سباق أميركيّ – فرنسيّ لدعم الجيش: رئاسة أو أمن؟

مدة القراءة 4 د

قبل أسبوعين تقريباً، وخلال لقاء لقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون مع عدد من زوّاره، ممن كانوا يبحثون معه دور الجيش اللبناني في معالجة الأزمة السياسية، أجابهم العماد عون: “الأولويّة اليوم بالنسبة إليّ توفير الحاجات الأساسية للجيش من أجل أن يقوم بدوره في حماية الأمن والاستقرار في البلاد لأنّ الأزمتين الاقتصادية والمالية ستكون لهما انعكاسات خطيرة على المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنيّة. ولست أفكّر حالياً إلا في توفير المساعدات للجيش اللبناني من أيّة دولة صديقة تبدي الاستعداد لذلك.

تزامنت هذه الأجواء مع سلسلة تصريحات علنيّة أطلقها قائد الجيش ووزير الداخلية العميد محمد فهمي، ومع تسريبات صدرت عن مسؤولي عدد من الأجهزة الأمنيّة عن خطورة ما يواجهه الجيش وقوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنيّة من تحدّيات كبيرة في الحصول على الحاجات الأساسية للعناصر للقيام بمهمّاتهم التقليدية في ظل مخاوف من انهيار الأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية والأمنيّة في البلاد، والفشل في تشكيل حكومة، والقرار برفع الدعم عن السلع الأساسية، وعدم توفير الأموال لتمويل البطاقة التمويلية. كذلك في ظلّ أخبار عن تهرّب أعداد كبيرة من الخدمة العسكرية، في عدد من الأجهزة.

في ضوء هذه المخاوف والتوقّعات الخطيرة، بدأت قيادة الجيش سلسلة اتصالات ولقاءات مع مسؤولين أميركيين لبحث حاجات الجيش اللبناني والأجهزة الأمنيّة، وجاءت الزيارة المهمّة لقائد الجيش العماد جوزيف عون إلى فرنسا، والتقى خلالها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعدداً من المسؤولين الفرنسيين، وتطرّق فيها إلى إمكان عقد مؤتمر دولي لدعم الجيش اللبناني. وقد أثار لقاؤه ماكرون بعض المخاوف لدى الأوساط السياسية في بيروت من أن يكون هذا اللقاء تمهيداً لإعادة طرح مشروع تشكيل حكومة انتقالية برئاسة قائد الجيش، أو لوصوله إلى موقع رئاسة الجمهورية.

تزامنت هذه الأجواء مع سلسلة تصريحات علنيّة أطلقها قائد الجيش ووزير الداخلية العميد محمد فهمي، ومع تسريبات صدرت عن مسؤولي عدد من الأجهزة الأمنيّة عن خطورة ما يواجهه الجيش وقوى الأمن الداخلي والأجهزة الأمنيّة من تحدّيات كبيرة في الحصول على الحاجات الأساسية للعناصر

بموازاة ذلك، أصدرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مواقف لافتة أكّدت فيها ضرورة تقديم كل أشكال الدعم للجيش اللبناني. وقد قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لـ”سكاي نيوز” إنّ “إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ستواصل تفعيل قدرات الجيش اللبناني للتصدّي لحزب الله ونفوذ طهران في لبنان”، وتوقّع أن يتم مدّ الجيش اللبناني بمساعدات مهمّة حتى آخر السنة الجارية، وأيضاً في موازنة مبيعات الأسلحة الخارجية للسنة المقبلة.

وكشف المسؤول الأميركي أنّ حلفاء أساسيين لواشنطن في المنطقة العربية يدعمون القوى الأمنيّة اللبنانية، وسيقدّمون المساعدات لها، وخصوصاً للجيش اللبناني.

إقرأ أيضاً: قائد الجيش يعلن البلاغ رقم “1”

أضف إلى ذلك قبل أسبوع، انعقاد لقاء عبر تطبيق إلكتروني، تحت عنوان “المؤتمر اللبناني – الأميركي لموارد الدفاع”، شارك فيه قائد الجيش العماد جوزيف عون، وعدد من الضباط اللبنانيين، ومسؤولون أميركيون، والسفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا. وقد تمحور المؤتمر حول كيفيّة تعزيز علاقات التعاون بين الجيشين الأميركي واللبناني. وتوافق الحاضرون على تكثيف الجهود لرفع مستوى التنسيق العسكري، ووضع خطة خمسية لتطوير قدرات الجيش ضمن أولويات متفق عليها بين الجانبين. وأشارت السفيرة الأميركية إلى أنّ عدداً من المسؤولين الأميركيين العسكريين سيزورون لبنان قريباً لتقديم المساعدات للجيش اللبناني.

إذاً نحن أمام تنافس أو سباق دولي، وخصوصاً بين الفرنسيين والأميركيين، لدعم الجيش اللبناني والاهتمام برعاية ودعم قائد الجيش العماد جوزيف عون في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة، وفي ظل الأزمة التي يواجهها لبنان اليوم.

فهل يقتصر الدعم على الجوانب العسكرية والأمنيّة وحماية الاستقرار وتعزيز قدرات الجيش؟ أم هناك مشروع سياسي مستقبلي يتعلّق بدور قائد الجيش في المرحلة المقبلة؟

مواضيع ذات صلة

أميركا مطمئنّة.. ونتنياهو “يسرق الوقت”

عاد الموفد الأميركي آموس هوكستين من زيارته إلى المنطقة، ووصل إلى العاصمة الاميركية أمس. وقبل أن يصل إلى واشنطن كان قد طمأن عين التينة إلى…

مبعوث ترامب إلى الشّرق الأوسط: معجب “بروحانية” نتنياهو..

تشبه الشّخصيّات التي رشّحها الرّئيس الأميركيّ المُنتخب دونالد ترامب شخصيّته الجدليّة. فهو كما فاجأ المراقبين يومَ فازَ في انتخابات 2016، وبفوزه الكبير في انتخابات 2022،…

هوكستين موفد ترامب… فهل يضغط لإنجاز الاتّفاق؟

كثيرٌ من الضبابية يحيط بمصير المفاوضات التي قادها آموس هوكستين بين لبنان وإسرائيل، أو بالأحرى بين “الحزب” وإسرئيل، عبر رئيس مجلس النواب نبيه برّي. التفاؤل…

الاتّفاق Done: إعلانه خلال أيّام.. أو أسابيع؟

بين واشنطن وتل أبيب وبيروت أصبحت شروط الاتّفاق معروفة، ولا ينقصها سوى لمسات أخيرة قد تستلزم يوماً واحداً، وقد تطول لأسابيع، أربعة ربّما. لكن ما…