من يتابع الحوار مع بيل غيتس في برنامج “60 دقيقة” في سنة 2019، سيلاحظ أنّ الملياردير المتزوّج لجأ عدّة مرّات إلى تحريك خاتم الزواج كلّما واجه سؤالاً محرجاً. ويعتبر خبراء لغة الجسد أنّ هذه الحركة اللاإراديّة ربما تعكس توتّر بيل وعدم ارتياحه في زواجه بميليندا.
ليس ذلك التفصيل الوحيد، الذي رصدته الشاشات، لكنّه يجيب على سؤال: “كيف حدث طلاق الثنائي غيتس؟”، فيما كانا ظهرا في عدّة لقاءات إعلامية، سنة 2018، يتحدّثان خلالها عن حياة هانئة تقوم على الصبر والتفهّم والتعاون، وكانت ميليندا تصف زوجها بأنّه “سهل المعشر”.
وفي أواخر الإطلالات المشتركة، في تموز 2020 على شاشة “فوربس لايف”، لاحظ خبير الجسد جايسون لي، في مقال على موقع “Nicki Swift”، أنّ “بيل يبدو مهزوماً، ويحدّق بشكل مستقيم إلى الأمام عندما تتحدّث ميليندا. وفي إحدى اللحظات القليلة التي ينظر فيها إليها، تنظر هي إلى الوراء لتتجنّب على الفور نظرته. إنّه اختلاف تامّ عن الزوجين السعيدين اللذين رأيناهما قبل سنوات”.
فإذا كانا زوجين مع كلّ هذه الثروة، وصاحبيْ أهم مؤسسة خيرية في العالم، وأبوين لـ3 أولاد منذ أكثر من ربع قرن، ومع ذلك لم يتمكّنا من الاستمرار في العلاقة، فما هو الأمل باستمرار زيجات “عاديّة” تفتقر إلى كل هذه العوامل المساعدة؟
تحليلات خبراء في العلاقات، ضمن ملخّص عن مقال في “تايم” الأميركية، عنوَنَتْه الصحيفة بـ”طلاق ميليندا وبيل غيتس… الخبراء يفسّرون لماذا ينفصل زوجان عاشا طويلاً معاً”.
الطلاق الرماديّ
معظم الأشخاص الذين يجنحون الطلاق يفعلون ذلك خلال السنوات الأولى من زواجهم، إلا أنّ الجيل، الذي تبلغ أعمار أفراده أكثر من 50 سنة (ميليندا تبلغ 57 سنة، وبيل 65)، أكثر عرضةً للطلاق من الجيل السابق له، وهو اتجاه ملحوظ بما يكفي ليكتسب اسماً خاصّاً: “الطلاق الرمادي”.
من يتابع الحوار مع بيل غيتس في برنامج “60 دقيقة” في سنة 2019، سيلاحظ أنّ الملياردير المتزوّج لجأ عدّة مرّات إلى تحريك خاتم الزواج كلّما واجه سؤالاً محرجاً. ويعتبر خبراء لغة الجسد أنّ هذه الحركة اللاإراديّة ربما تعكس توتّر بيل وعدم ارتياحه في زواجه بميليندا
“لقد أصبح الأمر أكثر شيوعاً بين الأشخاص، الذين يعيشون فترة زواج أطول ويتمتّعون بصحّة أفضل. هكذا أصبح الناس أكثر حرصاً على مستوى سعادتهم الشخصية. وهم لا يريدون المساومة”، هذا ما قاله يسرائيل هيلفاند، وهو يدير معسكرات في فيرمونت لأصحاب الثروات، الذين توشك زيجاتهم على الفشل. ولاحظ أنّ العديد من العملاء هم في مرحلة التقاعد.
تحمّل الأثر النفسيّ
وتوضح كاتبة “تايمز” أنّ عدداً من العوامل وجد الخبراء النفسيّون أنّها تتكرّر بين الأزواج في مرحلة حياة آل غيتس الحالية، أبرزها أنّ الأثرياء بما يكفي لرؤية أنّ الانفصال لا يكلّفهم كثيراً يمكنهم تحمّل الأثر النفسي للانفصال أكثر من غيرهم. والزوجان ميليندا وبيل غيتس يمتلكان معاً 130 مليار دولار.
