اتصل بي زهير (إبني، الله يرضى عليه) من المملكة العربية السعودية قبل أيام، وقال لي: “يا أبيه إنت صرت وجه صحافي بارز، ولازم تكون موجود على تويتر”.
سألته: ما هو “تويتر” يا غلام؟
فقال لي: “إنّه المِغراد يا أبتاه… تزقزق فيه بالسياسة (tu gazouilles comme le rossignol)، وتلاحق فيه المواقع والناس لمعرفة آخر الأخبار”.
قلت له: “يا أبيه… أنا بعد فيني إلحق حدا؟ مش مكفّيني أمّك يلّي دايرة وبلحقها من جارة لجارة كل يوم؟”، ثمّ علمت منه لاحقاً بعد طول شرح أنّه يقصد بـ”لاحق” Follow، لكنّني أجهل التكنولوجيا.
مَن يراقب سلوك جبران باسيل يفترض حكماً أنّ الأصحّ والأجدى لو كان “تأثير جبران باسيل على الأخبار الكاذبة” هو عنوان الرسالة ومضمونها. فالزميلة المجتهدة، باختيارها لهذه “الإشكالية”، تكون قد قفزت حكماً فوق أكثر من مقولة لباسيل أو فاتتها، مثل “التيار الشيعي الثالث” أو “التيار السنّي الثاني”
المهم، تعلّمنا على المِغراد، ودخلناه سالمين، ثمّ تابعنا عدّة صفحات إخبارية ومواقع (في سِكس كمان). وفيما كنت أتصفّحه بعد الظهر، هالني خبر على موقع التلفزيون الأورنجي “otv” يُبارك لإعلاميّة من فريق عمله نيلها رسالة ماجستير في الإعلام والتواصل بدرجة “جيّد جدّاً”، ويقال أنّها كانت تسعى إلى نيل درجة “ممتاز”، لكنّ القوّات “ما خلّوها”.
صفحة تلفزيون “otv” على “تويتر” غرّدت بالقول إنّ الرسالة موضوعها “تأثير الأخبار الكاذبة على جبران باسيل”. وأظنّ أن التغريدة لم تخدم الزميلة بقدر ما تسبّبت لها بالضرر.
مَن يراقب سلوك جبران باسيل يفترض حكماً أنّ الأصحّ والأجدى لو كان “تأثير جبران باسيل على الأخبار الكاذبة” هو عنوان الرسالة ومضمونها. فالزميلة المجتهدة، باختيارها لهذه “الإشكالية”، تكون قد قفزت حكماً فوق أكثر من مقولة لباسيل أو فاتتها، مثل “التيار الشيعي الثالث” أو “التيار السنّي الثاني”.
ربّما لم تشاهد زميلتنا العزيزة “البانويات” على الطرقات، التي كُتب عليها قبل سنوات، أي قبل إقرار سلسلة الرتب والرواتب التي خرّبت لبنان وتسبّبت، إلى جانب الفساد والهدر، بإفلاس الدولة والمصارف: “لبنان دولة نفطية… شكراً جبران باسيل”. على الأرجح لا تملك زميلتنا العزيزة سيّارة ولا تقف في طوابير الذلّ.
لعلّها لا تحبّ السياحة، ولم تقُم من قبل بأيّ زيارة لأيّ سدّ من السدود الجافّة، مثل سدّ المسيلحة أو سدّ جنّة أو سدّ بلعا أو سدّ بريصا.
ربّما لم تشاهد زميلتنا أيّ مؤتمر صحافي للنائب جبران باسيل يقول فيه “ما بدي شارك بالحكومة”، على الرغم من أنّه يعطِّل تشكيلها منذ أشهر.
على الأرجح أنّ زميلتنا الكريمة تنعم بالتيار الكهربائي 24/24 من العام 2015، أو ربّما كانت خارج البلاد في نهايات العام 2019، فلم تشارك مع اللبنانيين في تظاهرات 17 تشرين، ولهذا لا تعرف ماذا يعني “هيلا هيلا هووو”.
الضغط الدراسي والاستعداد لمناقشة الرسالة حالا أيضاً دون متابعتها الصحف الغربية، لتعرف مَن صُنِّف “أكثر سياسي مكروه في لبنان”.
ما هالني أكثر في تغريدة “otv”، هو نقل الخبر نفسه على موقع “الوكالة الوطنية للإعلام”، فلم أعرف إن كانت وكالتنا الوطنية تحتفي بالزميلة، أو بعنوان الرسالة (حدث جلل مثل هذا لا يمكن الغياب عنه)، لكنّني افترضت حسن النيّة، وأقنعت نفسي بأنّ الوكالة التي نعتزّ بها ونحترمها، همّها إعلاء شأن الزملاء الصحافيين، ولا يعنيها السياسيّون الذين خرّبوا البلاد وأفلسوها.
إقرأ أيضاً: الانحلال في دولة “العرانيس”
ولهذا قرّرت أن أكمل تعليمي لأنال شهادة مماثلة، فاتّصلت مجدّداً واتسابيّاً صباح اليوم بزهير (الله يرضى عليه)، وقلت له أن يُرسل لي 100 دولار أميركي “طازج”، حتى ألتحق بقسم علم النفس في الجامعة اللبنانية، وأكمل تحصيلي العلمي لنيل درجة ماجستير، وأجتهد وأنجح وأناقش رسالة ماجستير مماثلة، لكن بعنوان: “سكيزوفرينيا السياسيين – حالة جبران باسيل”… وخلّي “الوكالة الوطنية” ما تنشر الخبر لشوف!!
عموماً، مباركة درجة “جيّد جدّاً” للزميلة في “otv”.
*هذا المقال من نسج خيال الكاتب