فحوصات PCR لكشف فيروس “فقدان الممانعة”

مدة القراءة 3 د


لم يعد فحص الـPCR حكراً على وزارة الصحة وعلى فيروس كورونا. فبعد أن دخل “حزب الله” على خطّ زراعة السطوح والبلاكين والمصطبات، اقتحم المجال الطبي أيضاً، مستقدماً أجهزة حديثة (على الأرجح مصدرها إيران)، تُجري فحوصاً مخبرية للكشف عمّن هم ضد “خط الممانعة”.

وبحسب المعلومات المستقاة من مصادر مقرّبة من الحزب، فإن الأخير سيبدأ باستخدام المعدات قريباً، وذلك ضمن حملة فحوصات عشوائية يُطلقها في المناطق الخاضعة لنفوذه، وذلك من أجل الكشف عن مصابين محتملين، تمهيداً لحجرهم والحرص على عدم تكاثرهم بين صفوف المناصرين.

إقرأ أيضاً: يوم قرأ عبد الحليم في فنجان حسان دياب

وإذا كان فحص الـPCR الخاص بكورونا يُجرى من خلال إدخال “خازوق” في الأنف (سترك يا رب!)، فإن فحص الـPCR الخاص بفيروس “فقدان الممانعة” تُدخل قشّته الطويلة في الأذن لتبلغ الأذن الوسطى، حيث تُؤخذ عيّنة من الملوّثات السمعية التي سبق وتعرّض لها حامل الفيروس المحتمل. سماع نشرات الأخبار في المحطات الموالية للخط السيادي أو للغرب، قراءة صحفها ومواقعها الإخبارية، تُعدّ ناقلة جديّة للفيروس الذي يسمى علمياً: “تناذر نقص الممانعة المكتسبة”.

أما عوارضه فكثيرة، ويمكن أن يُصاب بها الممانع من دون أن يعلم. بوادره تبدأ باطلاق كلام غير مفهوم بلغات أجنبية (غالباً الإنكليزية)، ثم يتطوّر في غضون أسبوعين بعد أن ينتشر داخل جسم المصاب، فيبدأ في هذه المرحلة بترداد كلام أكثر وضوحاً بالإنكليزية وغالباً باللغة العربية، هو عبارة عن مقاطع عشوائية (مرات مترجمة) من تصاريح للسفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، من صنف Diab is over أو “سنساعد لبنان” أو “على اللبنانيين ألّا يرضخوا لإيران” أو شيا… شيا… شيا (على وزن شيعة شيعة).

في بعض الحالات تأخذ العوارض شكلاً مختلفاً، حينما يبدأ المصاب بالهلوسة متحدثاً عن “الاستراتيجية الدفاعية” أو “الشرعية الدولية” أو “القرار 1559″، أو الحديث عن “السيادة” أو “مجلس الأمن” وخصوصاً مسألة “تسليم السلاح”… كلّ هذه عوارض تُصنّف وباء خطيراً لا بدّ من مكافحته وحجر المصابين به بعيداً عن “البيئة الحاضنة”.

بعض الممارسات تعزّز من احتمال الإصابة بالفيروس، فإذا كنت من منتقدي الوزير جبران باسيل، فأنت مرشح محتمل للاصابة به، وكذلك إن كانت ترفض “التوجّه شرقاً”، أو إن كنت تكره الزراعة أو تعتبر العهد وحكومة حسان دياب فاشلَين (لعنة الله عليك)، أما إن كنت ضد تهريب المازوت والطحين والدولارات إلى الداخل السوري، فوجب حجرك فوراً “على صحة سلامة” لأنها بوادر قوية للإصابة بالفيروس.

إجراءت الوقاية منه تتمثّل بوضع سدّادات أذن بدل الكمّامات في حالة كورنا، وذلك خلال التجوّل، كما أنّ الحرص على التباعد الاجتماعي بمسافة مترين واجب أيضاً، خصوصاً داخل المقاهي ولدى الحلاّقين وفي سيارات التاكسي والصالونات حيث تدور غالباً النقاشات والحوارات السياسية.

أما إن كنت في منزلك وحيداً، فيمكنك نزع سدّادة الأذن أثناء الطعام والنوم والجلوس مع العائلة، لكن عليك وضعها مجدّداً أثناء استعمال الـ”ريموت كونترول” وتبديل بين محطات التلفزة ما عدا “قناة المنار” التي تُعدّ آمنة تماماً ولا تشوبها أية شائبة… فحمانا وحماكم الله.

*هذا المقال من نسج خيال الكاتب

مواضيع ذات صلة

الحروب ليست حلّاً…  

عالم الحروب اليوم أعمق وأخطر، وقد وصل إلى قلب أوروبا بهجمة روسيا على أوكرانيا عام 2022 التي استمرّت حتى اليوم. وكأنّما كانت إسرائيل تنتظر مسوِّغاً…

“الحزب” يتموضع مسبقاً شمال اللّيطاني؟

يتحضّر “الحزب” لـ”اليوم التالي” للحرب. لا يبدو أنّ بقيّة لبنان قد أعدّ عدّة واضحة لهذا اليوم. يصعب التعويل على ما يصدر عن حكومة تصريف الأعمال…

كيف استفاد نتنياهو من تعظيم قدرات الحزب للانقضاض؟

كلّما زار آموس هوكستين بيروت في الأشهر الماضية، كان المسؤولون اللبنانيون وبعض المتّصلين به من السياسيين يسرّبون بأنّها “الفرصة الأخيرة”. لكنّه ما يلبث أن يعود،…

نتنياهو هزم الجنرالات…

ما حكاية الخلاف الشديد بين بنيامين نتنياهو وجنرالات الجيش والأمن في إسرائيل؟ لماذا يبدو أبطال الحرب أقرب إلى التسويات السياسية مع الفلسطينيين، بل مع حلّ…