كيف تهدّد العملات المشفّرة الاقتصاد الحقيقيّ؟

2022-02-09

كيف تهدّد العملات المشفّرة الاقتصاد الحقيقيّ؟

مات فيليبز (Matt Phillips) وإيميلي بيك (Emily Peck) (موقع Axios)

يسود اعتقاد بأنّ العملات المشفَّرة المستقرّة، التي باتت تُعرف اصطلاحاً باسم Stablecoins، هي عملات آمنة وحقيقية. بخلاف تقلّبات العملات المشفّرة الأخرى. لكن تزداد المخاوف من مخاطرها على الاقتصاد الحقيقي وعلى الأسواق المالية في الولايات المتحدة. السبب، بحسب مات فيليبز، محرّر الأخبار المالية في موقع “أكسيوس”، هو تداخل العملات المستقرّة (المشفّرة) بشكل متزايد مع عناصر مهمّة من النظام المالي. ويمكن أن تصبح في نهاية المطاف مساهمة في تشكيل الحكومة. وقد تضطرّ حتى إلى إنقاذ الباب الخلفي لاقتصاد العملة المشفّرة. وهذا ما دعا لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب الأميركي إلى عقد جلسة استماع في 8 شباط الحالي لجمع المعلومات عن سوق العملات المشفّرة، واستكشاف الحلول التشريعية.

1- ما هي العملات المستقرّة Stablecoins؟

هي عملات مشفّرة مصمّمة للحفاظ على قيمة ثابتة، هي بشكل أساسي 1 دولار، بدلاً من التقلّب الشديد الذي يصيب العملات المشفّرة الأخرى مثل إيثيروم Ethereum وبيتكوين Bitcoin  ودوجكوين Dogecoin وغيرها. وعادةً ما يجري استعارة العملات المستقرّة وإقراضها وإنفاقها على منصّات تداول العملات المشفّرة. وأشهر العملات المستقرّة هي تيثيرTether ، الصادرة عن شركة تحمل الاسم نفسه، ويو.إس.دي.سيUSDC ، التي أنشأتها شركة المدفوعات سيركيل .Circle وقد نما سوق العملات المستقرّة بنحو 450% العام الماضي، إلى ما يقرب من 155 مليار دولار، وفقاً لتصنيفات “فيتش”.

عندما يشتري شخص ما عملة مستقرّة، فإنّه يدفع نقوداً، أي دولاراتٍ أميركية أصلية، إلى شركة تصدر العملة المشفّرة

2- كيف تسير عملية البيع والشراء؟

عندما يشتري شخص ما عملة مستقرّة، فإنّه يدفع نقوداً، أي دولاراتٍ أميركية أصلية، إلى شركة تصدر العملة المشفّرة. وعادة ما يشتري الزبائن عملات مستقرّة لأنّ عدداً من بورصات العملات المشفّرة لا تسمح للمتداولين بالاحتفاظ بأرصدتهم غير المستثمرة بالدولار الفعلي. بعد ذلك، يقوم مُصدر العملة المستقرّة بوضع الدولارات التي جمعها كضمان، أو في الأقلّ هذا ما يقولون إنّهم يفعلونه. ومن المفترض أن توضع الأموال في أحد المصارف، أو تُوظّف في استثمارات آمنة قصيرة الأجل مثل سندات الخزانة أو نوع من ديون الشركات المعروف باسم الأوراق التجارية .(CP)

نعم، لكن: إنّه الغرب المتوحّش فعليّاً. إذ لا توجد قواعد تضمن أنّ تلك الدولارات توضع جانباً من أجل الحفاظ عليها. لكن، كما تعلم، أحياناً لا يكون المال موجوداً حقّاً نظراً لعدم اليقين بشأن ما إذا كانت هناك ضمانات فعلاً. بل إنّ العملات المستقرّة معرّضة بشكل غير عادي لِما يُعرف في العالم المالي باسم “الجري: run”، أي إسراع الزبائن لاسترداد الأصول.

3- ما هو التأثير لهذا الجري؟

عندما يُهرع حاملو العملات المستقرّة لبيعها واسترداد الدولارات، سوف يندفع مُصدرو العملات المشفّرة لبيع الديون القصيرة الأجل التي يمتلكونها مثل الأوراق التجارية، بحيث يحاولون جلب الدولارات لتسليمها إلى أولئك الذين يرغبون في مبادلة العملات المستقرّة بأموال حقيقية. وهنا تقع المشكلة! فسوق الأوراق التجارية هو سوق مهمّ. إنّه المكان الذي تذهب إليه الشركات للحصول على قروض قصيرة الأجل، وإذا انهار السوق، فسيصعب على الشركات الحقيقية جمع أموال حقيقية للقيام بأشياء حقيقية غير مشفّرة.

إقرأ أيضاً: كيف أكل انخفاض الدولار 50% من قدرتكم الشرائية؟

4- كيف نفكّر بشكل صحيح؟

يمكن أن تزعزع العملات المستقرّة استقرار الأسواق المهمّة. فالتهافت على مبادلة العملات المستقرّة المشفّرة قد يجبر الحكومة على اتخاذ إجراءات لمنع السوق المضطرب من أن يزعزع استقرار الاقتصاد الحقيقي. لأنّ العملات المستقرّة تدعم تداول العملات المشفّرة، ومن المؤكّد تقريباً أنّ بيع العملات المستقرّة سيؤدّي إلى انخفاض حادّ في أسعار الأصول العالية المضاربة من العملات المشفّرة مثل بيتكوين وإثيروم. وهذا يعني أنّ إنقاذ العملات المستقرّة سيكون، بشكل فعّال، كخيار إنقاذ لتجّار البيتكوين، وعالم تمويل العملات المشفّرة غير المنظّم، والذي غالباً ما يكون مظلّلاً بعمليات مشبوهة من تبييض الأموال. إذ لا يحظى عالم العملات المشفّرة كما عالم العملات الورقية، بقواعد ضابطة. ففي العالم المشفّر حيث يجري التداول بأسماء مستعارة، لا يمكن كشف التبييض ولا أصحاب الحسابات المشبوهة.

مواضيع ذات صلة

مسؤول أمنيّ: إسرائيل تحتاج إلى حوار وطنيّ.. بلا نتنياهو

الحرب الشاملة بين إسرائيل والحزب بعيدة كلّ البعد عن أن تكون حتمية لأنّ الولايات المتحدة ستبذل كلّ جهد ممكن لمنعها وفقاً للدبلوماسي والمسؤول الإسرائيلي الأمني…

مفاوض إسرائيليّ: نتنياهو لن يقبل بصفقة تنهي الحرب

بالنسبة للمفاوض الإسرائيلي السابق غيرشون باسكين، فإنّ بنيامين نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب في غزة. وحركة حماس لن توقّع اتفاقاً لا ينهي الحرب. ويعتبر باسكين…

أميركا خائفة من 11 أيلول جديد

تحلّ الذكرى الـ23 لهجمات 11 أيلول في الولايات المتحدة الأميركية عام 2001 لتعيد تذكيرنا بما شكّلته من نقطة تحوّل في الأمن العالمي وفي النهج الأميركي…

تقرير استخباريّ أميركيّ: الضفة الغربية نحو انتفاضة ثالثة؟

حذّر تقرير استخباريّ أميركي من أن تؤدّي العمليات العسكرية الإسرائيلية الواسعة النطاق وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية في الأشهر المقبلة إلى اندلاع انتفاضة ثالثة خطيرة…