كثيرون أحبّوا “السيّد”. بعضهم غادر حين بدأ الأمين العامّ الجديد الشيخ نعيم قاسم كلمته. وكثيرون “عشقوا” الراحل، كما يحلو لهم الكتابة والقول. وكانت علاقتهم محصورة به. يردّدون أنّهم يحبّون “السيّد” في “الحزب”. وقد ذهبوا ليودّعوا هذا “الحبيب” بالنسبة إليهم.
وبالتالي راحوا لوداع الماضي، لا لـ”البصم” على كلّ ما ستفعله القيادة الجديدة في المستقبل. وهذا لا يحتاج إلى نقاش أصلاً.
لنأخذ على سبيل المثال جنازة الرئيس رفيق الحريري في 16 شباط 2005. حضرها مئات الآلاف. لكنّها لم تكن إعلاناً سياسياً. ولم تشهد خطاباتٍ كما حصل في 14 آذار، بعد شهر. يومها بات تجمّع 14 آذار سياسيّاً، وتحدّث خلاله معظم من باتوا يُعرفون لاحقاً بأنّهم “قادة 14 آذار”.
بالتالي لم يكن التشييع “إعلاناً سياسياً”. لأنّ المشيّعين، من محبّي نصرالله، ليسوا بالضرورة حزبيّين، ولا بالضرورة موافقين على ما قاله الشيخ نعيم قاسم. وأبرز ما قاله: “نحن أبناء الولاية”. فهل كلّ المشيّعين ما زالوا يعتبرون الإمام الخامنئي “الوليّ” عليهم؟ أولم تخرج أسئلة على ألسنة كبار القريبين من “الحزب” حول التخلّي الإيراني عن شيعة لبنان خلال الحرب الأخيرة؟
التشييع الضخم لا يمكن أن يقفز عن هذه الأسئلة.
التفاصيل في مقال الزميل محمد بركات اضغط هنا
