وصلت صباح أمس الأحد سفينة ENERGEAN POWER البريطانية إلى حقل كاريش، ويُتوقَّع أن تبدأ التنقيب عن الغاز في الحقل المذكور، وأن تشرع في استخراجه متراً مكعّباً تلو المتر المكعّب، وجرّة تلو الجرّة، وذلك في غضون أشهر بحسب توقّعات الخبراء.
مقبلةً من قناة السويس دخلت السفينة حقل كاريش متخطّية حدود الخط 29 إلى داخل المياه الاقليمية اللبنانية. دخل الإسرائيليون كاريش أفقيّاً، ويبدو أنّهم سينقّبون عن الغاز وسيعودون أدراجهم أفقيّاً، وربّما سيبيعونه للدول الأوروبية وغيرها من دول العالم بواسطة الأنابيب أو الحاملات، أفقيّاً أيضاً.
هذا السلاح، ويا للأسف، بات وسيلة تهيمنون من خلالها على القرار اللبناني وتمسكون بمفاصل الدولة وتصادرون مؤسّساتها، بغير وجه حقّ
دخلت دولة إسرائيل كاريش على “إجر ونص”، وبـ”7 دقائق ونص” أيضاً. دخلت إسرائيل كاريش و”الراديو شغّال”. دخلوها “العكاريش” ومقاومة ما فيش، ولا يبدو أنّ “المقاومة” قادرة أو تريد أن تحرّك ساكناً.
فالأمين العامّ لـ”حزب الله” حسن نصرالله كان دوماً يُخبرنا في خطاباته المباركة (من بَرَكَة، وهو الأمر الذي يزيد ويزيد ولا ينضب) بأنّ مقاومته الباسلة القويّة الشريفة العفيفة “تقف خلف الدولة اللبنانية”. أي أنّها تقف خلف أيّ قرار تتّخذه السلطات اللبنانية، وبما أنّ سلطتنا الغانية المتعفّفة قرّرت من خلال رئيس جمهورية “حزب الله” ميشال عون رمي المرسوم 6433 في الدرج بحجّة صدوره بطريقة غير دستورية عن حكومة حسان دياب، وبما أنّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كان منغمساً في حماية ضبّاطه خلال الحرب، فإنّ حدود المنطقة 29 بالمفهوم الرسمي لتفسير المراسيم والقوانين: لا تعنينا نحن اللبنانيّين، ولا تعني السلطة عن سابق تصوّر وتصميم وتواطؤ.
لا نقول هذا الكلام من أجل حضّ “حزب الله” على التدخّل عسكرياً لحماية لبنان وأراضيه ومياهه لا سمح الله! قطعاً لا نريد ذلك، فنحن لم نطلب منه التطوّع أو أن “يجي على نفسه” فيفتح جبهة بحرية مع عدوّ غاشم، آيل إلى السقوط في يوم قريب مثلما يخبرنا محور الممانعة.
لا نريده أن يقاتل من أجلنا، أعوذ بالله. نقول هذا لنعلم “حزب الله” وسماحة أمينه العامّ، إنّ سلاحكم منذ عام 2000 إلى اليوم لم يكن لحماية لبنان مثلما تحاولون أن تقولوا وتوحوا، ولنخبرهما بأنّ مطالبتكما بذلك ستكون مطالبة غير متكافئة بين دعوتكم إلى تسليم السلاح ودعوتكم في الوقت نفسه إلى استعماله.
هذا السلاح، ويا للأسف، بات وسيلة تهيمنون من خلالها على القرار اللبناني وتمسكون بمفاصل الدولة وتصادرون مؤسّساتها، بغير وجه حقّ. تحصلون على ذلك بموجب “وكالة كاذبة”: تقولون إنّ السلاح لحماية لبنان بينما الحقيقة بخلاف ذلك، لأنّ هذا الامتياز الذي تنسبوه لأنفسكم عن طريق هذا السلاح “المقاوم” هو غير صحيح وغير مجدٍ.
مقاومتكم هي مقاومة parody وتقدّس “البارودي”، وتُدار بواسطة الـRemote Control من طهران ولمصلحة طهران أيضاً، وليس أبداً لمصلحة لبنان ولا شعب لبنان ولا مستقبل لبنان ولا ثروات لبنان.
مقاومة همّها الوحيد حماية السلاح نفسه، الذي لم يعد سلاحاً لبنانياً منذ سنوات طويلة، فتحوّل بقدرة قادر، من وسيلة دفاعية إلى هدفٍ وملاذ ومُبتغى.
إقرأ أيضاً: الحزب يستنفر: هل يقصف سفينة إنرجان؟
هذا السلاح لن يحمي لبنان. لن يحميه إلّا الإجماع الوطني والتكاتف، وخصوصاً الصدق. صدق العمل والقول والأفعال.
اللهمّ اجعلنا في مقعدِ صدقٍ عند مليك مقتدر… نقول آمين!
وصلت سفينة ENERGEAN إلى جنوب لبنان لتكشف الحقيقة. لتكشف زيف ادّعاءاتكم.
*هذا المقال من نسج خيال الكاتب