من يسعى إلى تحويل مستشفى الشيخ خليفة بن زايد في شبعا، والمستشفى التركي في صيدا، إلى حجر صحي للمصابين بفيروس الكورونا؟

هذان المستشفيان مضى على إنشائهما أكثر من 10 سنوات، أما الافتتاح فكان دائماً رهينة المحاصصة السياسية، ما حرم أهالي المنطقتين من الاستفادة منهما. والبداية من شبعا حيث يؤكد مصدر مطلّع لـ”أساس” أنّ الالتباس ليس في كلام الوزير السابق وائل أبو فاعور، الذي جاء على سبيل اقتراح افتتاح المستشفى لتستقبل مرضى “الكورونا”، وإنّما في موقف النائب قاسم هاشم، الذي علّق وأوهم الناس بأنّ هناك قراراً قد صدر في هذا الشأن، ما أدّى إلى ردّة فعل سلبية في أوساط أبناء القرية والقرى المجاورة.

يتساءل المصدر إذا كان لدى النائب قاسم هاشم “أجندة ما”، محمّلاً “المحاصصة السياسية” مسؤولية تعطيل افتتاح المستشفى، ولا يوفّر “حزب الله الذي يهدف إلى محاصرة المناطق السنية”، مؤكدّاً أنّ “حزب الله كان خلال السنوات الماضية يضع “العقدة في المنشار”، فإما تفتح المستشفى وفقاً لشروطه وتحت إدارته أو تظلّ مقفلة. وهذا ما حصل”.

إقرأ أيضاً: لا خطة ولا إجراءات: المدارس ستفتح… و”ما إلنا غير الله”

رئيس هيئة أبناء العرقوب، الدكتور محمد حمدان، طمأن الأهالي أولاً عبر “أساس”، بأنّه لا قرار فعلياً بتحويل مستشفى شبعا إلى “حجر صحّي”، داعياً إلى “عدم الهلع، إذ لا إجراء حكومي لنبني عليه، فالمسؤولون في وزارة الصحة لم يأخذوا بكلام وزير الصحة السابق وائل أبو فاعور”.

“تركوه مقفلاً لعشر سنوات بسبب المحاصصة السياسية والآن عندما أصبحوا خارج السلطة، يريدون تحويله لمركز رعاية أو حجر”، بهذه العبارة يقيّم حمدان كلام وزير الصحة السابق، مشدّداً على رفض هذا الطرح جملة وتفصيلاً فـ”شبعا منطقة باردة مما يساعد انتشار الفيروس، وبالتالي الاقتراح بتحويل المستشفى إلى حجر صحي خاطئ، فنحن بذلك كأنّنا نزرع الفيروس في بيئة صديقة لتكاثره”.

إقتراح أبو فاعور بتحويل مستشفى شبعا إلى حجْر، موضوع تمّ طيّه، بحسب حمدان، “فالأهالي والبلدية وجميع فعاليات المنطقة ضد الاقتراح، والوزراة لا قرار لديها بهذا الشأن”.

كما شبعا، إنتشرت شائعات حول تحويل “المستشفى التركي” في صيدا، إلى حجر صحي. شائعات قوبلت فوراً بردود فعل سلبية من القوى السياسية والشعبية ومن مجموعات الحراك المدني. مصدر صيداوي يستغرب عبر “أساس” انتشار طرح كهذا، “فالمستشفى المعطّل بفعل المحاصصة منذ 10 سنوات، هو مجاور لمدرسة تضم 1500 طالباً ولمبنى للاجئين السوريين”.

الرأي العام الصيداوي مستفزّ اليوم لأن المستشفى الذي أُهّل وجُهّز وكان نوعياً، بدلاً من أن يٌفتتح قبل عشر سنوات ويتم استخدامه للأغراض المرجوة منه، اليوم يُطرح استعماله كمكان لاستقبال مرضى هو ليس مؤهلاً لاستقبالهم

من جهته رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري، أكّد أنّ “الموضوع محسوم والنقاش حوله عقيم، فالمستشفى غير مجهز لأنّك إدخال مرضى الكورونا إلى المستشفى يجب أن تسبقه التجهيزات اللازمة، من معدّات الوقاية إلى الكادر الطبي المدرّب والمجهز، وبالتالي من طرح هذا الموضوع لا علاقة له بالواقع الصحي ولا بكيفية استقبال مرضى الكورونا”. وأضاف: “نحن كأطباء نصحنا الوزارة بعدد من الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتوسيع الطاقة الاستشفائية في حال كان هناك عدد كبير من المرضى وما هي المستشفيات المتاحة والمستشفى التركي ليس واحداً منها”.

وأوضح الدكتور البزري أنّ “الرأي العام الصيداوي مستفزّ اليوم لأن المستشفى الذي أُهّل وجُهّز وكان نوعياً، بدلاً من أن يٌفتتح قبل عشر سنوات ويتم استخدامه للأغراض المرجوة منه، اليوم يُطرح استعماله كمكان لاستقبال مرضى هو ليس مؤهلاً لاستقبالهم”، مضيفاً: “أنا الذي بنيت المستشفى بهبة تركية ولا أحد له علاقة بهذا المضووع، لأنّ الحكومة اللبنانية كانت تريده لمكان آخر ليس صيدا. نحن أنجزناه ونحن غيّرنا طبيعته. هو كان مستشفى لجرحى الحروب والأطراف الاصطناعية، نحن حوّلناه إلى مستشفى متخصّص بالحوادث والحروق ومستشفى نوعياً لا يوجد في لبنان مثله، وقليلة المستشفيات التي مثله في الشرق الأوسط، لكن للأسف فإنّ الواقع السياسي والصحي في لبنان فرض معادلات سياسية معينة لم تسمح بتشغيله”.