عقدة “آل البستاني” تُكربج لوائح الشوف-عاليه

مدة القراءة 5 د

من الشوف-عاليه إلى البقاع الغربي يعاني “حِلف” القوات اللبنانية والحزب التقدّمي الاشتراكي من حالة تصدّع قد تقود إلى مفاجآت غير سارّة للطرفين في ظلّ فقدان عامل الثقة.

الحلف الانتخابي الثنائيّ واقف على “صوص ونقطة”، لكنّه تمكّن حتى الآن من تجاوز لغميْ المرشّح الكاثوليكي في الشوف ومرشّح “القوات” في البقاع الغربي، فيما النقاش لا يزال مفتوحاً على مرشّحي الجبل الموارنة، وهم عقدة مشتركة مع لائحة التيار وطلال أرسلان ووئام وهاب حيث لم يتمّ تذليل عقدة آل البساتنة بعد.

جَهَد وليد جنبلاط لإقناع النائب نعمة طعمة بإعادة ترشّحه عن المقعد الكاثوليكي في الشوف، لكنّه لم ينجح. لقاءات متكرّرة بين الصديقين وطاولات غداء وعشاء مشتركة حاول خلالها “البيك” إقناع شريكه المليونير في الجبل بترشيح نجله يوسف على الأقلّ، فكان جوابه ثابتاً: “بدّي ارتاح. أنا نائب منذ العام 2000، وعملت وزيراً، وحان الوقت كي أتقاعد، لكنّي إلى جانبك وسأبقى أساعد ولن أتركك. بالنسبة إلى نجلي يوسف، أحكوا معه، أنا لا أمون على قراره”.

من الشوف-عاليه إلى البقاع الغربي يعاني “حِلف” القوات اللبنانية والحزب التقدّمي الاشتراكي من حالة تصدّع قد تقود إلى مفاجآت غير سارّة للطرفين في ظلّ فقدان عامل الثقة

كان المهندس يوسف طعمة الموجود في أغلب الأحيان في السعودية بعيداً تماماً عن “مناخ الترشيح” للانتخابات. يدير الرجل شركة والده “المباني” للمقاولات في السعودية، ويغطّ في بيروت من وقت إلى آخر.

قدم أخيراً إلى لبنان خصّيصاً لحسم مسألة الترشّح للانتخابات، وصارح “البيك”: “لديّ عملي الخاص، وليس هناك إمكانية لأخوض معترك السياسة في هذه المرحلة والظروف”.

نتيجة عزوف آل نعمة

قاد القرار النهائي لآل طعمة جنبلاطَ إلى تبنّي خيار ترشيح رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي شارل عربيد في مواجهة مرشّح التيار الوطني الحر غسان عطالله الذي يخوض جبران باسيل معركته الأساسية في الدائرة. وبذلك تجاوز رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي اتّفاقاً أوّليّاً مع القوات اللبنانية بترشيح فادي المعلوف (حزب الأحرار) عن المقعد الكاثوليكي في الشوف. فقد بنى جنبلاط حساباته على أساس أنّ القوات لها مرشّحها الحزبي في الشوف جورج عدوان ومرشّحها الحزبي في عاليه عن المقعد الأرثوذكسي نزيه متّى، و”هذا كافٍ كتمثيل قواتي حزبي في الإقليم”، إضافة إلى أنّ عربيد، ابن معاصر الشوف، هو رجل أعمال ميسور ماليّاً وله علاقاته المتشعّبة، وشقيقه هو رئيس البلدية، بينما المعلوف غير معروف كثيراً ولا يقدّم قيمة مضافة للّائحة من حيث الأصوات، والأهمّ أنّه ليس من أصحاب الثروات.

خروج عماد واكيم 

تزامن المشهد الشوفيّ مع خطوة قواتية إلى الخلف في البقاع الغربي من خلال التراجع عن ترشيح ابن بلدة القرعون النائب عماد واكيم عن المقعد الأرثوذكسي لمصلحة غسان سكاف، المرشّح المستقلّ على اللائحة، الذي خاض الانتخابات عام 2018 على لائحة تيار المستقبل.

أتى ذلك بعدما استبعدت القوات واكيم من بيروت الأولى من أجل ترشيح الوزير السابق غسان حاصباني على أن يعود واكيم إلى منطقته الانتخابية في البقاع الغربي. لكنّ مخطّط سمير جعجع سقط بعد رفض جنبلاط ترشيح قواتي حزبي في البقاع الغربي-راشيا من أجل عدم تطفيش الصوت السنّيّ.

