تتجه الأنظار اليوم الخميس الى بكين مجدداً، حيث يلتقي وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، مع نظيره الايراني حسين أمير عبد اللهيان في أولى المحطات البارزة بعد توقيع اتفاق المصالحة بينهما في 11/3/2023 وإن كان اللقاء يكتسب قدراً كبيراً من الاهمية، فإنّ قطار إصلاح العلاقات بين البلدين ستكون محطّته الرئيسية الأبرز في مكّة المكرّمة، حيث كشف المحلّل السياسي السعودي الدكتور عبد الله العساف لـ”أساس” أنّ زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للمملكة العربية السعودية بدعوة من الملك سلمان من المرجّح أن تكون في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك التي يكون خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في مكّة المكرّمة، فتكون الفرصة سانحة للقاء في أرض الحرم حيث تكون النفوس أكثر صفاء وأريحيّة لضمان التزام ما يمكن التوافق عليه، فالوجود في بيت الله الحرام ضمان أكبر للالتزام بمستقبل زاهر للعلاقات بين البلدين.
الدكتور العساف المحاضر الجامعي في الإعلام السياسي أكّد في تصريح خاص بـ”أساس” أنّ “لقاء وزيرَي خارجية البلدين يشكّل تأكيداً على أنّ الاتفاق السعودي الإيراني يسير على السكّة الصحيحة، والزخم الأكبر سيكون عندما تتوالى الاجتماعات بين مسؤولي البلدين في الرياض وطهران، فاللقاء المرتقب سيحصل في مكان محايد، ولكنّها بداية جيّدة للاتفاق على نقاط مهمّة”.
في ما يتعلّق بتداعيات الاتفاق على الملف اللبناني أكّد العساف أنّ المملكة العربية السعودية حريصة على أمن واستقرار لبنان، لكنّها تريد التعاون مع رئيس للجمهورية خارج المحاصصة والإطار الحزبي
وأضاف الدكتور العساف: “زيارة الرئيس الإيراني المرتقبة للمملكة، ثمّ استضافة الرياض للقمّة العربية، وما يحصل من خطوات اتجاه سوريا، كلّها محطّات جيّدة من شأنها أن تعزّز مسار المنطقة باتجاه الاستقرار والأمان”.
الانفتاح على سوريا
عن ارتباط الانفتاح السعودي على سوريا بالاتفاق مع إيران قال العساف لـ”أساس”: “كان هناك تواصل خلال السنوات الأربع الماضية بين المملكة وسوريا على المستوى الأمني. توقّف هذا التواصل لأسباب وتعقيدات معيّنة كملف تهريب الكبتاغون، إلا أنّ الاتفاق السعودي الإيراني ساعد في إزالة هذه التعقيدات من دون أدنى شكّ”.
لبنان حرّ والمملكة حرّة
في ما يتعلّق بتداعيات الاتفاق على الملف اللبناني أكّد العساف أنّ “المملكة العربية السعودية حريصة على أمن واستقرار لبنان، لكنّها تريد التعاون مع رئيس للجمهورية خارج المحاصصة والإطار الحزبي. رئيس على نموذج مصطفى الكاظمي في العراق قادر على استعادة لبنان وإعادة تعريبه عبر التحاور مع الدول العربية كبلد مستقلّ ينأى بنفسه عن القضايا الخلافية. إنّ للّبنانيين حرّية اختيار رئيس الجمهورية الذي يريدون، وللمملكة أيضاً حرّية الاختيار بين أن تتعامل معه بالمستقبل أو لا. المملكة لا تدخل في بورصة الأسماء، فهذا شأن لبناني ولا علاقة للمملكة به”.
إقرأ أيضاً: ماذا لو كانت إيران صادقة؟
بالنسبة إلى ما قيل عن ضمانات قدّمها الوزير السابق سليمان فرنجية للفرنسيين الذين بدورهم سينقلونها للمملكة، قال العساف: “مهما كانت هذه الضمانات فالمملكة لن تفكّر في القبول بها، ولن تتعامل مع شخص كان يسيء إليها. كانت لنا تجارب سيّئة مع الرئيس السابق ميشال عون الذي قدّم ضمانات بدوره، وعندما وصل إلى قصر بعبدا كانت زيارته الخارجية الأولى للمملكة، لكن في الممارسة ماذا حصل بعد ذلك؟ ضاعت كلّ الضمانات ورأينا إلى أين وصل لبنان وما هي المواقف التي اتّخذها هذا العهد”.
لمتابعة الكاتب على تويتر: ziaditani23@