باتت طهران في لبنان في موقع الاستماع إلى نصائح وثوابت الدولة اللبنانية، بدلاً من أن تسدي النصائح التي كانت بمنزلة أوامر في عهود سابقة. ليس تفصيلاً أن يسمع رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف ومعه وزير الخارجية عباس عراقتشي من الرئيس جوزف عون أوّل من أمس أنّ “لبنان تعب من حروب الآخرين على أرضه”. علم “أساس” أنّ الأخير ردّ بذلك على حديث المسؤول الإيراني عن دور المقاومة في مواجهة عدوان إسرائيل ومخطّطاتها. بات المسؤولون الإيرانيون أمام رئيس للجمهورية لا تنقصه الحجّة في رفضه المبطّن لتدخّل طهران. فقاليباف ألمح بقوله إنّ إيران تدعم “أيّ قرار للبنان بعيداً من التدخّلات الخارجية”، إلى التدخّل الأميركي. لكنّ فطنة عون جعلته يستند إلى المادّة 9 من الدستور الإيراني نفسه التي تؤكّد أنّه “لا يحقّ لأيّ فرد أو مجموعة أو أيّ مسؤول أن يلحق أدنى ضرر بالاستقلال السياسي أو الثقافي أو الاقتصادي أو العسكري للبلاد”. أمّا جرأة رئيس الحكومة نوّاف سلام فأسمعت قاليباف الموقف السابق في شأن منع توجّه الطائرات الإيرانية إلى بيروت، وهو أنّ “سلامة أمن المطار والمسافرين هو الاعتبار الأساسي الذي يرعى تسيير الرحلات وتحدّده السلطة اللبنانية”.
ثمّة من يقول في بعض الأوساط السياسية إنّ على طهران أن تكتفي بصمود السلطة اللبنانية الحالية في وجه تلميحات غربية لها بوجوب قطع علاقات لبنان مع إيران، لا أن تقف عند منع الطائرات فقط.
التفاصيل في مقال الزميل وليد شقير اضغط هنا
