تَواصل إحدى المرجعيّات السنّيّة، مع بعض الأصدقاء العرب، نُصِحَ بالتريّث في اتّخاذ أيّ موقف حتى السابع من آذار. ولدى استفسارها ماذا يمكن أن يتغيّر في السابع من آذار، طُلب منها التريّث والانتظار من دون توضيح.
المتابعة والاستقصاء في العواصم العربية الكبرى، الرياض والقاهرة وأبو ظبي، لا تشيان بأيّ تحرّك مرتقب باتجاه العملية الانتخابية في لبنان في الأيام المقبلة. لا بل هناك جملة تُسمَع في كلّ اللقاءات: “لتحصل الانتخابات وسنتعامل مع نتائجها، والقرار هو للّبنانيين فقط”.
أسبوع ساخن تترقّبه بيروت في دائرتها الثانية. كلّ ما قيل قبل هذا الأسبوع عُرضة للتغيير أو ربّما للتأكيد من خلال انكفاءات أو تمنّيات أو ربّما مفاجآت كبرى. قال الرئيس فؤاد السنيورة بعد لقائه المفتي عبد اللطيف دريان: “لماذا الاستعجال، على ماذا الاستعجال، دعوا العالم تهدأ وتنتظر. وإذا كان أحد قلقاً من ترشّحي، فدعوه يزداد قلقاً”. دقيق هو كلام السنيورة. لكن لمزيد من الدقّة، قلق القلقين سينتهي عندما يعلن موقفه ترشّحاً أو انكفاء.
يشكو سلام لأحد الأصدقاء أنّه سمع إشادة عربية بشخصه وصفاته وأدائه، إلا أنّه لم يسمع عن دعم واضح ومباشر له
ربّما جرى اتصال مماثل بين نوّاف سلام وآخرين من المرجعيّة العربية، حسب قول مرجع سياسي أضاف أنّ “نواف متردّد كثيراً في الترشّح. هو أقرب إلى الانكفاء منه إلى الترشّح. هذه الحالة لا يمكن انتظارها طويلاً. المطلوب العمل سريعاً لمعالجة الفراغ في الساحة السنّيّة، وتحديداً في بيروت”.
أربع نقاط تجعل نوّاف سلام متردّداً بالترشّح:
1- غياب المال الكافي لخوض الانتخابات وإطلاق ماكينة انتخابية قادرة على تحقيق انتصار واضح بمواجهة اللوائح الأخرى في بيروت التي لديها المال والماكينة الجاهزة.
2- غياب الدعم العربي الواضح لترشّحه.
يشكو سلام لأحد الأصدقاء أنّه سمع إشادة عربية بشخصه وصفاته وأدائه، إلا أنّه لم يسمع عن دعم واضح ومباشر له، بخاصة من الدول العربية المرجعية، وتحديداً المملكة العربية السعودية.
3- صعوبة التنسيق ما بين القوى التقليدية البيروتيّة وقوى التغيير المتمثّلة بالمجتمع المدني والناشطين في حراك 17 تشرين الذين يرفضون المشاركة في لائحة واحدة مع القوى التقليدية، ويريدون أن يكون سلام رأساً للائحة، ونقطة على السطر.
4- غياب الضمانات الشخصيّة له، بخاصة بعد ترشّحه، إذ سيفقد في هذه المرحلة حريّة الحركة ومباشرة الوظائف التي يشغلها.
إقرأ أيضاً: انتخابات بيروت: لماذا نوّاف سلام؟
.. معركة من دون مغامرة. هو ما يسعى إليه نواف سلام في بيروت، الأمر الذي يجعل أمر ترشّحه أقرب إلى المستحيل منه إلى التحقّق. فهو يبدو وكأنّه يطالب بعقد تأمين شامل ضدّ المفاجآت لا لَبس في أيّ بندٍ من بنوده.