داخلياً، لا أولوية لدى بوتين تسبق الاستقرار والسيطرة، عبر قوّة مركزية حاسمة للدولة وأجهزتها تمنع تكرار الفوضى التي شهدتها روسيا في التسعينيات. فالحفاظ على النظام والاستقرار في روسيا يرتبط ارتباطاً وثيقاً بقدرته على السيطرة على السلطة.
لأجل ذلك من السهل جدّاً عليه أن يعزو أيّ تحرّك اعتراضي في الداخل، إلى مؤامرة ما يدبّرها حلف الناتو والعواصم الغربية، تحت ستار القيم الليبرالية والديمقراطية. من وجهة نظره، يتجاوز الدفع الغربي نحو هذه القيم مجرّد كونه حملة أيديولوجية وصراع أفكار، بل يراه استراتيجية جيوسياسية ممنهجة تهدف إلى إضعاف روسيا من خلال تعزيز عدم الاستقرار في داخلها وعلى حدودها، كما هو الحال في أوكرانيا وجورجيا.
إلى ذلك تحرّك القومية الروسية المتجذّرة بعمق في التاريخ الإمبراطوري الروسي، الكثير من عقل بوتين. فهو يرى بلاده كحضارة فريدة ذات مسار خاصّ وأمّة تشق طريقها بمعزل عن الضغوط الخارجية. من دون فهم هذا المنحى في “البوتينيّة” يصعب تفسير الكثير من سياساته على المستويين المحلّي والدولي. لا يستخدم بوتين مضامين التجربة التاريخية لأسلافه لإثارة حنين أجوف، بل يعتمدها كأطر استراتيجية تُقرّ في ضوئها خيارات بلاده السياسية والاقتصادية والعسكرية.
في عالمه الذي تسود الواقعية السياسية، لا شيء يعلو فوق مصالح روسيا، سواء كانت تحالفات أو أيديولوجيّات أو قواعد دولية.
التفاصيل في مقال الزميل نديم قطيش اضغط هنا