الحزب وموقعة “البيجر”

2024-09-18

الحزب وموقعة “البيجر”

حزب الله.. هو رأس الحربة الأكثر مضاءً في منظومة الممانعة المستندة إلى الجدار الإيراني والمسماة بالأذرع، وهذا الحزب جسّد حضوراً في معادلات القوة والحروب، سواءً تلك التي امتدت سنوات على الأراضي السورية واللبنانية، أو الموازية لحرب غزة، التي ستكمل عامها الأول.

وإلى جانب حضوره الحربي، فهو الحزب الأكثر نفوذاً في لبنان، وتنسب إليه حالة الفراغ في انتظام عمل مؤسسات الدولة والحكم “رئاسة الجمهورية والحكومة”.

دوره في الحروب لا يقتصر على الجغرافيا السورية واللبنانية، بل له حضورٌ في ساحات الممانعة جميعاً، كداعمٍ ومشارك.

وهذا الحضور الواسع، كانت له أثمانٌ باهظة، فقد قدّم الحزب أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحى، ودمرت على نطاق واسع العديد من أماكن تموضعه، مع نزوح متواصل وكثيف للسكان، وخصوصاً في هذه الحرب، التي لم تتوقف يوماً واحداً منذ طوفان الأقصى وحتى موقعة البيجر.

هذه الموقعة، التي وصفت بالإعصار، أدخلت الحزب في تحدٍ جديد، حيث لم تعد الردود النمطية المسيطر عليها، ذات قيمة مؤثرة حيال ما حدث.

رد حزب الله وخصوصاً في هذه المرة، لابد وأن يكون أكثر إقناعاً من كل ما سبقه من ردود، وهذه مسألة لا نستطيع توقعها، فهي ملك لتقديرات قائده الأعلى السيد حسن نصر الله، ومرجعياته التحالفية في ساحات الممانعة وإيران.

غير أن الرد الأهم والأكثر إلحاحاً الذي يتعين على حزب الله أن يبادر به على الفور، هو سد الثغرات التي وفّرت لإسرائيل اختراقات مدوية، وما سبق موقعة البيجر، كانت اغتيالات القادة والكوادر، ما أرهق الحزب وأضعف قدراته، وهو يؤدي حرباً متواصلة مع إسرائيل، بكل ما تملك من أسلحة متطورة وتكنولوجيا.

إقرأ أيضاً: إعصار “البيجر”.. التفاصيل الكاملة للخرق الإسرائيليّ

وغني عن تذكير حزب الله بأنه لا يحارب إسرائيل وحدها، بل من معها ومن وراءه، وهذا يستوجب التدقيق في القدرات أولاً وقبل كل شيء.

*نقلاً عن موقع “مسار”

مواضيع ذات صلة

هكذا وصلت إسرائيل إلى “البايجرز” واللاسلكيّ

في 7 أيلول الجاري، كان قائد “المنطقة الوسطى” في الجيش الأميركي الجنرال إريك كوريللا في إسرائيل. في اليوم التالي، تمّت عملية مصياف. أكبر عملية إسرائيلية…

من يملك شجاعة الاعتراف “بالهزيمة” التقنيّة؟

.. علينا جميعاً وفي مقدَّمنا الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله أن نمتلك الشجاعة والجسارة للقول إنّ العدوّ الإسرائيلي هزمنا تقنياً ويتفوّق علينا في…

المرشد في استحضار التّاريخ دون المستقبل

“غد بظهر الغيب واليوم لي     وكم يخيب الظنّ بالمقبل ولست بالغافل حتى أرى         جمال دنياي ولا أجتلي لبست ثوب العيش لم أستشِر    وحرت فيه بين…

لبنان… الرأي قبل شجاعة الشجعان

لم يكد دخان ونار التفجيرات الصغيرة في أجهزة النداء القديمة، المعروفة باسم “بيجر” يهدآن، حتى اندلعت موجة نارية جديدة، مستهدفة هذه المرة أجهزة الجوال، وغيرها…