كلمة “السياديّين” ما بتصير 2… 3 وطلوع

مدة القراءة 4 د


يقال إنّه في الأسبوع المقبل سيقوم أبو مصطفى (صمام الأمان) بدعوة الكتل النيابية إلى جلسة عامّة للبرلمان، ليناقش خلالها نوابنا الأشاوس، ممثّلو الأمّة الأبرار، أبرز المواضيع الـTrend الساخنة، وكذلك الفاترة، وربّما يناقشون أيضاً المواضيع الباردة وتلك “يلّي ع الريحة”.
من بين المواضيع المطروحة على حصير البحث (سرقوا البساط)، مسألة التمديد لحامي الحمى، “أسد الجنوب”، الملقّب بـ”القائد” (هيك حاف… بلا مقدّمات، وإنّ اللبيب من الإشارة يفهمُ) ولمن لا يفقه لغة الـabbreviations فإنّ “القائد” هو قائد الجيش جوزف عون.
سيمدّدون لـ”القائد” بعد إلحاح وإصرار من الأقطاب الموارنة والكنيسة وبعض النواب المستقلّين والتغييريين الحريصين والغيارى على قيادة الجيش، لعدم وقوعها ضحيّة الفراغ على غرار الرئاسة. وطبعاً بعد تمنّيات صادرة بالتواتر من “العمّ سام” و”الأمّ الحنون” وإحدى “الدول العربية الصغيرة” بعدما هدّدوا وبالويل والثبور وعظائم الأمور.
ستذهب الكتل النيابية المسيحية وبعض المستقلّين والتغييريين، بشحمهم ولحمهم إلى مجلس النواب، من أجل البحث عن حلّ أو “تخريجة” أو “توليفة” لمسألة التمديد في البرلمان، متراجعين في ذلك عن قرارهم الأشهر: “لا للتشريع في ظلّ الفراغ”.
سيقصدون البرلمان مُرغمين، بعدما تقمّصت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي (شفاه الله وعافاه) دور “فريد الشلفون”، نافضة يدها من كلّ مسؤوليّاتها التنفيذية في البلاد، صارخة في وجه المواطنين عند كلّ محطة أو كوع أو مطبّ: “لا… ما أني”!

ستذهب الكتل النيابية المسيحية وبعض المستقلّين والتغييريين، بشحمهم ولحمهم إلى مجلس النواب، من أجل البحث عن حلّ أو “تخريجة” أو “توليفة” لمسألة التمديد في البرلمان

“القوات اللبنانية” ستغضّ الطرف عن مبادئها وتوافق على التشريع حتى وإن كان المجلس هيئة انتخابية… ماشي الحال، “ما كلّو في حبّك يهون”.
“الكتائب اللبنانية” تحاول المراوغة بحيلة من هنا أو سالفة من هناك، مطالبة الحكومة بإعلان الحرب (فرد ضربة) حتى يتسنّى لها (أي الحكومة) تجميد إحالة قائد الجيش على التقاعد… وإن لا، فعندها قد تضطرّ إلى أن تبيع موقفها المبدئي إيّاه في “سوق الأحد”، وتقصد “ساحة النجمة” وأمرها لله.
أمّا التغييريون فيراهنون على مسكوكة لبنانية من فئة الـ500 ليرة نيكل، سيحضرها معه أحد النواب إلى وسط بيروت يوم الجلسة (على الأرجح الأخ بوب منيمنة) حيث سيتبارون في “الطرّة/نقشة” حتى يُبنى على الشيء مقتضاه، فيقرّرون الدخول إلى المعتصم بحبل البرلمان زميلهم ملحم خلف لحضور الجلسة معه، أو يقاطعونها فيُخرجون خلف من تحت قبّة البرلمان متنكّراً بزيّ نجاة عون.
أمّا البطريرك بشارة الراعي فهو الـTrigger الذي “شحن وقود” تلك الحملة من أجل التخلّي عن مبدأ “الرئاسة أوّلاً”. وبمسحة قداسة تبدّلت الأمور، وما كان حراماً على اللواء عباس إبراهيم (ألف رحمة ونور) بات حلالاً ومستحبّاً في زمن “مار يوسف عون” قُدّس سرّه!

إقرأ أيضاً: “فول” أمّ زهير في “مكيول” جبران باسيل

من جملة ما يُقال أيضاً أنّ أبي مصطفى يحضّر للسادة النواب “مقلباً مبكّلاً” (حفر وتنزيل)، بحيث سيضع بند التمديد لقائد الجيش 6 أشهر في أسفل جدول الأعمال الذي سيمتدّ ليومين متتاليين، فارضاً على النواب أجمعين صرف البنزين ذهاباً وإياباً إلى “ساحة النجمة”، جابراً إيّاهم على تأمين النصاب “على إجر ونصّ”، ثمّ متابعة جميع المناقشات التشريعية للملفّات كلّها حتى يصل دور البند المنتظر.
بذلك تكون كلمة “السياديين” كلمة… ما “تخرّش الميا” و”ما تنزلش الأرض”. كلمتهم ما بتصير 2… 3 وطلوع!

*هذا المقال من نسج خيال الكاتب

 

لمتابعة الكاتب على تويتر: abo_zouheir@

مواضيع ذات صلة

“استقلال” لبنان: سيادة دوليّة بدل الإيرانيّة أو الإسرائيليّة

محطّات كثيرة ترافق مفاوضات آموس هوكستين على وقف النار في لبنان، الذي مرّت أمس الذكرى الـ81 لاستقلاله في أسوأ ظروف لانتهاك سيادته. يصعب تصور نجاح…

فلسطين: متى تنشأ “المقاومة” الجديدة؟

غزة التي تحارب حماس على أرضها هي أصغر بقعة جغرافية وقعت عليها حرب. ذلك يمكن تحمّله لسنوات، لو كانت الإمدادات التسليحيّة والتموينية متاحة عبر اتصال…

السّودان: مأساة أكبر من غزّة ولبنان

سرقت أضواء جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وجرائم التدمير المنهجي التي ترتكبها في مدن لبنان وقراه، الأنظار عن أكبر جريمة ضدّ الإنسانية…

على باب الاستقلال الثّالث

في كلّ عام من تشرين الثاني يستعيد اللبنانيون حكايا لا أسانيد لها عن الاستقلال الذي نالوه من فرنسا. فيما اجتماعهم الوطني والأهليّ لا يزال يرتكس…