العالم على حافة المجاعة: 12 دولة تتصدّر اللائحة..

2022-06-04

العالم على حافة المجاعة: 12 دولة تتصدّر اللائحة..

أندرو غرين Andrew Green وكارمن بون Carmen Paun ودانيال باين Daniel PaynePOLITICO

وصل الجوع العالمي إلى مستويات غير مسبوقة، حيث يواجه ما يُقدَّر بنحو 276 مليون شخص نقصاً حادّاً في الغذاء، وثلاثة بلدان في الأقلّ أمام خطر المجاعة. فمع ارتفاع أسعار الموادّ الغذائية، وتعطُّل سلاسل التوريد، وتسبُّب الصراع في أوكرانيا في منع وصول الاحتياطيات الحيوية، يخشى الخبراء من أنّ الأزمة قد تتفاقم.

كيف وصلنا إلى هنا

يقول تشارلز أووبا Charles Owubah، رئيس المنظمة غير الحكومية “العمل ضدّ الجوع Action Against Hunger”، لصحيفة بوليتيكو Politico، إنّ حالة الطوارئ تطوّرت على ثلاث مراحل، ونتجت عن سلسلة من أزمات الغذاء.

وصل الجوع العالمي إلى مستويات غير مسبوقة، حيث يواجه ما يُقدَّر بنحو 276 مليون شخص نقصاً حادّاً في الغذاء

1- الصراع: يقول أووبا إنّ الصراع هو الذي تسبّب بكثير من تلك الأزمات، بما في ذلك الظروف الشبيهة بالمجاعة التي ظهرت في إثيوبيا، وجنوب السودان، واليمن العام الماضي. أمّا الأسباب الأخرى، المترابطة في كثير من الأحيان، فتشمل الصدمات الاقتصادية، وبشكل متزايد، الظواهر المناخية المتطرّفة. إذ كان ما يقرب من 14,000 شخص في جنوب مدغشقر على شفا المجاعة في عام 2021 بعد أسوأ جفاف شهدته المنطقة منذ 40 عاماً.

2- كوفيد19: ويقول أووبا إنّ جائحة كوفيد-19 انتشرت بينما كانت جهود الإغاثة مستنزفة، وكانت حكومات كثير من البلدان الفقيرة منهكة. ومنعت عمليات الإغلاق صغار المزارعين في البلدان المعرّضة بالفعل لخطر نقص الغذاء، من العمل في مجال الزراعة. وغالباً ما يكون هؤلاء المزارعون هم العمود الفقري للنظم الغذائية. لذا فقد أفضت القيود المفروضة لاحتواء الوباء إلى سقوط مزيد من الناس في حالة انعدام الأمن الغذائي. وقد رُفعت تلك القيود، لكنّ سلاسل التوريد لا تزال فوضوية، وارتفعت أسعار الأسمدة والوقود بشكل جنوني.

3- الصراع في أوكرانيا: يضيف أووبا أنّ الصراع في أوكرانيا يفاقم الأزمة الغذائية في العالم. فأوكرانيا وروسيا تصدّران ما يقرب من 30% من القمح والشعير إلى أنحاء العالم. وقد ارتفعت أسعار الموادّ الغذائية عالمياً منذ أن انقطعت هذه الإمدادات. فإذا استمرّت الأزمة بمعدّلاتها الحالية، قد ينضمّ 47 مليون شخص إضافي على مستوى العالم ليكونوا على بُعد خطوة واحدة من المجاعة، بحسب ما قالت شذى مغربي، من “برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة”، لـ”POLITICO”. وتضيف بارفين نجالا Parvin Ngala، المديرة الإقليمية في منظمة أوكسفام Oxfam الخيرية، تفسيراً رابعاً: وهو الافتقار إلى الإرادة السياسية. فعلى مدى العقد الماضي، أُنشئت أنظمة دقيقة بشكل متزايد للتنبّؤ بالأزمات الغذائية. لكنّهم، كما قالت، لم يزجّوا “الموارد اللازمة لتقديم الدعم الفعلي للمجتمعات حتى تتمكّن من تجنّب ذلك”.

ما يجب أن يحدث الآن

يقول أووبا إنّ الخطوة الأولى هي الوصول إلى احتياطيات الغذاء في أوكرانيا. وعادة ما يُشحن معظم الاحتياطيات عبر موانئ أوكرانيا على البحر الأسود، وهو ما تحظره روسيا الآن.

