روسيا.. الاستقرار الداخليّ هو الأولويّة

مدة القراءة 2 د

داخلياً، لا أولوية لدى بوتين تسبق الاستقرار والسيطرة، عبر قوّة مركزية حاسمة للدولة وأجهزتها تمنع تكرار الفوضى التي شهدتها روسيا في التسعينيات. فالحفاظ على النظام والاستقرار في روسيا يرتبط ارتباطاً وثيقاً بقدرته على السيطرة على السلطة.

لأجل ذلك من السهل جدّاً عليه أن يعزو أيّ تحرّك اعتراضي في الداخل، إلى مؤامرة ما يدبّرها حلف الناتو والعواصم الغربية، تحت ستار القيم الليبرالية والديمقراطية. من وجهة نظره، يتجاوز الدفع الغربي نحو هذه القيم مجرّد كونه حملة أيديولوجية وصراع أفكار، بل يراه استراتيجية جيوسياسية ممنهجة تهدف إلى إضعاف روسيا من خلال تعزيز عدم الاستقرار في داخلها وعلى حدودها، كما هو الحال في أوكرانيا وجورجيا.

إلى ذلك تحرّك القومية الروسية المتجذّرة بعمق في التاريخ الإمبراطوري الروسي، الكثير من عقل بوتين. فهو يرى بلاده كحضارة فريدة ذات مسار خاصّ وأمّة تشق طريقها بمعزل عن الضغوط الخارجية. من دون فهم هذا المنحى في “البوتينيّة” يصعب تفسير الكثير من سياساته على المستويين المحلّي والدولي. لا يستخدم بوتين مضامين التجربة التاريخية لأسلافه لإثارة حنين أجوف، بل يعتمدها كأطر استراتيجية تُقرّ في ضوئها خيارات بلاده السياسية والاقتصادية والعسكرية.

في عالمه الذي تسود الواقعية السياسية، لا شيء يعلو فوق مصالح روسيا، سواء كانت تحالفات أو أيديولوجيّات أو قواعد دولية.

التفاصيل في مقال الزميل نديم قطيش اضغط هنا

مواضيع ذات صلة

الأسد بين نارين: طهران وتل أبيب

مشهد الحدود الشرقية والشمالية مع سوريا سيبدو حتماً مختلفاً عن حدود جنوب لبنان مع إسرائيل، فليست على الحدود السورية لجنة دولية، لكنّها ستبقى تحت عيون…

منع إعادة تسليح الحزب

تقول مصادر دولية لـ”أساس” إنّ تل أبيب توافق على تحويل أيّ شكاوى تتعلّق بمخازن أسلحة الحزب وأنفاقه إلى اللجنة الدولية المنصوص عليها في الاتفاق. لكنّ…

إخراج السّلاح من صناعة السّياسة

البند الرابع والأخير من خطاب الشيخ نعيم قاسم يعلن التزام الحزب بالعمل السياسي “بقوّتنا التمثيلية والشعبية”، وبالتالي يعلن بشكل لا لبس فيه إخراج السلاح من…

الرأي العامّ في إسرائيل يريد التّسوية

من الواضح أنّ هناك جوّاً عامّاً في إسرائيل يريد التسوية، لا سيما قادة الأجهزة الأمنيّة ورئيس الأركان الذي ينظر بحذر شديد ويدعو إلى عدم الغرق…