يقول القائد العامّ للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي في كلام موجّه إلى إسرائيل: “احذروا.. لن نشارك فقط في جنازة شهدائنا، بل سننتقم لهم على الفور”، مضيفاً: “هذه رسالة حقيقية وجادّة. إذا تكرّر الأذى فستشهدون مرّة أخرى هجماتنا وتعانون المذاق المرّ لضرباتنا الصاروخية”.
والسؤال هنا هو: متى ضربت إيران إسرائيل؟ ومتى ردّت على إسرائيل التي لا تستهدف الجنود الإيرانيين، بل إيران نفسها، منذ فترة طويلة، وخصوصاً ما يتّصل بالمشروع النووي، وآخر ضربة موجعة كانت اغتيال العالم النووي الإيراني؟
يقول القائد العامّ للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي في كلام موجّه إلى إسرائيل: “احذروا.. لن نشارك فقط في جنازة شهدائنا، بل سننتقم لهم على الفور”، مضيفاً: “هذه رسالة حقيقية وجادّة. إذا تكرّر الأذى فستشهدون مرّة أخرى هجماتنا وتعانون المذاق المرّ لضرباتنا الصاروخية”
ما تفعله إيران بكلّ بساطة أنّها تضحّي بآخر لبناني وعراقي ويمنيّ لتقول إنّها تقوم بـ”المقاومة والممانعة” الكذّابتين، وتستخدم المرتزقة كميليشيات لتدمير دولنا، وخير مثال ما يحصل في سوريا، لكن لم تطلق إيران رصاصة واحدة على إسرائيل، ناهيك عن صاروخ.
لم تطلق إيران رصاصة واحدة ضدّ إسرائيل في حرب لبنان عام 2006، ولا حرب غزّة الأولى أو الثانية، ولا حتى الثالثة، ولا المقبلة إن وقعت. وقد يقول قائل: ماذا عن إطلاق 12 صاروخاً باليستياً من قبل الحرس الثوري على ما اعتبرته طهران “مركزاً استراتيجيّاً” بأربيل؟
بحسب وكالة رويترز، لم يكن هذا الهدف إلا “فيلّا رجل أعمال كردي يعمل في قطاع الطاقة”. وبحسب الوكالة، يقول مسؤولون أتراك وعراقيون إنّ صواريخ الحرس الثوري كانت لاستهداف “خطة وليدة لإقليم كردستان العراق لتزويد تركيا وأوروبا بالغاز بمساعدة إسرائيل”، وهو ما أغضب إيران ودفعها إلى قصف أربيل بصواريخ باليستية.
وقال مسؤول تركي للوكالة: “توقيت الهجوم في أربيل مثير للاهتمام. يبدو أنّه كان موجّهاً بالدرجة الأكبر إلى صادرات الطاقة من شمال العراق، وإلى التعاون المحتمل الذي قد يشمل إسرائيل”.
يعني هذا أنّ إيران تحرّكت، من خلال الحرس الثوري، دفاعاً عن مصالحها الاقتصادية، وليس من أجل “المقاومة والممانعة” الكذّابتين، ولا دفاعاً عن القضية الفلسطينية، أو المظلومين.
وعليه فإنّ إيران لا تستهدف إسرائيل، ولا الولايات المتحدة، بل تردّ بضرب دولنا، مثل الاستهداف الحوثي للسعودية والإمارات باستخدام صواريخ إيرانية، وبالطبع بالاستعانة بخبراء إيرانيين، أو من خلال وكلاء يحرقون الدول العربية، كما يفعل حزب الله في لبنان.
لم تردّ إيران على مقتل جنودها وقادتها في سوريا على يد إسرائيل، لأنّها تعرف أنّ الإسرائيليين سيقضون على ما تبقّى من نظام الأسد الواهن. وتعمد إيران إلى استخدام الفلسطينيين في غزّة، ولا يهمّ طهران أن تُحرق غزّة خمس مرّات.
إقرأ أيضاً: إسرائيل تحقّق أحلامها… وتحتفظ بالكابوس
والأمر نفسه تفعله في العراق من خلال ميليشيات ومرتزقة، لكن عندما بات الأمر يتعلّق بمصلحة إيرانية صرفة أطلقت الصواريخ، لكن على فيلّا فارغة، وهذا يقول لنا إنّ كلّ ما تفعله إيران اتجاه إسرائيل هو عمل دعائي، فيما تستهدف طهران دولنا ومنطقتنا بالإرهاب والصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة، هذا عدا عن الطائفية المقيتة التي أشعلتها وتشعلها في المنطقة. لذا من الوهم تصديق أنّ إيران ستردّ على إسرائيل، أو تتصدّى لها، وهذه حقيقة مجرَّبة مئات المرّات.