“سخسخت” أمّ زهير بصاروخ!

مدة القراءة 3 د

لم يكن الأمر بحاجة إلى أكثر من صاروخ يتيم يُطلَق من جنوب لبنان صوب العدوّ الإسرائيلي الغاشم، حتى “تُسخسخ” أمّ زهير ومن تمثّل… فكيف بها إذا أُطلقت عشرات الصواريخ؟
مرّت تلك الصواريخ الموقّعة باسم حركة “حماس” (الله لا يصدقني إنها لحماس) على أمّ زهير وأترابها مرور الكرام. غابت شعارات السيادة والاستقلال عن المشهد كليّاً. فبعدما كانت تتحسّس من أيّ شيء يخصّ السيادة اللبنانية، لم تحرّك أمّ زهير ساكناً.
قبل الإفطار بساعات، تنهي أمّ زهير طبختها، وتجلس لتتابع مسلسلات رمضان، باعتبار أنّ فترة ما بعد الإفطار مخصّصة للتعبّد.
كانت تجلس وتشاهد مسلسل “إبتسم أيّها الجنرال” على يوتيوب، فجلست بقربها وتحمّست. قلت لنفسي سأسألها لعلّها تخبرني سبب هذا الاطمئنان السنّيّ المستجدّ والنوم على “الحرير”.
توجّهتُ إليها بالقول: شو أمّ زهير؟ ما سمعتك اعترضتِ على صواريخ “حماس”؟ يبدو أنّك مبسوطة فيهم؟ وين الاعتراضات يلي كنّا نسمعها؟ شو صرتوا حبايب مع حزب الله وجماعته بعد زيارة بكين؟

لم يكن الأمر بحاجة إلى أكثر من صاروخ يتيم حتى “تُسخسخ” أمّ زهير ومن تمثّل

أمّ زهير مُبحلقة في التلفاز: شايف يا أبو زهير عاصي قديشو شرس ومجرم؟ بس فرات ما بيشكي من شي… دبلوماسي وما كان بدو مشاكل من الأساس، لكن عم يجرّوا جرّ على الحرب والأزمات.
قلت لأمّ زهير مجدّداً بعدما حاولت تمييع الحديث وتسخيفه: يا أمّ زهير وينكم من الصواريخ؟ لك حتى جبران باسيل اعترض على الصواريخ وانتقدها بحرفنة ولوذعيّة… وإنتو وينكم؟ بوضعيّة “إعمل نفسك ميّت”… شو صابكم يا عمّي؟
تابعت أمّ زهير كلامها: بس حيدر مخلص لفرات، ما باعه برغم كلّ التهديدات… مش قليل والله!
أنا من جديد لـ”الداهية” أمّ زهير: شو رأيك تخلّينا بصواريخ “حماس” بجنوب لبنان وعيفيني من عاصي وفرات؟ وينك إنت وجماعتك؟ وينكم من السيادة؟ يبدو جاي صحّتكم على هوا بكين؟

إقرأ أيضاً: باسيل للسيّد: “أخصمك آه… أسيبك لاه”

لكن بعد إلحاح وزنّ ردّت أخيراً أمّ زهير: أفففف مش رح تعيفني؟… إنت نواياك عاطلة يا أبو الزوز. هيدي الصواريخ “فشّة خلق”… شو ما شفت شو كان عم يصير داخل المسجد الأقصى خلال هالشهر الفضيل؟ جد إنكم بلا دمّ!
عقّبت على كلامها قائلاً: أيوا… أيوا… أيوا. يعني لفكم الحزب بالجيبة بكم صاروخ بحجّة الأقصى؟ طيب وعلى شو كل هالشعارات يلّي نفختونا فيها على سنين يا أم الزوز؟ ما عاد بدكم السيادة والحرّية؟… آه آسف آسف أم الزوز. إنت هلق غرقانة بدباديب فرات Excuse me… الله يسترنا ما يرجع فرات يجي قاعد بحضنّا كمان… يلا بخاطرك.
أمّ زهير: لك لحظة لوينك رايح؟
أنا: معزوم على الإفطار بمعراب… بخاطرك.

 

*هذا المقال من نسج خيال الكاتب 

لمتابعة الكاتب على تويتر: abo_zouheir@

مواضيع ذات صلة

“استقلال” لبنان: سيادة دوليّة بدل الإيرانيّة أو الإسرائيليّة

محطّات كثيرة ترافق مفاوضات آموس هوكستين على وقف النار في لبنان، الذي مرّت أمس الذكرى الـ81 لاستقلاله في أسوأ ظروف لانتهاك سيادته. يصعب تصور نجاح…

فلسطين: متى تنشأ “المقاومة” الجديدة؟

غزة التي تحارب حماس على أرضها هي أصغر بقعة جغرافية وقعت عليها حرب. ذلك يمكن تحمّله لسنوات، لو كانت الإمدادات التسليحيّة والتموينية متاحة عبر اتصال…

السّودان: مأساة أكبر من غزّة ولبنان

سرقت أضواء جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وجرائم التدمير المنهجي التي ترتكبها في مدن لبنان وقراه، الأنظار عن أكبر جريمة ضدّ الإنسانية…

على باب الاستقلال الثّالث

في كلّ عام من تشرين الثاني يستعيد اللبنانيون حكايا لا أسانيد لها عن الاستقلال الذي نالوه من فرنسا. فيما اجتماعهم الوطني والأهليّ لا يزال يرتكس…