يوماً بعد يوم تتكشّف معالم معركة رئاسة الجمهورية وتظهر ترشيحات جديدة إلى العلن.
تميّز هذا الأسبوع بزيارة صامتة غير مرئية وغير مسموعة قام بها فرنجية للصرح البطريركي في الديمان للقاء البطريرك بشارة الراعي.
رئيس تيار المردة، يستمرّ في محاولات جسّ النبض وعينه على الساحة المسيحية، مستعيناً بالصرح البطريركي. في حين ما يزال ترشُّح فرنجية، القريب إلى حزب الله، موضع تدقيق وتمحيص في الداخل والخارج. أمّا المرشّحون الآخرون فما تزال ترشيحاتهم خلف الكواليس التي تشهد تطاير إشارات متعدّدة على خط بكركي – حزب الله.
وفق توصيف مصادر مطّلعة فإنّ اللقاء اندرج في سياق الرغبة بتصفية القلوب بين الضيف والمضيف عقب الزيارة الأولى التي قام بها فرنجية لبكركي، والتي لم تخلُ من عتب المرشّح الرئاسي بعد الخطاب الذي ضمّنه البطريرك الماروني مواصفات الرئيس العتيد، ولا سيّما الشق المتعلّق منها بـ”مرشّح غير حزبي”، وهو ما فُهم أنّه غمز من قناة فرنجية لاستبعاد ترشيحه.
في ما يتعلّق بموقف بكركي الرئاسي، لمست مصادر معنيّة بالاستحقاق أنّ المواصفات التي حدّدتها بكركي إنّما تنطبق على وزير شمالي سابق قريب عائلياً وتاريخياً من فرنجية
اللقاء الذي خُصّص لبحث موضوع رئاسة الجمهورية استهلّه فرنجية بتبيان فرص نجاح ترشيحه، شارحاً أنّ حظوظه جيّدة كما تظهر المعطيات وما استشفّه من لقاءاته. وشمل اللقاء بحث إمكانية الدعوة إلى اجتماع مسيحي ترعاه بكركي يرغب بعقده فرنجية لجسّ النبض حول الترشيح الرئاسي. غير أنّ قرار الدعوة إلى مثل هذا الاجتماع لم تحسمه بكركي بعد، وهو ما عبّر عنه الراعي الذي تساءل عن المدعوّين إلى مثل هذا الاجتماع: فهل يمكن مثلاً أن تشمل الدعوة النواب ميشال معوّض ونعمة إفرام وغيرهما؟ الأمر الذي يُفهم منه أنّ بكركي لا تجد أنّ مثل هذا الاجتماع سيفي بغرضه.
انطلاقاً من اللقاء وما رشح عنه فإنّ بكركي لم تقُل كلمتها النهائية بعد، ولم تبلغ لا فرنجية ولا غيره كلمة سرّها، وهو ما يحمل على التساؤل: هل يمضي فرنجية في ترشُّحه أو يفرمل اندفاعته الرئاسية؟
فبعد مواصفات الراعي الرئاسية أعلن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل صعوبة إقناع التيار بتأييد ترشيح فرنجية للرئاسة، فيما حزب الله لم يقُل بعد إنّ “أوّل اسم لمرشّحنا الرئاسي هو سليمان فرنجية”، وغابت الرعاية السنّيّة لترشيحه، وتبدّل الموقف السعودي من لبنان واستحقاقه الرئاسي، ونأى الرئيس السوري بشار الأسد عن الاستحقاق تاركاً الكلمة الفصل لحزب الله وأمينه العام الذي لم يدلِ بدلوه بعد. أمّا أميركا وفرنسا فأولويّاتهما النفط والغاز والوضع الأمني في لبنان وعلى الحدود مع إسرائيل، وليس الاستحقاق الرئاسي.
إقرأ أيضاً: رئاسة الجمهوريّة: برّي يتقدّم… الحزب يتراجع
وفي ما يتعلّق بموقف بكركي الرئاسي، لمست مصادر معنيّة بالاستحقاق أنّ المواصفات التي حدّدتها بكركي إنّما تنطبق على وزير شمالي سابق قريب عائلياً وتاريخياً من فرنجية، ورأت أنّ محاولة جهات محليّة وخارجية جسّ النبض حول ترشيحه تعزّز الاستنتاج بإمكانية تفاهم دوليّ حوله.