وقال الرئيس السنغالي، ماكي سال Macky Sall، الذي يرأس الاتحاد الإفريقي، لقادة الاتحاد الأوروبي في مكالمة فيديو يوم الثلاثاء الماضي إنّه يجب بذل كلّ شيء للإفراج عن الحبوب المحجوزة في أوكرانيا، والتأكّد من وصولها إلى الأسواق، “لتجنّب سيناريو كارثي من نقص الحبوب، وارتفاع الأسعار على نحوٍ شامل”، حسب صحيفة الغارديان البريطانية.

كما تحتاج الاستجابات الإنسانية للأزمات القائمة إلى أموال. وقال برنامج الأغذية العالمي إنّه يحتاج إلى 21.5 مليار دولار هذا العام. وقالت المغربي إنّه بدون هذا التمويل، سيكون هناك “تراجع في مكاسب التنمية والتقدّم المُحرَز على مدى سنوات”.

ومع غرق العديد من البلدان المتضرّرة في الديون، تقول نجالا إنّ المجتمع الدولي يجب أن يفكّر أيضاً في تخفيف عبء الديون، الذي “يمكن أن يطلق الكثير من الموارد التي يمكن إعادة توجيهها نحو الدعم الفوريّ”.

يقول تشارلز أووبا، رئيس المنظمة غير الحكومية “العمل ضدّ الجوع، لصحيفة بوليتيكو، إنّ حالة الطوارئ تطوّرت على ثلاث مراحل، ونتجت عن سلسلة من أزمات الغذاء

ما يجب أن يحدث قريباً

ستستمرّ النزاعات، والمستجدّات المناخية، وحالات الطوارئ غير المتوقّعة في تعطيل إنتاج الغذاء وتسليمه. وقال أووبا إنّ المفتاح هو ضمان عدم دخولهم في أزمة. وهذا يعني المزيد من التمويل للمجتمعات للاستجابة بسرعة. كما يعني أيضاً استثمارات للتخفيف من آثار تغيّر المناخ على النظم الغذائية. وقد أظهرت الآثار المتتالية للصراع في أوكرانيا أهميّة تطوير القدرات المحلّية.

يشير التقرير العالمي عن أزمة الغذاء في العالم إلى أكثر البلدان تضرّراً وعدد السكّان الذين يواجهون خطر المجاعة وفق الترتيب التالي:

جمهورية الكونغو: 25.9 مليوناً، من أصل 90 مليوناً.

أفغانستان: 22.8 مليوناً، من أصل 39 مليوناً.

نيجيريا: 19.5 مليوناً، من أصل 215 مليوناً.

اليمن: 19 مليوناً، من أصل 30 مليوناً.

إثيوبيا: 14.5 مليوناً، من أصل 115 مليوناً.

جنوب السودان: 7.7 ملايين، من أصل 12 مليوناً.

الصومال: 6 ملايين، من أصل 17 مليوناً.

السودان: 6 ملايين، من أصل 45 مليوناً.

هايتي: 4.5 ملايين، من أصل 12 مليوناً.

النيجر: 4.4 ملايين، من أصل 25 مليوناً.

كينيا: 3.5 ملايين، من أصل 56 مليوناً.

لقراءة النص الأصلي اضغط هنا

مواضيع ذات صلة

فوز استراتيجيّ لإسرائيل

قد يكون انفجار الآلاف من أجهزة البيجر في أيدي نشطاء الحزب عملاً تخريبياً غير عاديّ، وأحد أكثر الأعمال إثارة للإعجاب من حيث المقدرة المذهلة لإسرائيل…

مسؤول أمنيّ: إسرائيل تحتاج إلى حوار وطنيّ.. بلا نتنياهو

الحرب الشاملة بين إسرائيل والحزب بعيدة كلّ البعد عن أن تكون حتمية لأنّ الولايات المتحدة ستبذل كلّ جهد ممكن لمنعها وفقاً للدبلوماسي والمسؤول الإسرائيلي الأمني…

مفاوض إسرائيليّ: نتنياهو لن يقبل بصفقة تنهي الحرب

بالنسبة للمفاوض الإسرائيلي السابق غيرشون باسكين، فإنّ بنيامين نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب في غزة. وحركة حماس لن توقّع اتفاقاً لا ينهي الحرب. ويعتبر باسكين…

أميركا خائفة من 11 أيلول جديد

تحلّ الذكرى الـ23 لهجمات 11 أيلول في الولايات المتحدة الأميركية عام 2001 لتعيد تذكيرنا بما شكّلته من نقطة تحوّل في الأمن العالمي وفي النهج الأميركي…