إقرأ أيضاً: طلاق آل غيتس (1/3): لماذا واعدت ميليندا رجالاً غيره؟
ويرى المدير المشارك لمركز “دراسات الزواج والأسرة” في جامعة دنفر بولاية كولورادو الأميركية، أنّه عندما يمتلك الناس الكثير من البدائل، بما فيها البدائل المادية، سيجدون أنّه من الأسهل التخلّي عن الزواج.
المحيّر أنّ الزوجين (بيل وميليندا) ظهر أحدهما قريباً من الآخر في الاحتفال بالذكرى الـ26 لزفافهما، إذ قالت ميليندا إنّ يوم رأس السنة الجديدة كان دائماً مميّزاً بالنسبة إليها لأنّه كان فرصة للاحتفال بذكرى الزواج أيضاً، مضيفة أنّها لا تزال تتعجّب من حبّها للرجل الذي يجعلها ترقص طوال الحياة.
العشّ الفارغ
هناك مرضٌ يسمّى “متلازمة العشّ الفارغ”، التي تعني انتهاء مرحلة الأبوّة والأمومة. حينها تتقلّص دائرة المشاريع أو الاهتمامات المشتركة، ويجد آخرون أنّ الوقت قد حان لإلقاء نظرة على ما يريدونه حقّاً من الحياة.
ونقلت الكاتبة عن جون غوتمان، الذي لا يزال كتابه “المبادئ السبعة لإنجاح الزواج” أحد أفضل الكتب مبيعاً في مجال الشؤون الزوجية: “لقد حان الوقت لإعادة تقويم ما تحمله العلاقة لكلّ فرد منهم. إذا تآكل جزء من العلاقة، كالرومانسية والعاطفة والمغامرة المشتركة، فإنّ الكثير من الأزواج يعتبرون ذلك الوقت المناسب لإنهاء العلاقة ودّيّاً. وربّما كانوا يعيشون منفصلين لفترة طويلة”.
يرى المدير المشارك لمركز “دراسات الزواج والأسرة” في جامعة دنفر بولاية كولورادو الأميركية، أنّه عندما يمتلك الناس الكثير من البدائل، بما فيها البدائل المادية، سيجدون أنّه من الأسهل التخلّي عن الزواج
ونلاحظ أنّه حتّى داخل مؤسسة بيل وميليندا غيتس، اهتم الاثنان بمجالات عمل مختلفة. فركّز بيل على تغيّر المناخ والصحّة، ونشطت ميليندا في القضايا التي تؤثّر على النساء والفتيات، بل امتلكت مؤسّستها الخيريّة الخاصّة منذ سنة 2015.
أسبابٌ أخرى؟
ربّما يكون عمل الثنائي غيتس في المؤسّسة قد سرّع في انفصالهما. وربّما لم يستثمرا الوقت الكافي ليمنح أحدهما الآخر ما يحتاج إليه في الزواج. وتقول الخبيرة جولي غوتمان إنّه “من الصعب إعطاء الأولوية لزوجك على قضايا مثل الفقر والمرض في العالم”.
ويقول خبراء عديدون إنّ أحد الأسباب الرئيسة وراء انفصال الأزواج من هذا الطراز القديم، هو تورّط أحدهما في علاقة غراميّة. وهذا ما ورد في الجزء السابق من هذه السلسلة، عن العطل الطويلة التي فضّل بيل قضاءها مع حبيبته السابقة آن، بموافقة زوجتها، ومرّة كلّ عام.
إقرأ أيضاً: طلاق آل غيتس (2/3): بيل “تزوّج” امرأة أخرى؟
إلى ذلك، ترفض الخبيرة دافني دي مارنيف احتمال أن يكون الطلاق متسرّعاً على غرار أزمة منتصف العمر، وتشير إلى أنّه قد يحمل نتيجة جيدة، وقد يجعلهما أكثر سعادة.
ويبدو، على الأقلّ بناءً على تصريحاتهما الأخيرة، أنّ الثنائي غيتس قد حاول فعلاً تحسين الوضع، لكنّهما لم يتمكّنا من الاستمرار معاً “في هذه المرحلة من العمر”.