وجّه القاضي المتقاعد راشد طقوش عبر “أساس” رسالة إلى صديقه القاضي بركان سعد، رئيس هيئة التفتيش القضائي، جاءت على الشكل التالي:
صديقي بركان…
إنّ إصلاح القضاء يبدأ من عندك. لا تنتظر من أيّ سياسيّ أن يُصلح القضاء، ولو تحدّث عن استقلال القضاء ليل نهار، لأنّ السياسي يريد أن يضع القضاء في جيبه.
أطلب منك من موقع الصداقة والزمالة تطبيق المادة 95 من قانون التنظيم القضائي المعدّل، ولهيئة التفتيش القضائي صلاحية اقتراح “عدم أهليّة” القاضي، وإحالة هذا الاقتراح إلى مجلس القضاء الأعلى لاتّخاذ قرار “عدم الأهليّة”.
صديقي…
إنّ قرارك وقرار مجلس القضاء الأعلى سيضعان الطبقة السياسية أمام الأمر الواقع.
إنّ حالة القاضية غادة عون لا حلّ لها إلا بتطبيق المادة 95، الذي لا يكون إلا عبر إجماع أعضاء التفتيش القضائي، ثمّ يُرفع الاقتراح إلى مجلس القضاء الأعلى للتصويت، على أن يصدر القرار بموافقة ثمانية أعضاء من أصل عشرة أعضاء.
إنّ إصلاح القضاء يبدأ من عندك. لا تنتظر من أيّ سياسيّ أن يُصلح القضاء، ولو تحدّث عن استقلال القضاء ليل نهار، لأنّ السياسي يريد أن يضع القضاء في جيبه
صحيح أنّ أحد أعضاء المجلس القاضي منذر ذبيان أُطيح به جرّاء ملف الفساد القضائي، فيما أُحيل عضوٌ ثانٍ، هو القاضي كلود كرم، على التقاعد، وبقي ثمانية أعضاء، لكنّ الرهان على كون الوضع قد اختلف اليوم ومن الممكن أن يدفع الأعضاء إلى تأييد تطبيق المادة 95، وأن يُصوّتوا لمصلحة قرار عزل القاضية عون.
صديقي القاضي بركان سعد
أوقف هذا التردّد. عدد كبير من القضاة يجب أن تُطبّق عليهم المادة 95، وعدم لجوئك إلى تطبيق هذه المادة سيذهب بالقضية إلى المجلس التأديبي، حيث القضية ستطول، تاركةً أثرها السلبي على القضاء وهيبته.
أتمنّى عليك أن تتحلّى بالجرأة وتتّخذ القرار لأنّ عدم اتخاذه يعني “على القضاء السلام”. ويمكننا القول حينئذٍ إنّ القضاء في لبنان انتهى، وسنشهد على مئات الحالات مثل حالة غادة عون.
إقرأ أيضاً: يوميّات غادة عون: هيبة القضاء.. بين يدي بركان سعد