لولا زجاج السراي لهلكت إسرائيل!

مدة القراءة 2 د


يُحكى أن الرئيس رفيق الحريري، رحمه الله، حينما أعاد ترميم السراي الحكومي الكبير بعد الحرب الأهلية، حرص على المتعهّدين تركيب زجاج “دوبل ?يتراج” متين عازل للماء والصوت. لكن شاءت الصدف بعد نحو 30 سنة، أن تصبّ في مصلحة العدو الإسرائيلي الغاشم (ابن المحظوظة).

قبل أيام لم يعرف أهل العاصمة بيروت وضواحيها طعم النوم بسبب المدعوة “إم كامل”، التي لم تفارق سماء بيروت على مدى الأيام المنصرمة تطنّ مثل البعوض فوق الآذان. أما الرئيس حسان دياب، الذي يتّخذ من السراي الحكومي منزلاً منذ نيل حكومته الثقة، فلم يقلقه طنين المغضوبة “إم كامل”، وغطّ في نوم عميق ولله الحمد… وإلا لكانت الدول الغربية ابتلت بخسارة حليفتها إسرائيل بسبب حرب ربما كان دياب قد شنّها بواسطة حلفائه الممانعين. حرب لا تبقي ولا تذر فتُضاف إلى ورطة المعمورة بجائحة كورونا.

إقرأ أيضاً: أنا في حاجة ماسّة إلى Haircut

لو استقيظ دياب في تلك الليلة الظلماء، ربما كان رفع هاتـف الخلوي واتصل من خطّه الرباعي بالإخوة في الحزب ليعطيهم الضوء الأخضر بالردّ المبين، لأنّ دياب كان قد حسم أمره قبل أسبوع بعد أن شرب “حليب سباع” وقال أمام قائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان ستيفانو ديل كول، إنّ حكومته لن تقبل بأن تكون الانتهاكات الإسرائيلية مجرّد أرقام أنيمور، ولن تذعن للانتهاكات الإسرائيلية وكأنها أمر طبيعي أو عادي (روح يا وحش… بس لا تبعّد الدنيا ليل).

أما “حزب الله” الحريص على دياب وحكومته، فلم يحرّك ساكناً، لأنه ملتزم بوضع قرار الحرب والسلم بيد الحكومة التي يثق بها (بيدها أو بإجرها لا فرق). آثر الحزب في تلك الليلة على عدم إزعاج دياب بعد منتصف الليل، فالتزم الهدوء والصمت واكتفى بإشعال أقراص الـ”كاتول” حول السراي الحكومي لطرد البعوض، كما استبدلت دورياته السيارة أغنية فيروز “يلا تنام لادبحلك طير الحمام”، بنشيد “سنخوض البحر معك”.

 

*هذا المقال من نسج خيال الكاتب

مواضيع ذات صلة

من 8 آذار 1963… إلى 8 كانون 2024

مع فرار بشّار الأسد إلى موسكو، طُويت صفحة سوداء من تاريخ سوريا، بل طُويت صفحة حزب البعث الذي حكم سوريا والعراق سنوات طويلة، واستُخدمت شعاراته…

سوريا: عمامة المفتي تُسقط المشروع الإيرانيّ

عودة منصب المفتي العام للجمهورية السوريّة توازي بأهمّيتها سقوط نظام بشار الأسد. هو القرار الأوّل الذي يكرّس هذا السقوط، ليس للنظام وحسب، بل أيضاً للمشروع…

فرنسا على خط الشام: وساطة مع الأكراد ومؤتمر دعم في باريس

أنهت فرنسا فترة القطيعة التي استمرّت اثنتي عشرة سنة، مع وصول البعثة الفرنسية إلى العاصمة السورية، دمشق. رفعت العلم الفرنسي فوق مبنى سفارتها. لم تتأخر…

تركيا في الامتحان السّوريّ… كقوّة اعتدال؟

كان عام 2024 عام تغيّر خريطة الشرق الأوسط على أرض الواقع بعيداً عن الأوهام والرغبات التي روّج لها ما يسمّى “محور الممانعة” الذي قادته “الجمهوريّة…