مليون شهيد و12 مليون مهجّر وتدمير نصف سوريا… وانتخابات؟!

مدة القراءة 3 د

ما قام به الرئيس بشار الأسد، الذي رشح نفسه للانتخابات الرئاسية السورية مرّة جديدة، يندى له الجبين…

فبالله عليكم… بشار وهو بكامل قواه العقلية والجسدية يرشح نفسه للرئاسة، ويطلب تأييد شعبه، متناسياً ما ارتكبت يداه من مآسٍ ومجازر وويلات. فأين ضميره؟ وكيف يستطيع وضع رأسه “على المخدّة” لينام؟ ألا يؤنبه ضميره؟ ألا يخشى الكوابيس التي قد تهاجمه عقاباً له على المجازر التي قام بها؟

يا جماعة… الدم “ثقيل”… وهذا الرجل ارتكب أكبر جريمة في التاريخ…

أين الضمير الإنساني؟ وأين الامم المتحدة؟ وأين أولئك الذين ينادون بالعدل وحقوق الإنسان؟ في العام 2013، أقدم بشار على استخدام الغازات السامّة ضد شعبه في الغوطة، إحدى ضواحي العاصمة دمشق…

يومذاك قرّرت الولايات المتحدة إرسال قواتها العسكرية، وحرّكت أساطيلها بهدف معاقبة هذا المجرم، الذي ساهم في قتل أبناء شعبه.. وفجأة ومن دون تبرير، كلفت أميركا روسيا بنقل المواد السامّة من سوريا الى مكان لا يزال مجهولاً… لطمس معالم الجريمة..

بكل بساطة… يبدو أنّ إسرائيل تحتاج الى وجود وبقاء بشار، إذ أنه يؤمّن استقرار الدولة العبرية… فصار بشار بين ليلة وضحاها حاجة ماسّة لإسرائيل هذه…

من ناحية ثانية… حين أصدرت إسرائيل قراراً بضم هضبة الجولان الى أراضيها، صمت بشار الأسد ولم يتفوه ولو بكلمة احتجاج واحدة… ومن دون أن يصدر أي بيان يستنكر فيه عملية الضمّ هذه.. ما يشير الى أنّ هناك اتفاقاً سرياً وضمنياً بينه وبين إسرائيل.

أمس، بدأت الانتخابات الرئاسية السورية، وبكل وقاحة، طُلِب من السفارة السورية في لبنان فتح أبوابها أمام أبناء الشعب السوري للمشاركة في هذا الاستحقاق.

إنّ المواطن السوري، الذي هرب من “حمّام” الدم الذي أوقعه فيه بشار، بات مضطراً للذهاب الى السفارة، لتسجيل مشاركته… وإلاّ فالويل له.. هو لم يأتِ محبة بالرئيس، بل خوفاً وهرباً من الانتقام. فإذا لم يشارك فإنه قد يحتاج الى تجديد جواز سفره، أو قد يحتاج الى إفادة معيّنة تُـحجَب عنه حتماً إذا تمنّع عن الحضور…

المواطن السوري مسكين بالفعل… عليه المشاركة وإلاّ… فالويل والثبور وعظائم الأمور. وهو إن تخلّف، فلا يعلم أحد إلاّ الله سبحانه وتعالى ماذا ينتظره…

هنا أوجّه سؤالاً بسيطاً لكل عاقل:

ماذا تبقى من سوريا اليوم؟

– روسيا “مترست” في قاعدتي حميميم وطرطوس وتتحكم بالأمور..

– أميركا تحتل قسماً من شمالي سوريا، حيث المنطقة غنية بالنفط.

– إيران تحتل قسماً من جنوبي سوريا، ولها قواعد ثابتة ومتحركة في حمص وحلب وحماه..

إقرأ أيضاً: باسيل “ينافس” على المركز الثاني في انتخابات سوريا؟  

–  تركيا تحتل أيضاً قسماً كبيراً من شمالي سوريا، وهناك ملايين السوريين المهجرين على أراضيها أو في المناطق السورية المتاخمة لحدودها.

– الأكراد يسيطرون على مناطقهم.

– الميليشيات الشيعية العراقية تسيطر على قسم كبير من جنوبي سوريا، وفي منطقة حوران والسيدة زينب.

ونتساءل أيضاً وأيضاً… أين هي الجمهورية السورية “المرحومة”..؟

الانتخابات الحالية كما أعتقد رسالة يرسلها بشار الى العالم بأنه لا يزال موجوداً، يحارب الإرهاب…

وأسأل أخيراً… هل هناك إرهابي واحد في العالم يستطيع أن ينافس بشار الأسد في ارتكاب المجازر..؟

 

 *نقلاً عن الشرق

مواضيع ذات صلة

مفاوضات مباشرة تستنسخ تجربتَيْ غزّة وسوريا؟

ما لم يعد مثار التباس أنّ لبنان يريد التفاوض مع إسرائيل. موقف مبدئيّ وقاطع سلّم به الرؤساء والأفرقاء باستثناء “الحزب” الذي رفض الخوض فيه. أمّا…

ترامب والشرع… اتّفاق استراتيجيّ

“.. كان هذا الأسبوع استثنائيّاً في مسار التحوّلات التي يشهدها الشرق الأوسط، إذ شكّل علامة فارقة في تاريخ المنطقة الحديث، وفي التحوّل الجذريّ الذي عرفته…

الانتخابات العراقيّة: هل انقلب “الإطار” على السّودانيّ؟

انتهت الانتخابات البرلمانيّة العراقيّة، ووضعت حرب التنافس بين الأحزاب والمكوّنات على الصوت الانتخابيّ أوزارها. مع إعلان المفوضيّة العامّة للانتخابات للنتائج الأوّليّة شبه النهائيّة، انتقلت العمليّة…

العقدة في بيروت والحلّ في طهران

تشي مواقف حلفاء إيران في كلّ من لبنان والعراق بأنّها عادت إلى المسار التصاعديّ بعد مرحلة من التساهل، وهو ما يثبت أنّ الخلاف مع هذه…