التيّار والقوّات في صيدا… من دون مرشّحين سُنّة

مدة القراءة 3 د

استنفد التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية المهلة القانونية قبل تاريخ سحب الترشيحات وتسجيل اللوائح في الرابع من نيسان لحلّ معضلة الشريك السنّيّ في دائرة صيدا-جزّين.

حاول الحزبان المسيحيان التفتيش عبثاً عن شريك سنّيّ من “الوزن الثقيل”، لكنّ محاولاتهما باءت بالفشل، وهذا ما دفع مرجعاً مسيحياً إلى التحذير من عودة “شبح” القانون الأكثري: “الأكثرية السنّيّة والشيعية تقرّر مصير المقاعد المسيحية”.

حتى مساء أمس لم يكن التيار الوطني الحر قد حَسم اسم المرشح السنّيّ على لائحته في سياق مفاوضاته أخيراً مع يوسف النقيب المقرّب من النائبة بهية الحريري.

كان توجّه النقيب، مع حسن شمس الدين، شريك النائبة بهية الحريري في انتخابات 2018، إلى تأليف لائحة مستقلّة. ولا يزال التيار ينتظر جواباً من النقيب لحَسم خياره بعدما وضع الأخير شرطاً للانضمام إلى اللائحة هو عدم وجود النائب زياد أسود فيها.

الجماعة الإسلامية لم تحسم خيارها بعد. وحتى الساعات الماضية كانت المفاوضات مستمرّة مع سعد والبزري والتيار الوطني الحر

غطاء من بهية الحريري؟

طرح ترشيح النقيب وشمس الدين علامات استفهام عن مدى توفير نائبة صيدا الغطاء لهما في ظلّ مقاطعة تيار المستقبل للاستحقاق الانتخابي.

لكن بالتأكيد ستكون دائرة الجنوب الأولى أمام مشهد مغاير لكلّ الاستحقاقات الماضية، من ضمنه خروج المقعد السنّيّ الثاني من دائرة نفوذ تيار المستقبل للمرّة الأولى منذ نيابة بهية الحريري عام 1992.

في حال فشل مفاوضات التيار الوطني الحرّ التي كانت شملت سابقاً أسامة سعد وعبد الرحمن البزري والجماعة الإسلامية وشخصيات قريبة من تيار المستقبل، فإنّ جبران باسيل سيخوض الانتخابات عن أحد المقعدين السنّيّين في صيدا عبر منسّق التيار عبدالله بعاصيري إلى جانب زياد أسود وأمل أبو زيد وسليم الخوري في جزين.

واجهت المشكلة نفسها القوات اللبنانية لجهة عدم التحالف مع مرشح سنّيّ قويّ، وهو ما أدّى إلى “حالة انتخابية انفصالية” بحكم الترشيحات الطائفية بين جزّين وصيدا.

شبكت معراب اليد مع المرشّح السنّيّ نهاد الخولي المدعوم من رجل الأعمال مرعي أبو مرعي الذي كان رشّح سمير البزري على لائحة القوات في الانتخابات الماضية. وتضمّ لائحة القوات سعيد الأسمر عن المقعد الماروني وغادة أيوب عن المقعد الكاثوليكي في جزّين.

كانت لائحة “الثنائي الشيعي” هي الأولى التي تسجّلت في الدائرة، وضمّت إبراهيم عازار عن المقعد الماروني، وجوزف سكاف عن المقعد الكاثوليكي، وفي صيدا نبيل الزعتري.

وتحالَفَ الثنائي عبد الرحمن البزري- أسامة سعد مع شخصيات مسيحية مستقلّة في جزين: كميل سرحال، جميل داغر وشربل مسعد.

لكنّ مشكلة التيار الأصعب هي فشل محاولات التخفيف من وهج الخلاف بين نائبيْ التيار الوطني الحر زياد أسود وأمل أبو زيد، وبين أسود ورئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش. واقعٌ ستكون له انعكاسات حتمية يوم الانتخابات نفسه. 

إقرأ أيضاً: أسامة سعد أبلغ الحزب: “لا أريد التحالف مع الفاسدين”

لن يُعرَف حتى الرابع من نيسان، تاريخ تسجيل اللوائح، هل ينسحب أسود لمصلحة أمل أو العكس أو يكون الاثنان على اللائحة نفسها.

اللافت أنّ الجماعة الإسلامية لم تحسم خيارها بعد. وحتى الساعات الماضية كانت المفاوضات مستمرّة مع سعد والبزري والتيار الوطني الحر.

مواضيع ذات صلة

الجيش في الجنوب: mission impossible!

لم يعد من أدنى شكّ في أنّ العدوّ الإسرائيلي، وبوتيرة متزايدة، يسعى إلى تحقيق كامل بنك أهدافه العسكرية والمدنية، من جرائم إبادة، في الوقت الفاصل…

وزير الخارجيّة المصريّ في بيروت: لا لكسر التّوازنات

كثير من الضوضاء يلفّ الزيارة غير الحتميّة للموفد الأميركي آموس هوكستين لبيروت، وسط تضارب في المواقف والتسريبات من الجانب الإسرائيلي حول الانتقال إلى المرحلة الثانية…

تعيينات ترامب: الولاء أوّلاً

يترقّب الأميركيون والعالم معرفة ماذا تعلّم الرئيس ترامب من ولايته الأولى التي كانت مليئة بالمفاجآت وحالات الطرد والانشقاقات، وكيف سيكون أسلوب إدارته للحكم في ولايته…

الميدان يَنسِف المفاوضات؟

لا شيء في الميدان على المقلبين الإسرائيلي واللبناني يوحي بأنّ اتّفاق وقف إطلاق النار يسلك طريقه إلى التنفيذ. اليوم ومن خارج “دوام عمل” العدوّ الإسرائيلي…