يقول الخبر إنّ جمهورية الصين العظيمة، تبرّعت بمبلغ مليون دولار “نقدي عاجل” لمساعدة الجرحى في العلاج والمتضرّرين من انفجار مرفأ بيروت. الصين التي تملك أكبر احتياطي عملات أجنبية في العالم، ويُقدّر بما يزيد على 3 تريليون دولار، قد تبرّعت بنحو 0.00003% من احتياطها الدولاري.
دعك من حجم الاحتياطي الصيني. فربما الصين تخبّي “قرشها الأبيض إلى يومها الأسود” عملاً بالمثل الشعبي اللبناني، ولا تريد أنّ تُسلك يدها في جيبها ولو من أجل بضعة قروش. إنّ عدد سكان الصين يزيد على 1.393 مليار نسمة، وبالتالي، عملية حسابية بسيطة لهذا المليون على سعر الصرف الرسمي (1507 ليرات لبنانية) مقسومة على عدد سكان الصين، تخبرنا بأنّ كلّ مواطن صيني، مشكوراً ومأجوراً، يكون قد تبرّع بما قيمته ليرة لبنانية واحدة. أما عند حسابها على سعر صرف “سوق السوداء” اليوم (7000 ليرة)، فيكون كلّ مواطن صيني صنديد قد تبرّع بخمسة ليرات… شكر الله سعيهم وجعلها في ميزان حسناتهم صيني… صيني.
إقرأ أيضاً: الرئيس عون: بعد “تفجيرين تلاتة” ونتخطّى أزمتنا الاقتصادية
لكن مهلاً، فإثارة هذا الأمر ليست من باب “المشارطة في الشحادة” لا سمح الله. فللصين حرية كاملة في رسم خياراتها الإنسانية والسياسية، والمفاضلة بينها. هي دولة عظيمة حكيمة ذات سيادة، وقادرة على فعل ما تريد، حتى لو كان قرارها الامتناع عن تقديم أيّ يوانٍ للبنان. فهذا حقّ مشروع للصينيين لا لبس فيه.
أما المراد من هذا الطرح كله، فيأتي عملاً بقوله تبارك وتعالى في سورة “الغاشية” الآية رقم 21 التي تقول: ?فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ?، والتذكير هنا لمن منّ علينا بما افتكرناه عصارة الأفكار الاقتصادية المتقدّة معطوفة على ألمعية جيو – استراتيجية نيّرة وغير مسبوقة، تدعونا إلى “التوجه شرقاً” من أجل الخروج من أزمتنا الاقتصادية، ليتبّين أنّنا كلبنانيين في آخر سلّم أولويات دولة الصين الشقيقة. وما رقم التبرّع السخيف (مليون دولار) سوى رسالة، متواضعة في قيمتها، كبيرة جداً في حجمها، ومفادها: الصين غير معنيّة بلبنان يا أصحاب العقول الغاشية وخلف الفُرُس ماشية… أفلا تعقلون؟
*هذا المقال من نسج خيال الكاتب