حصل موقع “أساس” على دراسة، أعدّها أحد مراكز الدراسات المتخصّصة بمتابعة السياسة الأميركية في منطقة غرب آسيا، “مركز دراسات غرب آسيا”، حول تطوّر السياسة الأميركية تجاه لبنان بين عاميْ 2018 و2021.
تحدّد الدراسة توّجهات السفارة الأميركية في بيروت. وقد ركّزت، أوّلاً، على أهمية الوضع الأمني في لبنان، وكيفيّة الحفاظ على الاستقرار. وثانياً على متابعة كيفية مواجهة دور حزب الله وعلاقته بإيران وتعزيز العلاقات الأميركية – اللبنانية في كلّ المجالات وعبر كل الوسائل الممكنة. وثالثاً على الاهتمام الكبير باستكمال بناء مجمّع السفارة الأميركية الجديد في منطقة عوكر، الذي سيكون له دور مهمّ في تنفيذ السياسات الأميركية في لبنان في المرحلة المقبلة.
أبرز ما ورد في هذه الدراسة أنّه يختلف نصّ 2021 عن نصّ 2018، اختلافاً كبيراً في “أولويّات البعثة الرئيسة”. وذلك بتوسّع أكبر في كل نقطة، إضافةً إلى عبارات جديدة غير مسبوقة، أبرزها التصويب على حزب الله، بعبارات مثل:
– حماية المصالح الإسرائيلية التي يشكّل حزب الله تهديداً خطيراً لها.
– لا يزال تأثيرُ حزب الله “خبيثاً”، وهو منظمة إرهابية أجنبية بحسب تصنيف الولايات المتحدة.
– وصف مساعدة إيران لحزب الله بالـ”خبيث”.
– الإشارة إلى أنّ 16500 أميركي يقيمون على الأراضي اللبنانية. وهم بحاجة لأمن وحماية، وهو ما أثبتته الإدارة بعد إجلاء 15000 مواطن أثناء حرب تموز 2006.
– تقاعس وفشل القادة اللبنانيين في تأمين حياة كريمة للشعب اللبناني.
– سوء الإدارة الذي أدّى إلى انهيار النموذج الاقتصادي، الذي يعتمد فيه لبنان على القطاعين المصرفي والمالي.
– يتعيّن على لبنان الدخول في مفاوضات رسمية مع صندوق النقد الدولي أو إجراء إصلاحات اقتصادية أو هيكلية ذات مغزى يمكن أن تساعد في إخراج البلاد من أزماتها الحالية.
– نسعى إلى تحسين أداء الدولة في توفير الاستقرار والأمن في جميع أنحاء البلاد. ومن ضمنه تحسين قدرات قوات الأمن اللبنانية وتمكين الحكومة اللبنانية من أن تكون مستقلة عن التدخّل الأجنبي الخبيث.
– نهدف إلى تقوية الدولة اللبنانية من خلال تعزيز التنفيذ الفعّال للحكومة للإصلاحات الاقتصادية والسياسية، بدعم من وسائل الإعلام المستقلّة، وتمكين المجتمع المدني الذي يحاسب القادة ويعطي صوتاً لاحتياجات الناس وهمومهم.
– نسعى إلى الاستفادة من مجموعة أدوات سياساتنا التنموية والإنسانية والاقتصادية لتعزيز الاستقرار الاقتصادي، وتقديم خدمات حكومية شفافة وفعالة، وتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للّبنانيين واللاجئين.
– نطمح إلى تعزيز التوجّه الغربي للبنان، سواء من خلال التواصل أو السفر أو التبادل، وترسيخ الولايات المتحدة شريكاً مفضّلاً للبنان بين المنافسين الإقليميين والقوى العظمى.
تحدّد الدراسة توّجهات السفارة الأميركية في بيروت. وقد ركّزت، أوّلاً، على أهمية الوضع الأمني في لبنان، وكيفيّة الحفاظ على الاستقرار. وثانياً على متابعة كيفية مواجهة دور حزب الله وعلاقته بإيران وتعزيز العلاقات الأميركية – اللبنانية في كلّ المجالات وعبر كل الوسائل الممكنة. وثالثاً على الاهتمام الكبير باستكمال بناء مجمّع السفارة الأميركية الجديد في منطقة عوكر
اختلاف في الاستراتيجة والأهداف
هذا الاختلاف في الأولويات ينبع من اختلاف في التصوّر الاستراتيجي لدور البعثة في لبنان والمنطقة. والجديد هو إضافة بند واحد إلى الهدف الثاني المتعلّق بـ”تقوية الدولة اللبنانية من خلال تعزيز تنفيذ الحكومة الفعّال للإصلاحات الاقتصادية والسياسية، بدعم من مجتمع مدني متمكّن يعبّر بشكل كامل عن احتياجات الناس واهتماماتهم”.
البند المضاف هو التالي:
– “بالتعاون مع شركاء دوليين ولبنانيين متشابهين في التفكير، نعمل على الضغط على القادة اللبنانيين لتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هادفة تستجيب للتطّعات والاحتياجات المشروعة للشعب اللبناني”.
أمّا الاختلاف الأبرز في هذا الإطار فهو إضافة هدف جديد:
– “تعزيز التوجّه الغربي للبنان وترسيخ الولايات المتحدة شريكاً مفضّلاً بين المنافسين الإقليميين والقوى العظمى”. والهدف منه بحسب النصّ إيصال الدور الإيجابي، الذي لا مثيل له للولايات المتحدة في لبنان، إلى مختلف الجماهير اللبنانية.
ونصل إلى في أهداف الإدارة، التي تتعلّق بالأمور التي ستسعى البعثة إلى تطويرها وتنفيذها والعمل على تحسينها داخل السفارة الأميركية، أي الأمور الإدارية المتعلّقة بشؤون الموظفين والهيكل الإداري، ومبنى السفارة والأمور المتعلقة به.
إقرأ أيضاً: سباق أميركيّ – فرنسيّ لدعم الجيش: رئاسة أو أمن؟
المتغيّر بين النصّين هو ما أتت الوزارة على ذكره في استراتيجية عام 2021، هو بالطبع العمل على بناء “مجمّع سفارة” جديد بمساحة 18 فداناً وتكلفة 1.2 مليار دولار، مع تاريخ انتهاء متوقّع في 2025. وفي حين أنّ هناك حاجة إلى موارد إضافية من الموظفين لتحقيق الأهداف الرئيسة للبعثة والاستجابة للأزمات الإقليمية، فإنّ المساكن والمكاتب التابعة لسفارة بيروت هي بكامل طاقتها مع 120 موظفاً من وزارة الصحة الأميركية والعديد من الموظفين. وتركّز إدارة الوظائف على مبادرات التنوّع والشمول، وابتكار تكنولوجيا المعلومات لتعزيز الإنتاجية والمرونة وضمان الاستخدام الفعّال لجميع الموظفين”.
في الخلاصة، تشرح هذه الدراسة المهمّة، بوضوح، أبعاد السياسة الأميركية في لبنان اليوم. هذه السياسة التي لن تتغيّر كثيراً في ظل الإدارة الأميركية الجديدة وفقاً لعدد من المتابعين للسياسة الأميركية تجاه لبنان. وإن كان الوضع اللبناني لا يحظى بالأولوية اليوم لدى الإدارة الجديدة، فإنّه يبقى نقطة ارتكاز مهمة على صعيد التعاون الأمني والعسكري ومواجهة نفوذ حزب الله وإيران في المنطقة، وليس في لبنان فقط.