السّعوديّة: الوقت لا يزال مبكراً يا بشّار

مدة القراءة 3 د

على عكس كلّ المعلومات التي حاول النّظام السّوريّ وحلفاؤه إشاعتها منذ أسابيع عن المؤشّرات إلى عودة “تطبيع العلاقات” بين النّظام والمملكة العربيّة السّعوديّة، وما رافقَ هذه الأجواء من تصريحات، أبرزها ترحيب وزير الخارجيّة السّوري فيصل المقداد بإمكان عودة العلاقات السورية مع السعودية والعرب، وعدا عن الزيّارة التي قامَ بها وزير السّياحة السّوري محمد رامي مرتيني إلى العاصمة السّعوديّة الرّياض كأوّل وزير سوريّ يزور المملكة منذ سنة 2011، نفى المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي تغيير موقف بلاده المعلن من العلاقات مع سوريا.

وقال المعلمي في تصريح لقناة “روسيا اليوم” إنّ “الوقت لا يزال مبكراً للحديث عن إعادة العلاقات السعودية مع سوريا”، موضحاً أنّ “السبب وراء ذلك هو أنّ الوضع في سوريا لا يزال صعباً”.

من الواضح إذاّ أنّ الدّول العربيّة تُريد من نظام الأسد الأفعال لا الأقوال وخصوصاً المملكة العربيّة السّعوديّة، تطمح إلى الحدّ من التّدخّلات الإيرانيّة والتركيّة في سوريا، ووقف عمليّات التطهير الطائفيّ، وضمان حقوق الشّعب السّوري كأولويّة لتطبيع العلاقات مع سوريا

وجدّد السفير السعودي لدى الأمم المُتّحدة تحميل النّظام السوري مسؤولية الهجمات على المدن، واضطهاد السّجناء واللاجئين، عدا عن التّطهير العرقي والتهجير الذي يُمارسه جيش النّظام والميليشيات الموالية له.

في الوقت عينه، قال إنّ بلاده تعتقد بوجود “خطوات عديدة”، لم يُحدّدها، على دمشق اتّخاذها قبل الحديث عن إمكان إعادة العلاقات معها.

أمّا عن مسألة عودة سوريا إلى جامعة الدّول العربيّة، فقد اعتبر المندوب السّعوديّ لدى الأمم المُتحدة أنّ “الأمر يتطلّب قراراً جماعياً من الجامعة”، وأنّ “معظم الدول العربية لا تزال تتحفّظ على الوضع هناك، وهذا الذي يصعّب تلك العودة”.

وعن ترحيب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بإمكان عودة العلاقات السورية مع السعودية والعرب، رأى الدّبلوماسي السّعودي أنّه “أمر طبيعيّ لأنّه يُخرج دمشق من عزلتها ويعطي حكومتها نوعاً من المباركة”، موضحاً أنّ “الرياض لا تتّخذ سياساتها جزافاً، ولا تقطع العلاقات أو تعيدها بصورة اعتباطية”. ولم ينفِ المسؤول السّعوديّ في حديثه لـ”روسيا اليوم” وجود اتصالات على المستوى الأمنيّ بين الرّياض ودمشق.

وبحسب المعلمي، فإنّه “لا بدّ من وجود ظروف ومقوّمات إيجابية في الواقع السّوري تدفع إلى إعادة العلاقات. وطالما لم تتوافر هذه الظروف فمن الصّعب الحديث عن إعادة العلاقات”.

إقرأ أيضاً: لماذا رفض السعوديون بحث ملف لبنان مع إيران؟

من الواضح إذاّ أنّ الدّول العربيّة تُريد من نظام الأسد الأفعال لا الأقوال قبل الحديث عن تطبيعٍ للعلاقات معه. إذ إنّ الدّول العربيّة، وخصوصاً المملكة العربيّة السّعوديّة، تطمح إلى الحدّ من التّدخّلات الإيرانيّة والتركيّة في سوريا، ووقف عمليّات التطهير الطائفيّ، وضمان حقوق الشّعب السّوري كأولويّة لتطبيع العلاقات مع سوريا.

تبقى الكُرة، كما كانت منذ سنة 2011، في ملعب نظام الأسد. فهل يختار العودة إلى الحضن العربيّ أو يبقى في حضن طهران؟

 

رابط المُقابلة كاملة: اضغط هنا

 

مواضيع ذات صلة

الثنائي لن يستسلم… أمام الانقلاب المخمليّ

الأرجح، هو الانقلاب المخملي الوحيد الذي شهده تاريخ لبنان الحديث، وتحديداً منذ قيام جمهورية الطائف. حتى اغتيال رفيق الحريري، وما تبعه من أحداث وتطوّرات حملت…

عون – سلام: لا كسر للشيعة

في أربع وعشرين ساعة تغيّر المشهد. ما الذي تغيّر؟ لا بدّ أن نعترف أنّ المتغيّرات في البلد أصبحت حتميّة. وطوفان التغيير منذ 17 تشرين الأوّل…

ترتيب المشهد اللّيبيّ.. هل يحكم سيف الإسلام القذّافي؟

حقّق سيف الإسلام القذافي “نصراً كاسحاً” في الانتخابات البلدية التي شهدتها ليبيا، كما سمّاه، في تشرين الثاني الماضي. حين شارك 74% من الليبيين في تلك…

الكويت.. موسم الضّرائب

في إطار التحوّل الشامل على جميع المستويات، الذي بدأ في الكويت عام 2024، وصل القطار إلى المحطّة الأهمّ المرتبطة بحلّ مُعضلة الاعتماد على النفط مصدراً…