حوار لإنقاذ لبنان يتنقّل بين المناطق؟

مدة القراءة 4 د

انطلقت قبل عدّة أشهر مبادرة حوارية لبنانية جديدة تحت عنوان “لقاء من أجل لبنان” بادرت إليها مجموعة شخصيات لبنانية مقيمة ومغتربة، وتضمّ أكاديميين ودبلوماسيين وإعلاميين وناشطين في مجال الحوار، أبرزهم الدكتورة فاديا كيوان والإعلامي جان عزيز والسفير الدكتور فريد الخازن والدكتورة علا صقر والدكتورة ضحى المصري، والأستاذة هاجر صالح، والدكتور حسّان غزيري…

تهدف المبادرة إلى العمل على تعزيز الحوار اللبناني – اللبناني، والتوصّل إلى رؤية إنقاذية توضَع بين أيدي القادة والمسؤولين والقيادات المعنيّة لمعالجة الأزمات المختلفة في لبنان.

 

أنطلياس – عكّار

بدأت نشاطات المجموعة بعقد أول لقاء حواري في 13 آب 2022 في مركز “لقاء للحوار” في الربوة بأنطلياس قرب بطريركية الروم الكاثوليك. وقد شارك في الورشة 40 شخصية لبنانية متعدّدة الانتماءات والاتجاهات الفكرية والسياسية، ومن مختلف المناطق اللبنانية. وقُدّمت في الورشة وجهات نظر مختلفة في أهداف اللقاء وآليّات العمل والموضوعات التي يمكن التركيز عليها في الفترة المقبلة، وجرى التأكيد على إشراك الشباب والجيل الجديد في الحوار والانتقال إلى كلّ المناطق اللبنانية ووضع رؤية مستقبليّة للحلّ.

في إطار اللقاءات المناطقية انعقدت الورشة الثانية “تفكير وحوار” بالتعاون بين مجموعة “لقاء من أجل لبنان” و”مركز عكّار للدراسات والتنمية المستدامة”، وذلك في “أوتيل غراسياس” بعكّار في 8 تشرين الأول 2022. وقد شارك في الورشة حوالي 45 شخصية لبنانية من مختلف الاتجاهات والانتماءات، وكان بين الحضور طلاب جامعات من مختلف الاختصاصات من سكّان عكار ورؤساء جمعيّات وأساتذة جامعيون. بحث المجتمعون أسباب الأزمات في لبنان وكيفيّة الخروج منها، خصوصاً في مجال إصلاح النظام السياسي وتحقيق التنمية المتوازنة.

انطلقت هذه المبادرة الحوارية اللبنانية من رَحِمِ التحدِّيات التي يواجهها اللبنانيون اليوم، وفي ظلّ الفشل في الوصول إلى حلول سياسية

شتورا – سنّ الفيل

انعقدت الورشة الثالثة في أوتيل ديلورا – شتورا، في 15 تشرين الأول الماضي، بالتعاون بين اللقاء ومجموعة “الشعب مصدر السلطات”، وبحضور شخصيات متنوّعة من مختلف المناطق البقاعية. جرى خلالها استعراض المشكلات التي يواجهها اللبنانيون هذه الأيام، وآليّات الحلّ. وركّز المشاركون على كيفية إصلاح النظام القضائي والنظام التربوي وفي سبل وضع قوانين جديدة لتنظيم الأحزاب، وكيفية تعزيز المواطنة والانتماء الوطني.

أمّا اللقاء الرابع فقد انعقد بالتعاون بين “لقاء من أجل لبنان” و”حزب الخضر اللبناني”، في مقرّ الحزب في سنّ الفيل، في 11 تشرين الثاني، وشارك فيه 20 مؤسّسة حوارية ومركز دراسات وهيئة ثقافية. وتركّز النقاش على كيفيّة إشراك المؤسّسات الحوارية والثقافية والاجتماعية في مختلف المناطق اللبنانية في هذا الحوار، وصولاً إلى إقامة مؤتمر حواريّ وطنيّ يقدّم رؤية إنقاذية لبنانية.

 

نشاطات مستمرّة

انطلقت هذه المبادرة الحوارية اللبنانية من رَحِمِ التحدِّيات التي يواجهها اللبنانيون اليوم، وفي ظلّ الفشل في الوصول إلى حلول سياسية، وهدفها الأساسي هو وضع جميع اللبنانيين والقيادات السياسية والحزبية والدينية أمام مسؤوليَّاتهم تجاه الوطن والمواطنين في وقت يواجه لبنان مخاطر فقدان الأمن والسَّلام والاستقرار المجتمعي، إضافة إلى تنامي جرائم الإرهاب ومُفاجآته الدَّامية بسبب انتشار الخطاب الطائفي والمذهبي.

استشعر أصحاب المبادرة أهميّة المشاركة في الجهود الوطنيَّة لإطلاق حوار لبناني – لبناني حقيقي والعمل على عدم سقوط لبنان، والتلاقي مع كلّ المبادرات الحوارية الوطنية.

سيتابع اللقاء أنشطته الحوارية في عدّة اتجاهات، ومنها:

أوّلاً: عقد لقاءات حوارية مستمرّة في مختلف المناطق اللبنانية والاستماع إلى مختلف الآراء ووجهات النظر.

ثانياً: تشكيل مجموعة حوارية قادرة على التواصل مع مختلف الجهات لوضعها في الأجواء الحوارية والتوصّل إلى رؤية مشتركة بشأن إنقاذ لبنان.

إقرأ أيضاً: سباق الحوارات: الراعي يحاور المجتمع الدولي..

ثالثاً: عقد مؤتمر حواري مركزي في بيروت يضمّ عشرات المؤسّسات الحوارية والشخصيّات الفاعلة من أجل إطلاق المشروع الحواريّ.

رابعاً: التواصل بهدف التشبيكِ والتشاركِ والتعاونِ مع المؤسّساتِ التعليميّةِ والتربويّةِ وجمعيّاتِ المجتمع المدني.

هل تنجح هذه المبادرة الحوارية اللبنانية في إطلاق مسار من الحوار اللبناني – اللبناني والوصول إلى حلول للأزمات من دون انتظار المبادرات الخارجية؟

مواضيع ذات صلة

التّوافق “شغّال”… وبرّي: لا تحلُموا!

بعد اكتمال كلّ التواقيع الرئاسيّة والوزاريّة، تُرسِل اليوم رئاسة الجمهوريّة مشروع القانون المعجّل للتعديلات على قانون الانتخاب إلى مجلس النوّاب. لكن ليس لهذه الخطوة الدستوريّة…

“القوّات” تشنّ حرباً على العهد: كونوا كأفيخاي!

قانونيّاً، ودستوريّاً، لم يعُد للحكومة أيّ دور في شأن تحديد مسار قانون الانتخاب. لكنّ حزب القوّات اللبنانيّة، كالعادة، يواظب على سياستها بما يكفي لإبقاء التوتّر…

لبنان يطمر رأسه في الرمال

في الوقت نفسه، حصلت زيارتان دوليتان: الأولى للرئيس السوري أحمد الشّرع الذي اتّخذ مساراً لبلاده أوصله إلى لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والثانية للرئيس اللبناني…

هل يَطرح “الثّنائيّ الشّيعيّ” الثّقة بحكومة نوّاف سلام؟

مُجدّداً، رُميت الكرة في ملعب الرئيس نبيه برّي في ما يخصّ التعديلات على قانون الانتخاب. تسوية أو مواجهة قاسية تهدّد بتطيير الانتخابات؟ وفق معلومات تسرّبت…