حالياً تحاول القوات التعويض عبر المرشح الماروني الثالث في الشوف، إلى جانب جورج عدوان وحبّوبة عون، وهي تطرح اسم خطار عون، قريب النائب السابق إيلي عون.

وتسعى القوات إلى تزكية مرشّح ماروني في عاليه إلى جانب راجي السعد، ابن شقيق النائب السابق فؤاد السعد، المدعوم من جنبلاط وأنطون الصحناوي.

سبق للقوات أن طرحت اسم إميل مكرزل مسؤول القوات في عاليه، لكنّ إصرار جنبلاط على راجي السعد دفع القوات إلى تثبيت ترشيح نزيه متّى في عاليه. واليوم تحاول مجدّداً طرح اسم ماروني في عاليه قريب من القوات. 

وفق معلومات “أساس”، الترشيحات المارونية بين حليفيْ الضرورة لم تُحسم بعد في الشوف-عاليه، خصوصاً أنّ ناجي البستاني، وعلى الرغم من التسريبات عن التحاقه بلائحة التيار الوطني الحر-أرسلان-وهاب، لم يقرّر وجهته الانتخابية حتى هذه اللحظة

الترشيحات المارونيّة

وفق معلومات “أساس”، الترشيحات المارونية بين حليفيْ الضرورة لم تُحسم بعد في الشوف-عاليه، خصوصاً أنّ ناجي البستاني، وعلى الرغم من التسريبات عن التحاقه بلائحة التيار الوطني الحر-أرسلان-وهاب، لم يقرّر وجهته الانتخابية حتى هذه اللحظة.

باختصار، لا يريد صاحب الـ 5,245 صوتاً تفضيليّاً التي نالها عام 2018 أن يكون راكباً وحسب تستفيد مرجعيّات الجبل من أصواته للوصول إلى ساحة النجمة.

تفيد آخر المعطيات بأنّ فريد البستاني وناجي البستاني لا يزال يضع أحدهما الفيتو على الآخر، ويرفضان أن يكونا معاً على لائحة “الحلف الثلاثي” في الجبل. هذه هي آخر العِقد قبل أن تُعلَن رسميّاً لائحة التيار-أرسلان-وهاب، إضافة إلى حسم الاسم السنّيّ الثاني في الشوف إلى جانب مرشّح الأحباش أحمد نجم الدين.

في الوقائع، حاول أرسلان ووهّاب فرض رغبتهما في ما يتعلّق بالمرشّحين الموارنة والسُنّة على اللائحة وعقدة تمثيل الدامور وشريك سيزار أبي خليل الماروني والمرشّح الأرثوذكسي في عاليه.

إقرأ أيضاً: من سيفوز في زحلة؟

فقد تعوّد باسيل أن يكون المحور، وأن يتفاوض مع الحلفاء بصفتهم “تابعين” على أن يجلسهم بعد الانتخابات إلى طاولة التكتّل.

هذه المرّة أتى أرسلان ووهّاب “من فوق”. ثبّتا تحالفهما المشترك وتفاوضا مع التيار على أساس مصلحة اللائحة المشتركة وليس مصلحة باسيل، وفي حال حاول الأخير تشكيل لائحة فليكن ذلك من دون أرسلان.

مواضيع ذات صلة

وزير الخارجيّة المصريّ في بيروت: لا لكسر التّوازنات

كثير من الضوضاء يلفّ الزيارة غير الحتميّة للموفد الأميركي آموس هوكستين لبيروت، وسط تضارب في المواقف والتسريبات من الجانب الإسرائيلي حول الانتقال إلى المرحلة الثانية…

تعيينات ترامب: الولاء أوّلاً

يترقّب الأميركيون والعالم معرفة ماذا تعلّم الرئيس ترامب من ولايته الأولى التي كانت مليئة بالمفاجآت وحالات الطرد والانشقاقات، وكيف سيكون أسلوب إدارته للحكم في ولايته…

الميدان يَنسِف المفاوضات؟

لا شيء في الميدان على المقلبين الإسرائيلي واللبناني يوحي بأنّ اتّفاق وقف إطلاق النار يسلك طريقه إلى التنفيذ. اليوم ومن خارج “دوام عمل” العدوّ الإسرائيلي…

من يُنسّق مع باسيل بعد وفيق صفا؟

بات من السهولة رصد تراكم نقاط التباعد والفرقة بين التيّار الوطني الحرّ والحزب. حتّى محطة otv المحسوبة على التيّار أصبحت منصّة مفتوحة لأكثر خصوم الحزب شراسة الذين…