بدأت يوم السبت، إجراءات الـ Lockdown والعياذ بالله، ويعني هذا المصطلح في لغتنا العربية الفصيحة إجراءات الإقفال التام، لكنّنا في لبنان “ماسكين واجب مع الفِرنجة الكفّار”.
هو ليس إقفالاً تاماً للصراحة، وإنما محكومٌ ببعض الاستثناءات البسيطة والطفيفة، نظّمت تفاصيلها وزارة الداخلية بقرار صدر مساء الخميس الفائت وقرابة الاستثناءات الـ 6 صفحات (يا وعدي). فالحكومة لو تكرّمت علينا وأخبرتنا بما هو مسموح، لكان أسهل علينا وعليها (وعلى يلّي بيشد على مشدّها) بكثير. إلا أنّ حكومتنا العزيزة الغرّاء تقدّم لنا “خدمات مجاهل أفريقيا” وتطالبنا بـ “معايير اسكندينافيا”.
تصوّر يا رعاك الله، من بين الاستثناءات أنّ الحكومة تسمح لك بأن تُملئ خزّان وقود سيارتك بالوقود بين الساعة 5 صباحاً و5 مساءً، وكأنك تقصد العين لتملئ الجرّة على نور (جاي من الجرد الحسون يقطف ويعبّي السلة)، لكنها في مقابل ذلك كله، تمنعك من غسيل السيارة. فالغسل ممنوع ولا أحد يعلم ما هي المبرّرات؟ مع الاشارة إلى أنّ الخبراء يؤكدون أنّ الغسيل يقتل كورونا خصوصاً إن كان بالصابون لأكثر من 20 ثانية.
الحكومة لو تكرّمت علينا وأخبرتنا بما هو مسموح، لكان أسهل علينا وعليها (وعلى يلّي بيشد على مشدّها) بكثير. إلا أنّ حكومتنا العزيزة الغرّاء تقدّم لنا “خدمات مجاهل أفريقيا” وتطالبنا بـ “معايير اسكندينافيا”
أما سائق الأجرة، فيُسمح له بأربعة ركاب فقط… وكأنّ العمل على سيارات الأجرة “على قفا مين يشيل” والركّاب مثل “الكشك”، فيما الطلب على السيارة كله “سكارسا”، ويضاف إلى هذا كله سالفة “المفرد والمجوز” التي تذكّرني بالبرجيس.
المضحك أكثر هو قرار الدرّاجات النارية التي لا يُسمح بركوبها إلا للسائق فقط، كما يُمنع على راكبيها تسيير المسيرات… ولا أعلم إن كان هذا القرار يشمل أيضاً منطقة الخندق الغميق وعلوشي!
إقرأ أيضاً: أنا وأبو عمر ترامب وحسن القطش
كلّ هذه القرارات تنظر إليها الناس بتهكّم، لأنها صادرة عن جهة تدّعي خوفها على المواطنين من كورونا، لكنها لا تتورّع من أن تقتلهم بنترات الأمونيوم. تُبدي حرصها عليهم من الوباء، لكنّها لا تمانع خنقهم برائحة الكاربيدج (الزبالة تضامناً مع كفار الفِرنجة). تحرص على عدم دخولهم غرف العناية الفائقة، لكن لا يرفّ لها جفن إن ماتوا على أبواب المستشفيات. تتوسّل الطرق كافة لـ “تسطيح منحنى الوفيات” وهي لا تنام وتتسطّح إلا على الجنب الذي يرضي الزمرة الظالمة.
هذه الأمثلة كلها، لا تستحضر في ذهني إلا مثلاً بيروتياً زقاقياً يقول: “صار للـ(…) مرا بيحلف عليها بالطلاق”.
*هذا المقال من نسج خيال الكاتب