في معجم المعاني، السَّيِّدُ هو “الموْلَى ذو العبيد والخدمِ”، والعَبْدُ هو “الرَّقيق، مملوك غير حُرّ، إنسان يُباع ويُشترى”.
“نحن أسياد هذا البلد”، قال رئيس كتلة حزب الله النيابية. قالها في كلمة من دقيقتين فقط، مكتوبة، ومُحَضّرَة، من 140 كلمة. قالها من قصر بعبدا. قصر رئاسة الجمهورية. قالها وحزبه يدعو إلى مؤتمر للمعارضة السعودية في ضاحية بيروت الجنوبية. بعدما بات يقيناً أنّ لبنان يذهب من إفلاس إلى انهيار، ومن وجعٍ إلى أزمة، بسبب الهجمات المتصاعدة ضدّ دول الخليج، والسعودية تحديداً.
قالها وهو يعلن “تأييد الدعوة إلى الحوار”. قالها واستبقها بالدعوة إلى “التحلّي بالعقل والحكمة والتخلّي عن المزايدات”. قالها في القصر الذي يحكمه حليفه ميشال عون، الذي قال النائب عن الحزب، نوّاف الموسوي، تحت قبّة مجلس النواب، إنّه “جاء إلى بعبدا ببندقيّة المقاومة”.
في دستور لبنان النائب “يمثّل الأمّة جمعاء”، أي كلّ اللبنانيين، من العبيد والأسياد
وهنا تكمن المشكلة في لبنان في أنّ بعض اللبنانيين يعتبرون أنفسهم أسياد الآخرين. يهدّدونهم بالويل والثبور وعظائم الأمور. من بعبدا قالها رعد. من قصر رئاسة الجمهورية. من المقرّ الرسمي لرئيس لبنان. الرئيس الذي أتى ببندقية محمد رعد وإخوانه.
هذا ليس حواراً، بل تخويفٌ وترهيبٌ: إمّا تتحلّون بالحكمة، وإمّا سنعاملكم معاملة الأسياد للعبيد.
في دستور لبنان النائب “يمثّل الأمّة جمعاء”، أي كلّ اللبنانيين، من العبيد والأسياد.
وفي لسان العرب، السيّد هو “الذي لا يغلبُهُ غضبُهُ”. وكلام رعد من بعبدا كلام غاضبين.
إقرأ أيضاً: الحزب يحتفل بالضاحية الجنوبيّة بسقوط “شبوة”
“نحن أسياد هذا البلد”، قال. والسيّد يكون سيّداً على عبيد.
فكيف يكون حواراً بين الأسياد والعبيد؟