كما في العديد من دوائر الثقل السنّيّ يُطرَح سؤال مركزي عن وجهة التصويت السنّيّ في قضاء زحلة بعد قرار الرئيس سعد الحريري بـ”الانسحاب” و”تكفير باطني” لمن يُفكّر من أهل المستقبل في الترشّح للانتخابات.
في المُدّة الأخيرة اكتسبت بيانات تيار المستقبل طابع التمييز بين “الأوفياء وغير الأوفياء”، وقد شملت حتى أولئك الذين يملكون حيثيّات في مناطقهم أبعد من بقعة الولاء لبيت الوسط.
وَصَفَ البعض شروط الحريري التي فَرَضها لترشّح المحازبين وغير المحازبين بـ”المهلكة”، وهو عامل أثّر على قرارات العديد من نوابه.
يشير مراقبون إلى أنّ انضمام الطاشناق إلى لائحة التيار والحزب سيضمن حصولها على حاصلين
نائب منطقة زحلة عن المقعد السنّيّ عاصم عراجي الذي كان أكّد لـ”أساس” أنّ “الاستطلاعات أظهرت أنّي في المرتبة الأولى بين المرشّحين السُنّة، وهناك ضغط عليّ لأقدّم ترشيحي، والحريري لا يريد إقفال البيوتات السياسية”، عاد وأعلن عزوفه عن خوض الانتخابات معلناً تضامنه مع قرار الحريري و”تفهّمه”، مسلّماً بصعوبة تشكيل كتلة نيابية وازنة ككتلة المستقبل بعد الانتخابات.
وفق المعلومات تواصل الرئيس فؤاد السنيورة مرّات عديدة مع عراجي من ضمن مشروع حثّه نواب ومرشّحي المستقبل على خوض المعركة في المناطق، مقترحاً على عراجي خوض الانتخابات إلى جانب القوات اللبنانية.
لكن عراجي رفض مفضّلاً الالتزام بقرار الحريري، ومتبنّياً ما جاء في خطاب اعتزال رئيس تيار المستقبل لجهة “الهيمنة الخارجية المفروضة على الدولة، حيث أصبحت إرادة اللبنانيين أسيرة أيادٍ غير لبنانية بغضّ النظر عن نتائج أيّ انتخابات”.
54 ألف ناخب سنّي
يبلغ عدد الناخبين السُنّة في زحلة 54 ألفاً، اقترع منهم في الانتخابات النيابية الماضية 26 ألفاً، فيما يُقدّر بلوك تيار المستقبل بـ19 ألفاً من بينهم.
يطرح هذا الواقع تساؤلاً كبيراً عن وجهة الصوت السنّيّ وسط امتعاض قواعد تيار المستقبل من القوات اللبنانية ونقمة أكبر على حزب الله والتيار الوطني الحرّ.
سيكلّف خيار المقاطعة “المستقبليّة” احتمال ذهاب المقعد السنّيّ إلى لائحة تحالف التيار – حزب الله أو القوات، فيما ستعزّز المشاركة خيار التصويت لطرف ثالث قد يكون أيّ لائحة جدّيّة للمجتمع المدني وقوى التغيير، خالية من أيّ انتماء حزبي، أو للائحة ميشال ضاهر التي تضمّ وجوهاً مستقلّة ومعارِضة.
يُذكر أنّه عام 2018 فازت لائحة تحالف المستقبل – التيار الوطني الحر – ميشال ضاهر بثلاثة مقاعد (سليم عون، ميشال ضاهر، عاصم عراجي).
أمّا لائحة القوات وسيزار معلوف ففازت بمقعدين (جورج عقيص، سيزار معلوف)، فيما حصلت لائحة حزب الله على مقعدين (أنور جمعة وإدي ديمرجيان الذي فاز بـ 77 صوتاً تفضيلياً فقط).
أبرز اللوائح
منذ نحو أسبوعين اكتملت لائحة النائب ميشال ضاهر، وهي الأولى في سلسلة تشكيل اللوائح في القضاء، وتضمّ كلّاً من: ميشال ضاهر (كاثوليكي) عمر حلبلب (سنّيّ)، سمير صادر (ماروني)، يوسف القرعوني (أرثوذكسي)، فراس بو حمدان (شيعي)، مارتين دمرجيان (أرمني).
تقصّد ميشال ضاهر ترك المقعد الكاثوليكي الثاني شاغراً لترك الخيار أمام الناخبين في ما يتعلّق به.
