لاءتان تحكمان الرئيس المكلّف سعد الحريري. اللاء الأولى هي لا اعتذار عن التكليف بتشكيل الحكومة، واللاء الثانية لا تنازل عن حكومة الاختصاصيين
اللاء الأولى تقوم على معادلة واضحة، وهي أنّ الاعتذار صدام مباشر وفك لتحالف غير معلن مع الثنائي الشيعي وتحديداً حزب الله. فالتكليف الذي أمّنه الثنائي لا يوقفه غير الثنائي. أما اللاء الثانية فهي صدام من نوع آخر مع المجتمع الدولي والعربي، وتحديداً الخليجي، ومع البيئة السنيّة.
ما بين اللاءتين، يراوح الرئيس الحريري في مكانه. لا هو قادر على المغادرة ولا بقادر على المبادرة. ينتظر قدره الذي قد يطول أو يقصر، على أمل حصول شيء يؤدي إلى تغيير ما، نفسُهُ الرئيس الحريري غير قادر على تحديد ما هو هذا الشيء المنتظر.
اللاء الأولى تقوم على معادلة واضحة، وهي أنّ الاعتذار صدام مباشر وفك لتحالف غير معلن مع الثنائي الشيعي وتحديداً حزب الله
في الاستشارات النيابية غير الملزمة التي أجراها الرئيس الحريري بعد تكليفه مع الكتل النيابية والنواب المستقلين وخلال لقائه نائب بيروت نهاد المشنوق، قام الأخير بأمرين: الأوّل تحذير والثاني دعابة. وللدعابة في السياسة دلالة. في التحذير قال للرئيس الحريري إنّ هذا التكليف فخّ قد حُضّر له وكُل الوقائع اليوم تشير إلى أنّ الرئيس الحريري قد وقع بما لا لُبس فيه بفخ كبير.
أما الدعابة فقد قال النائب المشنوق للرئيس الحريري ممازحاً وهو يغادر الاجتماع: هل كنتَ بحاجة لأربعة شهداء ما دمت تريد العودة لرئاسة الحكومة. فردّ مستغرباً متسائلاً: “من هم الشهداء؟” فقال المشنوق مبتسماً: “آخرهم مصطفى أديب”.
على خلفية كل ذلك يبقى السؤال، كيف يمكن للحريري الخروج من الفخ الذي وقع فيه؟
أوساط البيئة الحاضنة تدعوه لتقديم تشكيلته للرأي العام للناس مباشرة والجلوس في منزله وليدعِ الآخرين يبحثون عن المخرج.
قال النائب المشنوق للرئيس الحريري ممازحاً وهو يغادر الاجتماع: هل كنتَ بحاجة لأربعة شهداء ما دمت تريد العودة لرئاسة الحكومة. فردّ مستغرباً متسائلاً: “من هم الشهداء؟” فقال المشنوق مبتسماً: “آخرهم مصطفى أديب”
أما في أوساط المعارضين للسلطة من القوات اللبنانية وصولاً لحزب سبعة، فالدعوة له بالاعتذار والتنحّي لا تتوقّف كما فعل مصطفى أديب.
في المقابل، فإنّ أوساط التيار الوطني الحرّ تتحدث عن قسمٍ أعلنه رئيس التيار النائب جبران باسيل بأن لا يسمح للحريري بالتشكيل.
إقرأ أيضاً: سعد وحسان.. الدخول المبكر والخروج الآمن
كلّ المؤشرات تقول إنّ أياماً صعبة مع بداية العام الجديد تنتظر سيّد بيت الوسط بخاصة مع رزمة العقوبات الأميركية الجديدة التي كما يبدو سيكون موعدها في الشهر المقبل والمرجّح أن تشمل بعض الأسماء من الدائرة المحيطة به. حتّى أنّ بعض المحيطين بالحريري يتحدثون في مجالس خاصة على أنّ تاريخ 6 كانون الثاني مفصلي وما بعده ليس كما قبله ويذهبون بعيداً في الحديث عن تكتيك متّبع من قبل الرئيس الحريري بالتروّي والهدوء بانتظار خروج الرئيس ترامب من البيت الأبيض وهو تكتيك قد يوصف بالذكي إلا أنّه لن ينجح، خصوصاً أنّ الأزمة ليست أزمة عراقيل بقدر ما هي أزمة استراتيجيات أميركية موضوعة تلتزم بها دول عربية كبرى.
ما بين تكتيك الحريري وقسم باسيل، يبدو حزب الله غير مستعجل على التشكيل. فهو يراقب طاولة مفاوضات بدأت تباشير ملامحها وعليها سيجلس الجميع وهناك يصبح التشكيل والحكومة جزءاً من التفاصيل.