أيام قليلة تفصلنا عن موعد وصول اللقاحات إلى لبنان. بعدما احتلّ لبنان المرتبة التاسعة ضمن قائمة الدول الأكثر تضرّراً من جائحة كورونا في الشرق الأوسط من حيث عدد الوفيات الذي وصل إلى 3677، مسجّلاً نسبة 1.12% من بين مرضى كوفيد-19.
ما هي آخر مستجدات عملية توزيع اللقاحات؟ ولماذا نسبة الإقبال على التسجيل في منصة اللقاحات قليلة؟ ومن هم الذين سيتلقّون الجرعات الأولى من اللقاح إضافة إلى الجسم الطبي؟
الاختصاصي في الأمراض الجرثومية وعضو “اللجنة العلمية لمتابعة كورونا” ورئيس “اللجنة العلمية لمتابعة اللقاح” الدكتور عبد الرحمن البزري أكّد لـ”أساس” أنّ “موعد وصول اللقاحات لم يتغيّر، ومستعدون لوصول لقاح “فايزر”، والتلقيح سيبدأ فور وصول اللقاحات”. وأشار إلى أنّ “هذا الأسبوع هو عبارة عن ورشة عمل كبيرة لإعادة النظر مرّة ثانية بمراكز التلقيح التي تمّ إبلاغها، وسنجري مناورات وهمية في 4 أو 5 مراكز لمعرفة المدّة الزمنية التي يحتاجها المريض منذ لحطة وصوله حتّى مغادرته المركز”.
احتلّ لبنان المرتبة التاسعة ضمن قائمة الدول الأكثر تضرّراً من جائحة كورونا في الشرق الأوسط من حيث عدد الوفيات الذي وصل إلى 3677، مسجّلاً نسبة 1.12% من بين مرضى كوفيد-19
وعن المراكز المخصّصة للتلقيح قال: “في الفترة الأولى، سنسلّم المراكز 200 إلى 250 لقاحاً بدلاً من 400 كما وضعنا في الخطة، لمراقبة كيفية التفاعل، وبعدها سنقوم بزيادة العدد. ويمكن القول إنّنا استفدنا من خبرات الآخرين وأخطائهم: الفرنسيون، الأميركيون، وحتى في الدول العربية”. وأكّد أنّ عملية التلقيح في المرحلة الأولى لن يستفيد منها القطاع الصحي فقط، بل سيُضاف إليهم بعض المسنّين الذين تسجّلوا على المنصة.
وحدّد البزري نوعين من المسنّين:
– الأوّل: المسنّون الذين سجّلوا أسماؤهم على المنصة للحصول على اللقاح.
– الثاني: المسنّون داخل المؤسسات والمراكز. وهؤلاء لن نحضرهم إلى مراكز التلقيح، بل هناك فريق مجهّز يستعد للذهاب إلى المؤسسات.
في المرحلة الثالثة سيتمّ استحداث آلية جديدة للأشخاص غير القادرين على الوصول إلى المراكز. وقد هيّأ الصليب الأحمر اللبناني مجموعة من السيارات المجهزّة لإيصال اللقاح إلى هذه الفئة المحدّدة.
الدفعة الأولى ستكون عبارة عن 28 ألف لقاح، والثانية 32 ألفاً، ليصل العدد إلى 250 ألفاً في نهاية آذار من فايزر”.
وأعلن البزري أنّه “مع بداية شهر آذار سيبدأ لقاح “استرازينيكا” بالوصول إلى لبنان. وهناك تنسيق مع مؤسسات يُعلن عنها في وقت لاحق، حصلت على هبات من اللقاح الروسي”.
هل هناك نقص في عدد اللقاحات المتوّقع وصولها، نسبة لعدد المسجلّين لتلقي اللقاح؟
يجيب البزري: “حدّدت لنا الكوفاكس خلال المرحلة الأولى 340 ألف جرعة، هذا عدا عن الاتفاق الذي أُبرم بين وزارة الصحة اللبنانية وبين “فايزر” نفسها للحصول على مليون ونصف المليون لقاح تصل في مرحلة لاحقة”.
اللقاحات المجانية هي مليونان و100 ألف لقاح من “فايزر”، ومليونان و700 ألف من “كوفاكس”، ومليون ونصف المليون من “استرازينيكا”، أي 6.3 مليون لقاح مجاناً.
أعلن البزري أنّه “مع بداية شهر آذار سيبدأ لقاح “استرازينيكا” بالوصول إلى لبنان. وهناك تنسيق مع مؤسسات يُعلن عنها في وقت لاحق، حصلت على هبات من اللقاح الروسي”
واشار البزري إلى أنّ “مبادرة من إحدى المؤسسات للحصول على 150 إلى 200 ألف جرعة من اللقاح الصيني. واجتمعت مع السفير الصيني وطلبتُ منه المزيد من الدراسات عن لقاح “سينوفارم”، ووعدني بإرسال التفاصيل وجزء من البيانات حتى نستطيع الاستفادة منها. وبالتالي لا مشكلة لدينا مع أيّ قطاع يريد شراء لقاحات شرط أن يلّقح أفراده مجاناً. كما أنّ الجانب الصيني حصر علاقته بموضوع اللقاح مع دبي”.
وتابع: “نحتاج إلى نحو 10 ملايين لقاح لتلقيح 85% من المقيمين في لبنان. لذلك يجب أن يكون هناك عمل موازٍ من قبل رجال الأعمال الذين يمكنهم عرض مبادرات علينا، ما سيرفع عدد اللقاحات، إضافة إلى المؤسسات الخيرية التي تمتلك إمكانيات، وتقول إنّها تريد المساهمة”.
وعن كيفية إعطاء اللقاح، كشف البزري أنّ “البرنامج يختار للمواطن اللقاح لأنّه في النهاية هدفنا منح المناعة لـ5 ملايين فرد. كلّ شيء مخطّط كما قلت سابقاً، لكن على لقاح “فايزر” فقط. إنّما في الوقت نفسه باشرنا بدرس كيفية التعامل مع “استرازينيكا” الذي هو أسهل بكثير من “فايزر”، وكذلك الأمر بالنسبة للقاح الروسي. كلّ ذلك ليطمئن المواطن اللبناني”.
إقرأ أيضاً: 16% سكان = 60% لقاحات: احتكار اللقاح… سيرتدّ كارثياً
وختم البزري كلامه محذّراً من أنّ لبنان يتوجّه نحو مرحلة خطرة جداً، “وعلى الرغم من وصول اللقاح، فإنّ النتائج لن تظهر قبل أسابيع وأشهر حتى نصل إلى مناعة مجتمعية عالية. وأدعوكم للتسجيل في المنصة من أجل التلقيح”.
