أيّها العرب نحن براء من جمهوريّة “عونستان”

مدة القراءة 3 د

يا معشر العرب. أيّها الأشقّاء والخلّان..

نحن الشعب اللبناني بأكثريّته الساحقة من كل الطوائف والمذاهب والأديان، نُعلن البراءة ممّا يرتكبه المسؤولون في هذا العهد، ونُلفت أنظاركم إلى أنّنا لم نعد في لبنان. بل نحن نعيش في عهد دولة “عونستان”، وبالتالي لا مسؤوليّة علينا عن أيّ تصريح يصدر من مسؤولي هذه الدولة، مهما كان منصبهم أو أيّ لقب اتّخذوا من ألقاب هذا الزمان.

شربل وهبة ليس حالة شاذّة أو منفردة في العهد. فقد سبقته حالات مماثلة تحت العنوان نفسه. هو متحوِّل جديد، تماماً كمتحوِّلات الفيروسات. سبقه كثير من جهابذة الغباء الخارجي في قصر بسترس منذ أن رُصِد الظهور الأول للفيروس على رأس الدبلوماسية اللبنانية، وتحديداً عندما وطأت قدما جبران باسيل درج الدبلوماسية التي ما عرفت في السابق إلّا وزراء وسفراء من طينة الرجال.

نحن الشعب اللبناني بأكثريّته الساحقة من كل الطوائف والمذاهب والأديان، نُعلن البراءة ممّا يرتكبه المسؤولون في هذا العهد، ونُلفت أنظاركم إلى أنّنا لم نعد في لبنان

حاول وزير الغباء الخارجي، كما سمّاه النائب نهاد المشنوق، أن يتطبّع منذ فترة بصفات الدبلوماسي الحريص على مصالح بلده وشعبه، وتحديداً منذ العقوبات الأميركية التي لحقت بالمرشد الروحي للغباء الخارجي صهر العهد ولعنته جبران باسيل. أطلق سلسلة من المواقف المترافقة مع إطلاق المسيّرات من قبل حلفاء حلفائه الحوثيّين على مدن المملكة العربية السعودية ومنشآتها، تارة مستنكراً هذه الاعتداءات، وتارة أخرى معلناً رفض استهداف المملكة وأمنها. إلا أنّه، وكما تقول الحكمة الشهيرة، “الطبع غلب التطبّع”. فالتوبة التي حاول أن يقنعنا بها وزير الغباء، لم تكن توبةً نصوحاً. وهي التي في شروطها أحكام: بداية من الندم على ما فات، ثمّ الإقلاع عن الذنب في الحال، فالعزم بعد ذلك على عدم العودة إلى الذنب لأنّ العودة إليه تحوِّل الصغيرة إلى كبيرة، لا بل تلحق بالعائد صفة الخداع والتمثيل وإظهار ما لا يضمره في دواخله من آفات.

حاول وزير الغباء الخارجي، كما سمّاه النائب نهاد المشنوق، أن يتطبّع منذ فترة بصفات الدبلوماسي الحريص على مصالح بلده وشعبه

لم يرتبط اسم شربل وهبة بأيّ مناسبة سعيدة ولا بإنجاز باهر ولا بسيرة دبلوماسية عطرة يفتخر بها الوطن، المقيم منه والمغترِب. كان أعلى مقامٍ تسلّمه قبل الوزارة سفيراً للبنان لدى فنزويلا. والكلّ يعلم سيرة هذا البلد المسكين مع الانهيار والفشل والإفلاس. وأخال العهد  استقدمه ليستنسخ تجربة بلد عاش فيه سفيراً، فجاء وزيراً على أنقاض استقالة. وما إن عُيِّن حتّى أصابته كورونا. ويا لها من بلاء.

إقرأ أيضاً: شربل وهبة: قال ما يؤمن به عون

قليل التصريح، قليل الكلام، كثير الابتسام حتّى يصحّ القول إنّه صمت دهراً، وعندما تحدّث نطق كفراً. والكفر منبوذٌ من أهل الأرض والسماء.

رحمة الله على كلّ من سبق وزراءَ فيروس الغباء، وزراء خارجية “عونستان”. رحمة الله على ألفريد نقّاش، وحميد فرنجية، والسليمَيْن تقلا ولحود، والفؤاديْن بطرس ونفّاع، وقبلهم وقبلهم جميعاً شارل مالك وشارل حلو. فكلّهم كانوا أعلاماً، وكلامهم يُحفَر على الصخر، ويُدرَّس في المعاهد. ويُشار إليهم بالبنان.

أيّها العرب. أيّها الأشقّاء. ادعوا معنا خالق الكون مقسِّم الأرزاق أن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا، وأن يعفوَ عنّا، وأن يُطهّر صفوفنا من الأغبياء.

مواضيع ذات صلة

الصراع على سوريا -2

ليست عابرة اجتماعات لجنة الاتّصال الوزارية العربية التي عقدت في مدينة العقبة الأردنية في 14 كانون الأوّل بشأن التطوّرات في سوريا، بعد سقوط نظام بشار…

جنبلاط والشّرع: رفيقا سلاح… منذ 100 عام

دمشق في 26 كانون الثاني 2005، كنت مراسلاً لجريدة “البلد” اللبنانية أغطّي حواراً بين وليد جنبلاط وطلّاب الجامعة اليسوعية في بيروت. كان حواراً باللغة الفرنسية،…

ترامب يحيي تاريخ السّلطنة العثمانيّة

تقوم معظم الدول التي تتأثّر مصالحها مع تغييرات السياسة الأميركية بالتعاقد مع شركات اللوبيات التي لها تأثير في واشنطن، لمعرفة نوايا وتوجّهات الإدارة الأميركية الجديدة….

الأردن: 5 أسباب للقلق “السّوريّ”

“الأردن هو التالي”، مقولة سرت في بعض الأوساط، بعد سقوط نظام بشار الأسد وانهيار الحكم البعثيّ في سوريا. فلماذا سرت هذه المقولة؟ وهل من دواعٍ…