قمة “العُلا”: أرقام صادمة لحقائق واضحة

مدة القراءة 4 د

خاتمة لا بدّ أن تكون مقدمة:

بندٌ واحد لا غير يتعلّق بلبنان جاء في البيان الختامي لقمة “العُلا” لدول مجلس التعاون الخليجي.

بعيداً عن رمزية حصر الملف اللبناني ببند واحد لا غير، فإنّ المفردات التي استعملت في هذا البند تختصر كلّ الحكاية الخليجية مع لبنان. فالبند الذي حمل رقم 97 من أصل 117 بنداً، مع الإشارة إلى أنّ البنود من 108 إلى 117 لا تتعلّق بدول، بل بمجموعات غير عربية كما بعضها يأتي في سياق المجاملات الدبلوماسية.

أربع جمل قصيرة حملها البند المتعلّق بلبنان:

أ- مجلس التعاون وقراراته الثابتة (المتعلّقة بلبنان)

ب – انتماءه العربي.

ج- استقلال قراره السياسي.

د- أن يستجيب اللبنانيون لنداء المصلحة العليا.

 

تختصر الجمل الأربعة الموقف الخليجي برمته الثابت على أنّ لبنان عربي لا فارسي، وأنّ القرار فيه يجب أن يكون للدولة ومؤسساتها الشرعية، وأنّ الحلّ هو في موقف اللبنانيين من هاتين الثابتتين.

.. بعيداً عن المضامين وتفاصيل المقرّرات التي صدرت عن قمة “العُلا” لمجلس التعاون الخليجي الذي استضافته المملكة العربية السعودية بدورته الـ 41. استوقفتني أرقام في إحصائية استقصائية للبيان الختامي حيث جاءت البنود المتعلّقة بكل ملف في البيان المذكور على الشكل التالي:

تختصر الجمل الأربعة الموقف الخليجي برمته الثابت على أنّ لبنان عربي لا فارسي، وأنّ القرار فيه يجب أن يكون للدولة ومؤسساتها الشرعية، وأنّ الحلّ هو في موقف اللبنانيين من هاتين الثابتتين

1- ملف العمل الخليجي المشترك: 23 بنداً

2- ملف الإرهاب: 4

3- ملف النزاع الفلسطيني الإسرائيلي: 5

4- ملف إيران: 10

5- ملف اليمن: 10

6- ملف العراق: 4

7- ملف سوريا: 5

8- ملف لبنان: 1

 

.. التأمل بأرقام بنود البيان الختامي توصلك إلى خلاصات واضحة لخارطة الطريق وللبوصلة في المرحلة المقبلة، والسلوك الذي ستسلكه الكتلة الخليجية العربية في مباشرتها لكل الملفات المطروحة في المنطقة والإقليم.

مما لا شك فيه أنّ ما يتعلّق بتفعيل العمل الخليجي المشترك، هو الأولوية المطلقة عند دول مجلس التعاون، وبالتالي فإنّ المشكّكين بجدّية وصلابة المصالحة التي شهدتها قمة “العُلا” سيجدون أنفسهم مبالغين مع الأيام. فإنّ المشاهد التي استحوذت على اهتمام وسائل الإعلام العربية والدولية من خارج قاعة الاجتماع، ولعلها تقدّمت على صور القمة بحدّ ذاتها، وهي صورة العناق بين ولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عند وصوله الى أرض المملكة، ومن ثَمّ الجولة التي قام بها الرجلان في بادية “العُلا” في سيارة ولي العهد السعودي، إنما هي مؤشر على جدّية هذه المصالحة وما تحمله من وعود كبيرة إيجابية مع الأيام المقبلة. فصورة المطار وإن كان لا بدّ من حضور كل الاعلام فيها، صورة الجولة ما كانت لتعمم مع شريط فيديو يوثقها لولا أنّ ديوان ولي العهد السعودي أراد وأكد على ذلك.

المشكّكين بجدّية وصلابة المصالحة التي شهدتها قمة “العُلا” سيجدون أنفسهم مبالغين مع الأيام. فإنّ المشاهد التي استحوذت على اهتمام وسائل الإعلام العربية والدولية من خارج قاعة الاجتماع، إنما هي مؤشر على جدّية هذه المصالحة وما تحمله من وعود كبيرة إيجابية مع الأيام المقبلة

بالمقابل، فإنّ رقمين فيما يتعلق ببنود البيان الختامي لا بدّ من التوقف عندهما، وهما الملفان الإيراني واليمني حيث استحوذا على العدد الأكبر من البنود بعد ملف التعاون الخليجي فكل ملف منهما حاز على عشرة بنود مع الإشارة الى أنّ الملفين يتشابكان بالنكهة الايرانية.

وهذا يؤشر على أنّ مواجهة النظام الإيراني وكلّ أدواته في المنطقة إنما هي أولوية مطلقة بالنسبة لدول الخليج العربي، وأن تجمع هذه الدول على عشر بنود تتصل بالعلاقات مع إيران كما بالتجاوزات الإيرانية في تلك الدول فهو يدل على عمق الاصرار والتصميم الخليجي على مواجهة الحالة الإيرانية الشاذة في المنطقة.

إقرأ أيضاً: الخليجيون لمّوا الشمل ويستعدّون لإيران.. والحزب “يعلم”

لقد أعادت قمة “العُلا” الحياة إلى حروف الملف الفلسطيني والموقف الخليجي من هذه المسألة عبر ورود خمسة بنود تتعلّق بفلسطين والصراع مع اسرائيل. وحدّدت البنود المذكورة ثوابت الموقف التي لم تغادر المبادرة العربية للسلام والتي أقرّتها قمة بيروت عام 2002 رسميّن بمبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي في حينه.

مواضيع ذات صلة

مشروع إيران التّوسّعيّ: ما بُنيَ على متغيِّر.. سيتغيَّر

لا خلاف في أنّ لدى إيران مشروعها التوسّعي في المنطقة. وكلمة “توسّعي” ليست استنتاجاً، إنّما حقيقةٌ تعكسها التصريحات الغزيرة والصادرة عن الكثير من القيادات الإيرانية…

جنبلاط يقبض على اللّحظة الإقليميّة

كان الرئيس السابق لـ”الحزب التقدّمي الاشتراكي” وليد جنبلاط في طليعة من قاربوا بالتعليقات الرمزية وبالمواقف، وبالخطوات العملية، مفاعيل الزلزال السوري على لبنان.   يتميّز جنبلاط…

سليمان فرنجيّة: رئاسة الحظّ العاثر

ـ عام 2004 سأل بشار الأسد سليمان فرنجية: “هل للرئاسة في لبنان عمر معيّن كما عندنا؟ لا يُنتخب رئيس الجمهورية قبل بلوغه الأربعين؟”. ـ مرّتين…

الشّرع وسوريا: الرّسم بالكلمات

لم نسمع من أحمد الشرع أو أيّ وزير من الحكومة المؤقّتة في سوريا أيّ رفع لشعار “الإسلام هو الحلّ” الذي درجت جماعة الإخوان المسلمين على…