مع جونسون… لا دموع بعد اليوم

مدة القراءة 3 د


أزفّت لنا سفارة الولايات المتحدة في بيروت قبل أيام خبر وصول السفيرة ليزا جونسون إلى لبنان بدلاً من خليفتها دوروثي شيا، التي لم تستقبلنا يوماً على كوبِ شاي.

وصلني الخبر عبر بريدي الإلكترونيّ، مرفقاً بنبذة عن حياة السفيرة الجديدة وخبراتها التي كوّنت جزءاً منها حينما كانت هنا في لبنان قبل سنوات، وهو ما يعني أنّ السفيرة لن تأخذ كثيراً من الوقت حتى “يسخم محلّها”، فهي تعرف طبعاً قلعة بعلبك وحريصا والتلفريك (أوعا حدا يطلّعها… لا تجرصونا). كما تعرف اللحم بعجين والتبّولة والحمّص بطحينة. والأكيد أنّها تعرف كعك العبّاس والهريسة أيضاً.

الرفيقة جونسون التي كانت سفيرة بلادها لدى ناميبيا، شغلت مناصب قيادية عدّة أبرزها في المكتب الدولي للمخدّرات، ولهذا يُفترض أن يكون لها باع طويل في مكافحة المكيّفات على أنواعها، وخصوصاً الكبتاغون.

جونسون ستقدّم أوراق اعتمادها للرفيق المناضل الصنديد وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، وستنتظر انتخاب “صخرة” جيّدة لبعبدا أو “بيّ كل” آخر، أو ربّما “سائق إلى جهنّم”

من المؤسف أنّ الرفيقة جونسون لن تحوز لقب “سفيرة” الآن، بل ستبقى “قائمة بالأعمال” (يمكن على طول)، وذلك بسبب الفراغ الرئاسي.

جونسون ستقدّم أوراق اعتمادها للرفيق المناضل الصنديد وزير الخارجية عبدالله بوحبيب، وستنتظر انتخاب “صخرة” جيّدة لبعبدا أو “بيّ كل” آخر، أو ربّما “سائق إلى جهنّم” حتى ترتقي إلى تلك الرتبة الدبلوماسية (أنتِ وهِمّة صديقك آموس هوكستين).

نقلت السفارة عن السيّدة جونسون كلمة توجّهت بها إلى اللبنانيين لمناسبة وصولها إلى أمّ الشرائع بيروت بسلام وأمان، فعبّرت فيها عمّا يختلج في صدرها من شعور وأحاسيس، وقالت: “إنّه لشرف لي، ومن دواعش سروري أن أعود إلى لبنان حيث كنت في عام 2002. أقدّر التحدّيات التي يواجهها لبنان، وفي الوقت عينه أكنّ إعجاباً عميقاً بحيوية الشعب اللبناني (عم تستهبلنا!). لديّ ثقة بقدرة لبنان على النجاح الآن (ههههههه… يا شيخة!) أكثر من أيّ وقت مضى. لقد حان الوقت للبنان أن يجد حسّ الوحدة، والرغبة المشتركة لجميع أبنائه في السلام والازدهار، وكذلك في مستقبل أكثر إشراقاً (يخرب ذوقك شو كيوت)”.

إقرأ أيضاً: حكومة بتسوى “مايكرويف”

ثمّ بعد تلك الكلمة المعبّرة، أخبرتنا السفارة في بيانها أين وُلدت جونسون (مدينة آيوا)، وما التحصيل العلمي الذي تحوزه، حيث تحمل بكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة ستانفورد، وماجستير في الشؤون الدولية من جامعة كولومبيا، وكذلك ماجستير أخرى في استراتيجية الأمن القومي من كلية الحرب (يا عين صبّي قازوز).

مع جونسنون سيعمّ الفرح لبنان. مع جونسون لا دموع بعد اليوم… والله وليّ التدبير.

*هذا المقال من نسج خيال الكاتب

لمتابعة الكاتب على تويتر: abo_zouheir@

مواضيع ذات صلة

من 8 آذار 1963… إلى 8 كانون 2024

مع فرار بشّار الأسد إلى موسكو، طُويت صفحة سوداء من تاريخ سوريا، بل طُويت صفحة حزب البعث الذي حكم سوريا والعراق سنوات طويلة، واستُخدمت شعاراته…

سوريا: عمامة المفتي تُسقط المشروع الإيرانيّ

عودة منصب المفتي العام للجمهورية السوريّة توازي بأهمّيتها سقوط نظام بشار الأسد. هو القرار الأوّل الذي يكرّس هذا السقوط، ليس للنظام وحسب، بل أيضاً للمشروع…

فرنسا على خط الشام: وساطة مع الأكراد ومؤتمر دعم في باريس

أنهت فرنسا فترة القطيعة التي استمرّت اثنتي عشرة سنة، مع وصول البعثة الفرنسية إلى العاصمة السورية، دمشق. رفعت العلم الفرنسي فوق مبنى سفارتها. لم تتأخر…

تركيا في الامتحان السّوريّ… كقوّة اعتدال؟

كان عام 2024 عام تغيّر خريطة الشرق الأوسط على أرض الواقع بعيداً عن الأوهام والرغبات التي روّج لها ما يسمّى “محور الممانعة” الذي قادته “الجمهوريّة…