذب بلا مسايرة!

بغضّ النظر عمّا ستحمله زيارة الموفد الأميركي توماس بارّاك المرتقبة للبنان، بدأت “أزمة السلاح” المُطوّقة بضغوط خارجية كبيرة، والمُحمّلة بدفاتر شروط قاسية، “تتلَبْنن” بقوّة دفع…

واشنطن للبنان: لا مماطلة بعد اليوم… بانتظار نتنياهو بعد غزّة

أصبح اتّفاق غزّة قاب قوسين من التحقّق، وورقة الأسرى لن تصبح فقط من الماضي، بل سيستخدمها رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تعزيز نظريّته عن…