صدر قرار الاعتذار، وها هو الرئيس المكلّف سعد الحريري يمهّد الأجواء في بيروت تحديداً، وفي أنحاء الطائفة السنيّة عموماً، لتقديم اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة.
فبعد ثمانية أشهر على تكليفه، وبعد 18 لقاء مع رئيس الجمهورية في بعبدا، وبعد رحلات بين عدد من الدول العربية وعواصم القرار في العالم، وبعد مبادرة فرنسية، ومبادرة عربية بدعم مصري ومن الجامعة العربية، وبعد مبادرة الرئيس نبيه برّي التي أفشلها جميعاً جبران باسيل الذي جعل من الحريري “أسير” شروطه للتشكيل. فبدأت رحلة التمهيد.
الحريري سيعتذر، وترجّح مصادر موثوقة أنّ يكون التوقيت قريباً جدّاً، لا تتجاوز الأيام القليلة المقبلة
البداية كانت من استقباله مساء الجمعة وفداً من اتحاد العائلات البيروتية، الذي خرج من الاجتماع ليعلن رئيسه محمد عفيفي يموت أنّ المجتمعين “أثنوا على مواقف دولته السياسية، ونحن نشدّ على يديه في اتخاذ أيّ قرار مناسب لمصلحة لبنان، وبيروت بالأخص، ولا سيما في هذه الظروف السياسية الضاغطة على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي”.
واليوم يحضر الرئيس الحريري الاجتماع الشهري للمجلس الإسلامي الشرعي الأعلى في دار الفتوى، وهو لم يعتد على حضور هذا الاجتماع. والأرجح أن يضع أعضاء المجلس في جوّ الاعتذار. تماماً كما فعل حين جمع أعضاء “كتلة المستقبل” في الأول من حزيران الجاري.
إقرأ أيضاً: الاعتذار مسألة وقت
أيضاً واكبت التمهيد للاعتذار عودة بعض المجموعات التابعة لتيار المستقبل إلى قطع الطرق بين الناعمة وكورنيش المزرعة والكولا والمدينة الرياضية والحمرا وتعلبايا، في الساعات الـ48 الماضية، مع مشاركة خجولة في المناطق التي لا وجود فيها للمستقبل.
الحريري سيعتذر، وترجّح مصادر موثوقة أن يكون التوقيت قريباً جدّاً، لا يتجاوز الأيام القليلة المقبلة.