كشف رئيس تحرير وكالة الأناضول التركية، باللغة العربية، عمر كوش لـ”أساس” أنّ تركيا تعيد النظر في اصفطافها سياسياً مع وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض، متفائلاً أن تشهد الأيام القليلة المقبلة مصالحة تركية مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج ومعهم مصر.
وكشف كوش أنّ “تركيا ترحّب تماماً بالمصالحة الخليجية، خصوصاً أنّ هناك علاقات مميّزة تربطها بقطر والكويت وعمان، وهناك أيضا إشارات إلى أنّ العلاقات السعودية التركية هي أيضاً في طور التحسّن. وعلى هذا المستوى، هناك اتصالات دبلوماسية وحتّى مع الإمارات العربية المتحدة. وقد كان مفاجئاً حديث وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي عن أنّ “الامارات لا تسعد بأيّ خصومة مع تركيا”. ولا ننسى متغيّرات السياسة الخارجية التركية باتجاه التهدئة والحوار. برز هذا في دعوة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى فتح صفحة جديدة مع أوروبا، وفي دعوات الحوار مع اليونان والاتصالات مع مصر. وكان مريحاً أيضاً الحوار الليبي، وهو كان مرحّباً به من طرف القادة الاتراك. كلّ هذا يعني أنّ هناك توجّهاً جديداً في السياسة التركية، وهو السعي نحو تصفية المشاكل والخلافات مع دول الجوار والمنطقة، وستُسعد تركيا بعودة الأمور في البيت الخليجي إلى طبيعتها، وإلى تحسن في العلاقات السعودية والإمارات ومصر معها أيضاً”.
وحول حقيقة وجود اتصالات مباشرة بين المملكة العربية السعودية وبين إدارة الرئيس أردوغان، أجاب: “الاتصالات والحقيقة الدبلوماسية مع السعودية كشف عنها وزير الخارجية، بحديثه عن علاقات اقتصادية مميّزة، وعن تبادل وجهات النظر حول إمكانية عقد مصالحة أو تطبيع العلاقات مع المملكة. لكن إلى الآن لم تظهر إلى العلن النقاط التي تمّ التوافق عليها، وربما الأيام المقبلة ستكشف ذلك. لكن بشكل عام تركيا مثل غيرها من دول المنطقة تعيد النظر في اصطفافها السياسي مع مجيء إدارة الرئيس جو بايدن. وهناك حراك سياسي لاحظناه في هذه المنطقة. وحتّى مع إسرائيل هناك إشارات حول تطبيع العلاقة”.
تركيا ترحّب تماماً بالمصالحة الخليجية، خصوصاً أنّ هناك علاقات مميّزة تربطها بقطر والكويت وعمان، وهناك أيضا إشارات إلى أنّ العلاقات السعودية التركية هي أيضاً في طور التحسّن
واعتبر كوش أنّ “المصالحة مع المملكة العربية السعودية أولاً، ومع مصر ربما، وتليها الإمارات، بعد إشارة الوزير أنور قرقاش إلى وجود مباحثات وحوار دبلوماسي غير علنية. لكن ربما تظهر قريباً مصالحة وتعود العلاقات بين تركيا والمملكة”.
إقرأ أيضاً: قمة “العُلا”: أرقام صادمة لحقائق واضحة
“كوش” استبعد لـ”أساس” أن يرتقي الاصطفاف الجديد إلى مستوى تشكيل جبهة ضد إيران أو إسرائيل من قبل تركيا: “العلاقات التركية مع إيران قوية، ولاحظنا كيف تنسّق تركيا في العديد من الملفات مع إيران على الرغم من التنافس بين البلدين. والسياسة التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية منذ العام 2002 كانت مبنية على تصفير المشاكل مع الجيران ومع العالم العربي والإسلامي ومع المحيط التركي بشكل عام. وفي السنوات الخمس الأخيرة، شهدنا توترات كبيرة سواء مع المملكة العربية السعودية أو مع الإمارات ومصر. ومع اليونان، هناك بالفعل إشكالات وأزمات، لكن اليوم مع حديث القيادة التركية عن إصلاحات وفتح صفحات جديدة، سيكون هناك نوع من التوازن في العلاقات مع كلّ هذه الدول، وعودة العلاقات الخليجية التركية لا تعني بالضرورة أننا ضد أيّ قوى إقليمية”.