دراسة مصرية: فيينّا ستنجح… وستقوّي إيران

مدة القراءة 4 د

في إطار النقاش المصري حول أبعاد مفاوضات فيينا المتّصلة بالملف النووي الإيراني، أصدر أخيراً “مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية” دراسة مهمّة عن دلالات هذه المفاوضات والاحتمالات المستقبلية، والخيارات المتوقّعة للتعاطي مع نتائجها، سواء نجحت هذه المفاوضات أو فشلت في التوصّل إلى اتفاق جديد.

نشر المركز الدراسة المهمّة المكوّنة من 23 صفحة أخيراً. وهي تتضمّن عدّة موضوعات، منها:

أوّلاً: المشروع الإيراني وبيئته الإقليمية: تتضمّن الدراسة معلومات مهمّة عن تطوّر دور إيران خلال العقود الأربعة الأخيرة، وعلاقاتها الإقليمية، ومواجهتها للمشروع الأميركي، وكيفيّة نجاحها في بناء علاقات وثيقة مع مجموعة قوى فاعلة في المنطقة من خلال تبنّيها دعم القضية الفلسطينية ورفع شعار دعم المستضعفين، إضافة إلى البعدين الديني والقومي في هذا المشروع الاستراتيجي.

ثانياً: أوراق القوّة وأوراق الضعف الإيرانية في مفاوضات فيينا: يستعرض هذا القسم قدرة إيران على الاستفادة من علاقاتها الإقليمية والدولية، خصوصاً مع تركيا وروسيا والصين، وكيفيّة الاستفادة منها في تحسين نقاط القوة لديها، إضافة إلى الصمود الداخلي الإيراني في مواجهة العقوبات الأميركية على مدار أربع سنوات، وتطوير القدرات النووية. كلّ ذلك جعل الإيرانيين يذهبون إلى فيينا وهم أقوياء غير منكسرين، وإن كانت إيران تعاني بعض نقاط الضعف بسبب التحدّيات التي تواجهها في المنطقة وتراجع دور بعض حلفائها في العراق ولبنان. وتواجه إيران أيضاً تحالفات إقليمية ودولية تحاول إضعاف موقعها وتوجيه تهديدات جدّيّة لها.

هذه الدراسة المهمّة قد تعكس جانباً من الرؤية المصرية الرسمية نظراً إلى ارتباط المركز بالمؤسسات المصرية الرسمية

ثالثاً: السيناريوهات المتوقّعة في فيينا بين الفشل والنجاح، وآفاق المشروع الإقليمي الإيراني. في هذا القسم تشير الدراسة إلى عدّة احتمالات، منها: نجاح المفاوضات أو الفشل والذهاب إلى التأزّم. وتلفت إلى بعض أجواء التصعيد في مواجهة إيران التي تحصل بين فترة وأخرى، سواء من قبل إسرائيل أو أميركا أو بعض الدول الأوروبية، والهدف منها الضغط على إيران للتراجع عن بعض مطالبها.

 

ترجيح نجاح المفاوضات

على الرغم من أنّ الدراسة لا تجزم في إعطائها نتيجة حاسمة، إلا أنّها ترجّح سيناريو نجاح المفاوضات أكثر من احتمال الفشل. وهذا سيكون له تأثير كبير على مستقبل المشروع الإيراني الإقليمي.

وفي حال النجاح سنكون أمام النتائج التالية، بحسب الدراسة:

1- إنهاء العقوبات الأميركية على إيران، الأمر الذي سيمكّنها من استعادة قدراتها الاقتصادية والمالية، والإنفاق على دورها الإقليمي ومشروعها السياسي.

2- لن يمسّ الاتفاق ثوابت إيران الأساسية، وهي القدرات الصاروخية الباليستية والسياسة الإقليمية ورفض مشاركة أطراف أخرى في الاتفاق.

3- سيحفظ لإيران منشآتها النووية السلمية، وسيمنع إسرائيل من توجيه أيّ تهديد لها.

4- وجود احتمال كبير أن يطرأ تحسّن إيجابي على العلاقات الإيرانية – الخليجية، وخاصة مع السعودية.

إقرأ أيضاً: سرّ التراجع الإيراني (2): غياب صانع المفاتيح.. سليماني

سيناريو الفشل

أمّا في حال فشل المفاوضات، وهو السيناريو الأقلّ ترجيحاً، حسب الدراسة، فإنّ إيران ستكون في حِلٍّ من التوقّف عن تطوير قدراتها النووية، وسنكون أمام وضع إقليمي جديد أكثر توتّراً، وقد نشهد المزيد من المواجهات الإقليمية، وربّما يكون الخيار العسكري في مواجهة إيران وبدعم أميركي أحد الاحتمالات المتوقّعة، لكنّ الضرر سيطول كلّ المنطقة العربية والإسلامية.

هذه الدراسة المهمّة الصادرة عن أحد أهمّ مراكز الدراسات العربية، وهو مركز الأهرام، قد تعكس جانباً من الرؤية المصرية الرسمية نظراً إلى ارتباط المركز بالمؤسسات المصرية الرسمية.

مواضيع ذات صلة

هوكستين موفد ترامب… فهل يضغط لإنجاز الاتّفاق؟

كثيرٌ من الضبابية يحيط بمصير المفاوضات التي قادها آموس هوكستين بين لبنان وإسرائيل، أو بالأحرى بين “الحزب” وإسرئيل، عبر رئيس مجلس النواب نبيه برّي. التفاؤل…

الاتّفاق Done: إعلانه خلال أيّام.. أو أسابيع؟

بين واشنطن وتل أبيب وبيروت أصبحت شروط الاتّفاق معروفة، ولا ينقصها سوى لمسات أخيرة قد تستلزم يوماً واحداً، وقد تطول لأسابيع، أربعة ربّما. لكن ما…

“اليوم التّالي” مطعّم بنكهة سعوديّة؟

لم يعد خافياً ارتفاع منسوب اهتمام المملكة العربية السعودية بالملفّ اللبناني. باتت المؤشّرات كثيرة، وتشي بأنّ مرحلة جديدة ستطبع العلاقات الثنائية بين البلدين. الأرجح أنّ…

مخالفات على خطّ اليرزة-السّراي

ضمن سياق الظروف الاستثنائية التي تملي على المسؤولين تجاوز بعض الشكليّات القانونية تأخذ رئاسة الحكومة على وزير الدفاع موريس سليم ارتكابه مخالفة جرى التطنيش حكوميّاً…