كشفت مجلة “فورين أفيرز“، في مقال نشرته اليوم، أنّه عاجلاً أم آجلاً من المحتمل أن تستخدم إسرائيل القوة العسكرية لمحاولة منع إيران من التسلح باليورانيوم المخصّب.
ورأت المجلة في مقالها: “كان انفجار 11 نيسان في منشأة نطنز النووية – الذي تُتّهم إسرائيل بتنفيذه – ضربة دراماتيكية في حرب الظل على برنامج إيران النووي”.
وردّاً على الهجوم، عزّزت إيران قدرتها على التخصيب. وسقط صاروخ سوري بالقرب من مفاعل ديمونا في إسرائيل في 22 نيسان، ثم ردّت إسرائيل على موقع الإطلاق في سوريا.
ورأت “فورين أفيرز” أنّ مثل هذه السلسلة من الأحداث قد تؤدّي، ولو عن غير قصد، إلى تصعيد كبير وبداية صراع.
وأشارت المجلّة إلى أنه من دون الديبلوماسية الأميركية المكثّفة المصمّمة لكبح كل من إسرائيل وإيران، يمكن للإدارة أن تجد نفسها بسهولة منجذبة إلى صراع لا تريده ولا تحتاج إليه، ويقوِّض أولويّاتها الحقيقية في الداخل.
وفي إحاطة للكونغرس في 14 نيسان، حدّدت مديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هينز إيران واحداً من أكبر أربعة تهديدات تواجه الولايات المتحدة. وقالت: “نتوقّع أن تخاطر إيران بما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات وتهديد مصالح الولايات المتحدة والحلفاء العام المقبل”.
وينبع هذا التقويم جزئياً من الإحباطات المتزايدة لإيران في الداخل والخارج، حسبما ترى المجلة، ومنها تدمير العقوبات للاقتصاد الإيراني، والإصابات بمرض كوفيد -19 الآخذة في الارتفاع، ورفضها التعامل مباشرة مع واشنطن الذي جعل تخفيف العقوبات بعيد المنال في الوقت الحالي.
وأضافت المجلة: “حتى الآن، تتجنّب طهران المخاطرة في الردّ على الضربات الأميركية والإسرائيلية، بما في ذلك اغتيال عالم إيراني كبير وتخريب المواقع النووية الإيرانية. لكن هذا الموقف يمكن أن يتغيّر”.
وأوضحت أنّ “قرار إيران البدء بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة هو دليل واضح على قدرتها على الوصول إلى 90 في المئة، وتصنيع أسلحة نوويّة بسرعة نسبيّة”.
أمّا من وجهة النظر الإسرائيلية، فإنّ التصعيد مع إيران قد يكون جذّاباً لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لأنّه يواجه مشاكل داخلية، بينها تهم الفساد والأزمة السياسية.
وللتعامل مع ذلك، تقول المجلة إنّه “لا توجد خيارات سهلة متاحة للولايات المتحدة لصرف نتانياهو عن مسار التصعيد الذي يسلكه”.
إقرأ أيضاً: لماذا يرفض محافظو إيران وإسرائيل الاتّفاق النوويّ؟
وأضافت “نتانياهو يعتقد أنه يعرف كيف يتعامل مع واشنطن. لديه دعم كبير داخل الحزب الجمهوري وبين العديد من الديموقراطيين. وقد حسب أيضاً أنّ إدارة بايدن لن ترغب في أن تعرّض أجندتها التشريعية المحلية للخطر من خلال الانخراط في نزاع مع إسرائيل”.
وأفادت المجلة أنّ “السياسة الأميركية الوحيدة، التي قد تردع نتانياهو عن الطريق المؤدي إلى الحرب، ستكون الرفض الصارم والديبلوماسية القوية”.
وتابعت: “سيتعيّن على واشنطن أن تجعل نتانياهو يفهم أنّ المزيد من التصعيد مع إيران من شأنه أن يضرّ بالعلاقات الأميركية الإسرائيلية، وأنّ الإدارة لن تتراجع في مواجهة الضغوط السياسية الداخلية”.
وفي الوقت نفسه، ستحتاج الإدارة إلى الضغط على الموقّعين الآخرين على الاتفاق النووي لإخبار إيران بعبارات لا لبس فيها أنّ أفعالها استفزازيّة، وأنّ بعض مواقفها في محادثات فيينا غير معقولة، وأنّ الوقت ينفد للعودة إلى الامتثال الكامل.