وفق المعلومات تواصل الرئيس فؤاد السنيورة مرّات عديدة مع عراجي مقترحاً عليه خوض الانتخابات إلى جانب القوات اللبنانية
بدا لافتاً بعد ترشيح فراس بو حمدان من جانب النائب ضاهر ردّ حزب الله عليه بترشيح رامي بو حمدان من العائلة نفسها على اللائحة المدعومة من الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر مستبدلاً النائب أنور جمعة.
تضمّ لائحة التيار الوطني الحر وحركة أمل وحزب الله حتى الآن: سليم عون (ماروني)، حسين صالح (سنّيّ – حزب البعث)، أنطوان شقية (أرثوذكسي)، رامي بو حمدان (شيعي)، ويُرجّح تبنّي اسم ربيع عاصي عن أحد المقعدين الكاثوليكيّين. وفي حال الاتفاق مع الطاشناق سيتمّ ترشيح جورج بوشكيان عن الأرمن.
تضمّ لائحة القوات اللبنانية: جورج عقيص وسابين قاصوف (كاثوليك)، مع العلم أنّ قاصوف نفوسها في بعلبك، ميشال تنوري (ماروني)، الياس اسطفان (أرثوذكسي)، بلال الحشيمي في تحالف غير مباشر (سنّيّ)، بيار دمرجيان (أرمني)، ديمة أبو ديا (شيعية).
لائحة ميريام سكاف لم ترَ النور بعد. المرشّحة الدائمة للانتخابات حائرة بين “معاناة” تشكيل لائحة أو العزوف عن الترشّح، وحتى الآن لم تحسم قرارها.
تعثّر قوى الثورة
على صعيد قوى الثورة والمجتمع المدني فشلت لائحة ائتلاف الثورة في الاتفاق مع باقي المجموعات، فتعثّر مشروع تأليف لائحة خاصة بها، ولم تتّضح قدرة لائحة الوزير السابق ورئيس حركة “مواطنون ومواطنات في دولة” شربل نحاس على تشكيل لائحة.
بالتزامن يجري العمل من جانب مجموعة “زحلة تنتفض” على لائحة تضمّ حتى الآن كلّاً من: عيد عازار (أرثوذكسي)، حمزة ميتا (سنّيّ)، عامر الصبوري (شيعي)، وقد انسحب منها أخيراً يوسف ساسين (ماروني)، وجارٍ العمل على إكمال باقي ركّاب اللائحة.
يشير مراقبون إلى أنّ انضمام الطاشناق إلى لائحة التيار والحزب سيضمن حصولها على حاصلين. أمّا لائحة القوات فـ”ضامنة” الحاصل الأول، على حدّ قول مصادرها، وتعمل على الوصول إلى الكسر الأعلى لنيل الحاصل الثاني.
تعاطف سنّي مع ضاهر
في المقابل تضع لائحة ميشال ضاهر في جيبها “حاصلاً”، ويبدو التعاطف السنّيّ مع ضاهر شخصياً ملحوظاً بعد رفضه التحالف مع الحزب ومع القوات، بحيث يتوقّع خبراء أن تنال اللائحة حاصلاً ثانياً.
على ذلك ستتوزّع، وفق تقدير خبير انتخابي، المقاعد السبعة في زحلة على الشكل التالي: التيار وحزب الله 2 (ماروني وشيعي)، القوات 2 (مقعد جورج عقيص مع سعي إلى فوز الياس اسطفان عن المقعد الأرثوذكسي الذي كان يشغله حليف القوات السابق سيزار معلوف)، واحتمال حصول لائحة ميشال ضاهر على حاصلين أحدهما للضاهر. ويتركّز الصراع على المقعد السابع (الأرمني أو الأرثوذكسي، وربّما الماروني).
إقرأ أيضاً: انتخابات زحلة: 7 تغييرات كبيرة
يُقدّر بلوك الأصوات في الدائرة حسب انتخابات 2018 كالآتي: تيار المستقبل 19 ألف صوت، الثنائي الشيعي 15 ألف صوت، القوات 12 ألف صوت، ميشال ضاهر 10 آلاف صوت، التيار الوطني الحر بين 4 و6 آلاف صوت، ميريام سكاف 5 آلاف، والطاشناق 1,800. وقد لوحظ بشكل عام انخفاض القدرة التجييرية للأحزاب الكبيرة.