زهق “المعلم”.. شو بدو يعمل هون

مدة القراءة 3 د


.. “زهق المعلم”، هذا ما يقوله العديد من المحيطين بالرئيس سعد الحريري، فالرجل “ضاق خلقه”. وكما تقول السيدة فيروز في رائعتها “ضاق خلقي يا صبي من هالجو العصبي”، فإنّ الرئيس الحريري “ضاق خلقه” من المراوحة الموصلة إلى اليأس بالعودة إلى المراقبة اليومية للسراي أي إلى رئاسة الحكومة، فجاء بيانه ليؤكد عدم رغبته.

بعض الناقلين لهذا “الزهق” يذهبون إلى أبعد من ذلك، فيقولون: “الشيخ إذا لم يعد لرئاسة الحكومة سيغادر لبنان في رحلة طويلة”، ثم يستطردون مبرّرين ذلك “شو بده يعمل هون، ما في شي ينعمل…”.

إقرأ أيضاً: سعد الحريري المتخصّص بهزيمتنا

يدرك الرئيس سعد الحريري أنّ ليس له في سياق تحقيق هذه الرغبة سوى الثنائي الشيعي أي الرئيس نبيه بري وحزب الله، كما ليس لهذا الثنائي كخيار حكومي مع سقوط فكرة حكومة اللون الواحد غير الرئيس الحريري، رغبات تجتمع وإن كان الرئيس الحريري لا يعلنها، فإن الثنائي يجاهر بها. وأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في إطلالته الاخيرة كان واضحاً بالتعبير عنها. لا بل وافق على ترؤس الرئيس الحريري للحكومة دون نقاش مقابل مناقشة أيّ اسم آخر غيره.

قد يستطيع الرئيس سعد الحريري العودة إلى السراي رئيساً للحكومة، ولكن السؤال أيّ حكومة؟ هل هي حكومة حزب الله وإن ابتُدع لها اسم لمّاع، أم إنها حكومة الانهيار

رغبات الثلاثي (الحريري – نصر الله – بري) لا تتطابق حسابات حقلها مع حسابات بيدر المجتمع الدولي ومعه العربي. فإن كانت معادلة الثلاثي المذكور قد عبّر عنها أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله بأن لا حكومة دون مشاركة حزب الله، ولا تسمية للوزراء الشيعة إلا من قبل حزب الله وحركة أمل، ولا حقيبة للمالية بعيداً عن حزب الله حيث المقاومة امتدت من الحدود والمقامات المنتشرة خارج الحدود إلى الودائع المصرفية واقتراحات البنك الدولي المفترضة للإنقاذ المالي. فإن معادلة المجتمع الدولي قد عبّر عنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أمام الأمم المتحدة بوضوح، وهي أن لا دعم لدولة محتلة من ايران ولحكومة يوجد فيها، ويتحكّم بها حزب الله. والخلاصة أنّ حكومة دون حزب الله يرضى عنها العالم ولن يقبل بها الحزب، وحكومة مع حزب الله لن يرضى عنها العالم.

قد يستطيع الرئيس سعد الحريري العودة إلى السراي رئيساً للحكومة، ولكن السؤال أيّ حكومة؟ هل هي حكومة حزب الله وإن ابتُدع لها اسم لمّاع، أم إنها حكومة الانهيار، من سيشكّلها أو سيشارك بها قد سبق الفضل له بهذا الانهيار. أو غيره من الأسماء التقليدية التي “سرقت” الاقتراح القديم – الجديد للحزب عن حكومة التكنوسياسية.

لقد جرب سعد الحريري “الحرد”، إن صحت العبارة من قبل وغاب عن لبنان ما يقارب أو يزيد عن أربع سنوات، ثمّ عاد فماذا حصد بغيبته أو ماذا زرع عند عودته؟!..

 

مواضيع ذات صلة

بن سلمان- ترامب: حماية لبنان بعد تحصين سوريا؟

هل باتت القاعدة القائلة إنّه حيث تكون دمشق يكون لبنان في تموضعه الإقليميّ والدوليّ أقرب إلى التحقُّق بعد الحضور الجذّاب للرئيس أحمد الشرع في واشنطن؟…

سقوط “الأبيض” يرسم مستقبلاً سودانيّاً أسود

سقطت مدينة الفاشر السودانيّة بيد قوّات الدعم السريع، وسقطت معها كلّ الضوابط الأخلاقيّة والإنسانيّة في الحرب المنسيّة. شكّل سقوطها نكسة استراتيجيّة كبرى للجيش السودانيّ، بعدما…

الاستثمارات “تصالح” أميركا والصّين

بوتيرة ثابتة كقطار يسير بلا توقّف، تواصل الكويت مسيرة التغيير والتنمية على قاعدة تعويض ما فات واللحاق بالرَكب الخليجيّ التنمويّ، تمهيداً لإنهاء حقبة الاعتماد الكلّيّ…

مفاوضات مباشرة تستنسخ تجربتَيْ غزّة وسوريا؟

ما لم يعد مثار التباس أنّ لبنان يريد التفاوض مع إسرائيل. موقف مبدئيّ وقاطع سلّم به الرؤساء والأفرقاء باستثناء “الحزب” الذي رفض الخوض فيه. أمّا…