حينما وضع المحلّل النفسي النمساوي الشهير، فرويد، نظرية “عقدة أوديب” لم يكن يعلم أنّنا في لبنان سننعم بعهدٍ قويّ كعهد الرئيس ميشال عون، ولم ينل ذاك الفخر الذي أُزلف إلينا من الباري عزّ وجلّ من خلال احتسابنا أبناءً صالحين لـ”بيّ الكل”. ربما فرويد في حينه كان “رايح معو السيغموند”، ولم يعِ هذه الحقائق.
إقرأ أيضاً: فيروز لماكرون: سأخبرك و”مش فارقة معايا”
استوحى فرويد هذه النظرية من الأسطورة الإغريقية الشهيرة التي يُطلق عليها أسطورة “أوديب”، التي تعني في اللغة الإغريقية القديمة “صاحب الأقدام المتورّمة”. ونظريته هي عبارة عن “تشريح” حالة نفسية تُصيب الذكر الذي يتعلّق بأمه ويرتبط بها إلى درجة تجعله يكره والده لأنّه يشاركه إياها. وغالباً يؤدي ذلك الأمر إلى الحقد عليه ومحاولة إبعاده عنها… وهذا حال رئيس حكومتنا المكلّف مصطفى “أوديب” الذي يكنّ الاحترام والحبّ لأمّه وأمّنا الحنون، فرنسا، ويحقد على أبينا الذي يحاول أن يعكّر صفو العلاقة بين الأمّ وأبنائها، خصوصاً حيال القرارات الإنقاذية التي تحاول أنّ تتخذها بالتنسيق معهم.
قبل تكليف أديب بهذه المهمة الشاقّة، نطقت عرّافة “معبد دلفي” بالحقّ، وقالت إنّ هذه “الصديقة” (الثنائي) ومن حولها لا طائل منهم “أنيمور”، وها هي تعدّ العدةّ لإطلاق حزمة جديدة من النبوءات المؤلمة، تلك العرّافة تُسمى الخزانة الأميركية
أمس، زار أديب “أباه” مرغماً من دون أن يقدّم تشكيلته الحكومية، نزولاً عند رغبة صديقة والده التي تطالب بوزارة المالية، داعياً إلى مزيد من الوقت للتشاور. ومن المؤكد أنّ أديب لا يملك رجلين متورمتين، لكنّه حتماً يحظى بتورّم في مكان آخر، تحديداً في المعنويات التي يستمدّها من والدته التي لن يتزوّجها كما تقول الأسطورة، لكنّه قد يسعى لأن يُزاوج بين تمنياتها وبين نهج العمل في حكومته المفترضة، التي ستُنجب هي على الأرجح 14 وزيراً أو أكثر بقليل، خالية جموعها من ثنائي “حزب الله” و”حركة أمل”، عملاً بنبوءة عرّافة “معبد دلفي”، التي توقّعت لوالد “أوديب” أن يُقتل على يد ابنه.
تلك العرافة التي وصفها الشاعر الإغريقي الشهير ثيوقريطس ذات يوم بأنّها “ترعد وتزبد وتتفوّه بكلمات مثل الصواعق وأحاجي السحر، تسير بك كلماتها عبر مصيرك الذي تتمنى لو أنك لم تعرفه يوماً”.
قبل تكليف أديب بهذه المهمة الشاقّة، نطقت عرّافة “معبد دلفي” بالحقّ، وقالت إنّ هذه “الصديقة” (الثنائي) ومن حولها لا طائل منهم “أنيمور”، وها هي تعدّ العدةّ لإطلاق حزمة جديدة من النبوءات المؤلمة، تلك العرّافة تُسمى الخزانة الأميركية… فالويل لمن يستشيط غضبها.
*هذا المقال من نسج خيال الكاتب