.. قالها أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله واضحة: إن تمّ اغتيالي، فالسعودية مشتركة في هذا الاغتيال، وبالتالي، السُنّة شركاء في مقتلي.
هو ليس تسليماً بحتمية الاغتيال بقدر ما هي محاولة إنذار لمنع هذا الاغتيال والذي يدور حوله سؤال جوهري مفاده: هل حقيقةً هناك قرار باغتيال نصر الله، أم أنّ الأمر ما هو إلا هواجس ومخاوف نشأت بعد اغتيال زميله قاسم سليماني أمام مطار صدام حسين سابقاً بغداد حالياً في 3 كانون الثاني 2020؟
دون لبس، كان نصر الله في إطلالته عبر قناة “الميادين” يقول للسعودية، بما تمثّل، بشكل واضح: “إن قُتِلْتُ أنتِ المسؤولة، والبيئة التي تنظر إليكِ كمرجعية في لبنان ستتحمل عواقب ذلك”. أي أنّ سُنّة لبنان سيدفعون ثمن الاغتيال إن وقع.
بعيداً عن التهديد والوعيد، ما يمكن جزمه وتأكيده أنّ نصر الله خائف من الاغتيال، فإن كان هناك مخطّط لاغتياله، وهو أمر مستبعد نسبياً لأكثر من سبب وظرف حالي، فتلك مصيبة، أما إن لم يكن هناك مخطّط فعلي، والأمر مجرّد مخاوف، فالمصيبة أكبر.
دون لبس، كان نصر الله في إطلالته عبر قناة “الميادين” يقول للسعودية، بما تمثّل، بشكل واضح: “إن قُتِلْتُ أنتِ المسؤولة، والبيئة التي تنظر إليكِ كمرجعية في لبنان ستتحمل عواقب ذلك”. أي أنّ سُنّة لبنان سيدفعون ثمن الاغتيال إن وقع
على خلفية كلّ ذلك، ما حقيقة وجود مؤامرة أو مخطّط لاغتيال السيّد؟!..
منذ العام 2006، يلتزم سيّد الحارة مكانه السّري ونادراً ما غادره، مرّتين أو ثلاث، ولا مجال لحصر ذلك الآن. والالتزام بالمخبأ السّري منذ ذلك الحين يعني أنّ السيّد مهدّد بالقتل والاغتيال، وإلا فما مبرّر الحديث عن الاغتيال اليوم طالما أنّ الأمر ليس بالجديد، وعلى الأقل عمره 14 سنة؟! إلا إن كانت مقولة أنّه في خطر منذ العام 2006 هي لعبة إعلامية، وأنّه كان يملك ضمانات دولية بعدم الاغتيال، أو أنّ استحضار الاغتيال اليوم، على الرغم من قِدَمِ وجوده، هو لعبة إعلامية استباقية.
في عالم الطب، هناك توصيف لمرض رهاب الموت أو النيكروفوبيا (Necrophobia)، يقول إنّه خوف غير منطقي، مثل الخوف من الجثث. وكذلك الأشياء المرتبطة بالموت كالصناديق المخصّصة للجثث (توابيت) والقبور والجنازات. وفي تجاوز للتوصيف قد حدّد الطب أعراض هذا المرض وهي كالتالي:
1- التعرّق.
2- جفاف الفم والارتعاش.
3- التنفس السريع.
4- عدم الارتياح والشعور بالقلق.
أما السبب الرئيسي لهذا المرض ودائماً كما يحدّده العلم، هو مشاهدة مقتل أو جنازة أحد يحبّه من الأصدقاء والأقارب.
.. لقد شكّل مقتل قاسم سليماني صدمة كبيرة للسيّد. وهو أمر واضح في كثير من كلماته وتعليقاته منذ حادثة الاغتيال.
في عالم الطب، هناك توصيف لمرض رهاب الموت أو النيكروفوبيا (Necrophobia)، يقول إنّه خوف غير منطقي، مثل الخوف من الجثث. وكذلك الأشياء المرتبطة بالموت كالصناديق المخصّصة للجثث (توابيت) والقبور والجنازات
اغتيال سليماني قذف بالسيّد من منطقة الإحساس بالأمان إلى منطقة اللاأمان. لقد رأى زميله ورفيقه، الذي كان يتنقل دون أيّ حسابات وأمام كاميرات الإعلام ما بين بغداد وصنعاء وبيروت ودمشق وإدلب وحمص، مجتمعاً مع قادة جيوش دول غربية وغير غربية، ثم يُقتل بدم بارد ليس في أيّ مكان، بل أمام مطار بغداد..!
لقد قرأ السيّد اغتيال سليماني في حينه على أنّه رسالة واضحة له مفادها: “دوركَ في المرة المقبلة..”.
إقرأ أيضاً: سعد الحريري في الفخّ الكبير
بالعودة إلى اتهام السيّد السعوديةَ بالمشاركة في المخطّط المعدّ لاغتياله استناداً إلى أنّ السيّد قد علم بذلك، وكأنّه، او كأنّ الذي أخبره، كان حاضراً في الاجتماع الثنائي السرّي الذي عقد بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب وولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان… فإنّ السيّد وعبر هذا الاتهام يسعى للوقوف خلف سُنّة لبنان لمنع الاغتيال، بعدما انتهى مفعول الوقوف خلف الدولة اللبنانية بفعل انهيارها.
يبقى السؤال: هل اتخاذ السُنّة دروعاً بشرية يمنع الاغتيال؟ إن كان حقاً مقرّراً هذا الاغتيال؟!