بعد “السحسوح”.. علي جمّول لن يعتذر

مدة القراءة 3 د


علي جمول، ابن بلدة عزّة الجنوبية، لن يعتذر. لا التهديدات ولا اعتداء مناصرين لحزب الله على شقيقه القاصر (17 عاماً)، ولا الضغوطات، ستدفعه هو أو عائلته إلى الاعتذار، بحسب ما يؤكد في حديث لموقع “أساس”.

علي جمّول هو كلّ شابة أو شاب ثائر ضربه حزبيو الجنوب في النبطية وصور وبنت جبيل.. وعلى الرينغ وفي رياض الصلح. وخصوصاً في المناطق الجنوبية، حيث رفع “الثوّار” شعار “كلن يعني كلن”.

علي جمّول هو ابن بيئة تحاول يوماً بعد يوم أن تقاوم قمع الصوت المختلف، ولو كان عبر فيسبوك.

علي جمّول هو الذي تعّرض خلال الساعات الماضية للتهديد بإيذاء والدته المريضة بالسرطان، ويملك تسجيلاً صوتياً جاء فيه: “من 4 شهور كنا ساكتين على بوستاتك بسبب وضع والدتك الصحي، هالمرة مش رح نسكتلك”.

هذا التسجيل واحد من تهديدات كثيرة وصلته، إن بالاتصال أو عبر الواتساب، ما دفعه إلى إغلاق حسابه عبر فيسبوك.

“إذا ما في مين يضبّك نحن منعرف كيف منضبك، وإذا ما في مين يسكّتك نحن منعرف كيف منسكتك وهيدا مش حيمرق هيك”. هذا فحوى الاتصال الأوّل والتهديد الأوّل الذي وصل إلى علي من أ. حجازي، بحسب قوله. وبعد دخول وسطاء من المنطقة تراجع المتصل عن وعيده غير أنّ آخرين كانوا بالمرصاد، فاعتدوا على شقيقه وتوّعدوا بتكرار الاعتداء في حال اتجّه والد علي إلى القضاء.

 الجنوب الذي تحرّر في العام 2000 من العدو الصهيوني، بات اليوم ممنوعاً على علي

التهديدات التي وصلت إلى علي، والدخول إلى منزله، والاعتداء على شقيقه مجد وما نتج عنه من قطبتين في الرأس ورضوض في الوجه واليدين، لا يمكن وضعها في خانة الحوادث الفردية، فمسؤول حزب الله، أبلغ أهله أنّ هناك غطاءً حزبياً لـ”دعوسته” إن لم يعتذر. وهو لن يعتذر. المسؤول نفسه، أكّد لوالد علي أنّ إصرار علي على موقفه بعدم الاعتذار، سيكون ثمنه منعه من زيارة بلدته الجنوبية.

إذاً سيصير علي منفيّاً. الجنوب الذي تحرّر في العام 2000 من العدو الصهيوني، بات اليوم ممنوعاً على علي.

علي جمّول اليوم هو الصوت الثائر في الجنوب، حيث يُجبر كل من يفتح فمه معترضاً، على الاعتذار. فمن ينسى التسجيلات المصوّرة المخجلة التي كان تنشر لكل معارض للثنائي الشيعي، وهو مدّمم، بعنوان: “قبل السحسوح وبعد السحسوح”.

علي جمّول اليوم لن يعتذر. ووالده كذلك، وخيارهما هو رفع دعوى قضائية على الجهة المعتدية.

فهل ينتصر القضاء لعلي وعائلته؟ وهل ينتصر للصوت؟

بعد “السحسوح”.. علي لن يعتذر.

مواضيع ذات صلة

لاكروا: التّجديد لليونيفيل “أصعب”.. لكنّه ممكن

على الرغم من التطوّرات العسكرية الطارئة والخطيرة في المنطقة، واندلاع حرب الصواريخ بين إسرائيل وإيران من دون أفق لنهاياتها، بقيت قنوات التواصل الدولية شغّالة باتّجاه…

الأسد الصّاعد إلى الشّمس: نتنياهو يستدعي الشّاه؟

باتت نافذة الدّبلوماسيّة ضيّقة للوصول إلى حلّ بشأن البرنامج النّوويّ الإيرانيّ. تضيق هذه النّافذة أكثر وأكثر مع كلّ غارةٍ تستهدفُ العاصمة الإيرانيّة طهران، ومع كلّ…

رسالة من عون إلى القوّات

ثمّة أجندة داخلية تحاول السلطة في لبنان التزام تنفيذ أولويّاتها وسط حرب “العملاقين” فوق رأسها. أصرّت الحكومة على إقرار التشكيلات الدبلوماسية في ظلّ حالة الحرب…

الدّين في صناعة شرق أوسط جديد

إنّ إعلان إسرائيل “دولة دينية يهودية”، ومنع قيام دولة فلسطينية و”تدمير غزّة والضفّة الغربية”، تخلق واقعاً جديداً يمهّد الأرضيّة الصالحة لمجيء “المسيح المخلّص”، كما تتوقّع…