الحزب والمحور يستعدّان للحرب.. والتسويات

مدة القراءة 3 د

في ظلّ فشل مفاوضات السلاح النووي الإيراني واحتمال وقوع مواجهات مباشرة بين الإيرانيين والأميركيين، تشير مصادر في حزب الله ومحور المقاومة، الممتدّ من فلسطين حتّى أفغانستان، إلى أنّ كلّ الخيارات مطروحة في مواجهة التصعيد الإسرائيلي والأميركي وتزايد الضغوط الاقتصادية على دول المحور، وتهديدات المسؤولين الصهاينة لإيران، وتصاعد اعتداءات المستوطنين الصهاينة والجيش الصهيوني على الشعب الفلسطيني.

استنفار ومفاوضات

تكشف هذه المصادر لـ”أساس” عن أنّ محور المقاومة نجح خلال السنوات الأخيرة في إقامة غرفة عمليات مشتركة قادرة على استنفار قواه في المنطقة وتوحيد معركته إذا تصاعد العدوان. وتشير إلى أنّ أيّ حرب جديدة على أيّ من دول المحور وقواه لن تبقى محدودة، الأمر الذي اختُبر في مواجهات السنوات الماضية على أكثر من جبهة، وجرى التنسيق سياسياً وميدانياً وإعلامياً في إدارة الصراع على كلّ الجبهات.

ينظر قادة المحور بجدّيّة إلى المعلومات المسرّبة من أكثر من مصدر دبلوماسي وقناة سياسية عن احتمال قيام الحكومة الصهيونية بتصعيد عملياته لتطال دول المحور في شهر آذار الحالي، بموافقة ودعم أميركيَّين. ويؤكّدون أنّ أيّ خطوة تصعيدية قد تشعل المنطقة كلّها، وهو ما لن يكون لصالح أميركا وحلفائها في ظلّ استمرار الحرب في أوكرانيا والأزمات في أسواق الطاقة والنفط والغاز، ولذا قد تكون هذه التهديدات أو الرسائل جزءاً من الضغوط السياسية والإعلامية والنفسية لدفع الأطراف الدولية والإقليمية نحو الجلوس مجدّداً إلى طاولة المفاوضات.

في ظلّ فشل مفاوضات السلاح النووي الإيراني واحتمال وقوع مواجهات مباشرة بين الإيرانيين والأميركيين، تشير مصادر في حزب الله ومحور المقاومة، الممتدّ من فلسطين حتّى أفغانستان

دول عربيّة وغربيّة على خطّ التهدئة

تلفت المصادر المطّلعة على أجواء محور المقاومة إلى أنّ دولاً عربية وغربية وشخصيات عربية فاعلة تنشط حالياً لتنظيم مفاوضات بين أطراف لبنانية وعربية وإقليمية ودولية للبحث عن تسوية شاملة قد تطال اليمن ولبنان وسوريا والوضع في العراق، وتخفيف التوتّر في الأراضي الفلسطينية المحتلّة لمنع تدهور الأوضاع نحو حرب جديدة. وتستمرّ الجهود عبر عدّة قنوات ولقاءات مباشرة في أكثر من عاصمة غربية وإقليمية، وذلك في سباق مع احتمال التصعيد على إحدى الجبهات والتصعيد الشامل في المنطقة. وقد يكون شهر آذار مفصلياً في تحديد اتجاه الأوضاع.

إقرأ أيضاً: 

مراجعة شيعيّة ذاتيّة: أين أخطأنا؟

حسب المصادر تُجري دول محور المقاومة وقواه تقويماً شاملاً للتطوّرات، ومنها الحرب الاقتصادية المتصاعدة والتحدّيات الجديدة التي يواجهها المحور، التي تتطلّب رؤية جديدة للمواجهة ووضع تصوّرات مستقبلية لكيفية جبه التحدّيات ستدفع المحور إلى اتّخاذ المزيد من الإجراءات والخطوات لتعزيز الجبهات الداخلية ومواجهة أيّ تصعيد متوقّع.

مواضيع ذات صلة

وزير الخارجيّة المصريّ في بيروت: لا لكسر التّوازنات

كثير من الضوضاء يلفّ الزيارة غير الحتميّة للموفد الأميركي آموس هوكستين لبيروت، وسط تضارب في المواقف والتسريبات من الجانب الإسرائيلي حول الانتقال إلى المرحلة الثانية…

تعيينات ترامب: الولاء أوّلاً

يترقّب الأميركيون والعالم معرفة ماذا تعلّم الرئيس ترامب من ولايته الأولى التي كانت مليئة بالمفاجآت وحالات الطرد والانشقاقات، وكيف سيكون أسلوب إدارته للحكم في ولايته…

الميدان يَنسِف المفاوضات؟

لا شيء في الميدان على المقلبين الإسرائيلي واللبناني يوحي بأنّ اتّفاق وقف إطلاق النار يسلك طريقه إلى التنفيذ. اليوم ومن خارج “دوام عمل” العدوّ الإسرائيلي…

من يُنسّق مع باسيل بعد وفيق صفا؟

بات من السهولة رصد تراكم نقاط التباعد والفرقة بين التيّار الوطني الحرّ والحزب. حتّى محطة otv المحسوبة على التيّار أصبحت منصّة مفتوحة لأكثر خصوم الحزب شراسة الذين…