بأمان الله “مولانا”… يا ظلّ الصدر

مدة القراءة 2 د

العين تدمع… والقلب يخشع.. والأنفس تُفجع مع رحيل الأنقياء والأتقياء ولن نقول إلُا ما يُرضي الرب فإليه ترجع الأمور.

ويغيب من سكننا في حركتنا وفي سكوننا وأقام فينا بيوتاً له.

هو حارس ليلنا ونهاراتنا.

يفتح منها ابواب للصباحات.

يَؤُمُنا لصلاة الفجر .

نتلو من راحتيه سورة النصر.

إستوطن فينا وفاءً وثباتاً من أول الجرح في “عين البنية”، الى آخر السطر وليس آخره في كتاب المقاومة في مارون وبنت جبيل وميس الجبل والخيام وكل القرى والدساكر.

هو رجع الصدى “لموسى” : “إسرائيل شر مطلق والتعامل معها حرام”.

ويرحل الامام الشيخ عبد الأمير قبلان ظلاً من ظلالِ “الصدر” يسمو ويرتقي إلى جوار من لا تضيع عنده الودائع.

ظلٌ لن يحتجب سيبقى وارفاً بالصوت والصدى “أن اعدلو قبل أن تفتّشوا عن وطنكم في مقابر التاريخ”.

سيبقى وارفاً بالدعوة إلى الوحدة… ثم الوحدة… ثم الوحدة، فهي سرّ قوّتنا وقيامتنا وانتصارنا.

سيبقى وارفاً بالدعوة الى سبيل الله والى سبيل الوطن، “فحب الاوطان من الايمان”.

سيبقى وارفاً متوهجاً فكراً رسالياً معتدلاً حوارياً خانقاً لكلّ فتنة في مهدها.

سيبقى ظلاً لا بل “مولى” لكلّ المقاومين .

أخي ورفيق الدرب “مولانا الشيخ عبد الامير”، أنت كما أنت مذ عرفتك لا تُحبّ الألقاب… عرفتك مفاجئاً مداهماً محبباً لأمكنتنا ومخابئنا واجتماعاتنا وساحات حركتنا.

ها أنت اليوم كما أنت تداهمنا وتفاجئنا فتفجعنا بارتحالك وترحالك إلى جوار من أحببت من الشهداء والأولياء والصدّيقين.

الله حقّ… الموت حقّ… وما الموت إلا الفصل الأخير من حياة الكبار… وأنت من خيرة الكبار.

في وداعك “مولانا” الشيخ عبد الأمير، لك منّي ومن كلّ إخوانك في الجهاد وفي الوطن والمواطنية الوعد والعهد بأن نكون كما عهدتنا مقاومين عند حدود الوطن، وفي الداخل رسل وحدة وحوار وتعايش .

عهدنا أن يبقى جسدك الذي كان تراباً يمشي… بأن يصبح تراباً تشرئب منه أشجار بحجم قامتك الكبيرة نعلّق عليها أبداً ودائماً فاتحة الكلام.

وآخر الكلام منّي إليك،

أيها الحبيب الصديق:

بأمان الله “مولانا” في منزل صدق في علييّن وفي رعاية الله وحفظ مليك مقتدر.

 

*رئيس مجلس النواب
*نقلاً عن النهار

مواضيع ذات صلة

الاستكبار النّخبويّ من أسباب سقوط الدّيمقراطيّين

“يعيش المثقّف على مقهى ريش… محفلط مزفلط كثير الكلام عديم الممارسة عدوّ الزحام… بكم كلمة فاضية وكم اصطلاح يفبرك حلول المشاكل أوام… يعيش أهل بلدي…

ياسر عرفات… عبقرية الحضور في الحياة والموت

كأنه لا يزال حيّاً، هو هكذا في حواراتنا التي لا تنقطع حول كل ما يجري في حياتنا، ولا حوار من ملايين الحوارات التي تجري على…

قمّة الرّياض: القضيّة الفلسطينيّة تخلع ثوبها الإيرانيّ

 تستخدم السعودية قدراً غير مسبوق من أوراق الثقل الدولي لفرض “إقامة الدولة الفلسطينية” عنواناً لا يمكن تجاوزه من قبل الإدارة الأميركية المقبلة، حتى قبل أن…

نهج سليم عياش المُفترض التّخلّص منه!

من جريمة اغتيال رفيق الحريري في 2005 إلى جريمة ربط مصير لبنان بحرب غزّة في 2023، لم يكن سليم عياش سوى رمز من رموز كثيرة…