توافق مصري – فرنسي: حكومة فاعلة وإصلاحات سريعة

مدة القراءة 4 د


تقول مصادر دبلوماسية عربية في بيروت إنّ الموقف المصري من التطوّرات اللبنانية يقترب بشكل كبير من الموقف الفرنسي الذي أعلنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته الأخيرة لبيروت، وسيكرّره في زيارته الجديدة وهو يتلخّص بما يلي: المطلوب وبسرعة تشكيل حكومة جديدة وفاعلة قادرة على معالجة الأزمات الطارئة في لبنان ولا سيما بعد انفجار المرفأ، كما لا بدّ من إطلاق خطة إصلاحية مالية واقتصادية سريعة تعالج المشكلات الأساسية التي يعاني منها اللبنانيون وخصوصاً في مجال الكهرباء والإصلاح النقدي. كما ينبغي الاستماع لآراء الشعب اللبناني وما يريده. ولن يكون هناك أيّ دعم عربي او دولي للبنان إلا في ضوء هذه الخطوات السريعة التي ينبغي على المسؤولين اللبنانيين الالتزام بها.

إقرأ أيضاً: رئيس مكلّف “بأكثرية اللحظة الأخيرة” في استقبال ماكرون؟

وتوضح المصادر الدبلوماسية العربية أنّه ليس لدى الدول العربية أو الغربية مرشّح محدّد لرئاسة الحكومة، لأن هذا الأمر من اختصاص اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية. لكن ينبغي الأخذ بعين الاعتبار أنّ اختيار أيّ رئيس حكومة يجب أن يتوافق مع المهام المطلوبة من الحكومة اللبنانية الجديدة في معالجة الأزمات الداخلية والخارجية، وأن توحي هذه الحكومة بالثقة سواء أمام الشعب اللبناني أو أمام القوى الخارجية من أجل تسهيل تقديم المساعدات العاجلة للبنان.

كان هناك دعم من جميع الأطراف العربية والأجنبية، ولا سيما مصر وفرنسا، للجهود السريعة لمعالجة آثار كارثة المرفأ من خلال المساعدات السريعة

المشكلة اليوم في لبنان يلخّصها قول للمفكّر الإيطالي اليساري غرامشي: “إنّ القديم انتهى، والجديد لم يولد بعد”. ولذا، فالمطلوب العمل وفقاً لخطة انتقالية سريعة تنقذ لبنان من أزماته القديمة والجديدة.

وتؤكد المصادر الدبلوماسية العربية حرص الدول العربية على حماية الأمن والاستقرار في لبنان لأنّه الأولوية الأساسية لجميع الأطراف المعنيّة بالشأن اللبناني، وأيّ انهيار للبنان سيكون له انعكاسات خطيرة على لبنان والمنطقة.

لهذا السبب كان هناك دعم من جميع الأطراف العربية والأجنبية، ولا سيما مصر وفرنسا، للجهود السريعة لمعالجة آثار كارثة المرفأ من خلال المساعدات السريعة، وعلى التواصل مع جميع الأطراف اللبنانيين وتشجيعهم للتجاوب مع الحلول السياسية والاقتصادية، وعدم تصعيد الخطاب المذهبي والطائفي، ودعم كلّ الجهود للوصول إلى حلول سريعة، ولا سيما تشكيل حكومة جديدة فاعلة، وقادرة على القيام بالمهام المطلوبة منها حالياً.

تنصح المصادر الدبلوماسية العربية جميع الأطراف اللبنانية بالهدوء والعمل بسرعة للوصول إلى حلول سريعة والابتعاد عن كلّ ما يؤدي الى التشنّجات والسجالات السياسية والإعلامية

ترفض المصادر الدبلوماسية العربية الدخول في لعبة الأسماء بشأن من سيتولّى رئاسة الحكومة الجديدة أو التعليق على ما نُشر من تدخّلات عربية حول تشجيع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على الانسحاب من المعركة الحكومية وإن كانت لا تنفي أنها اقترحت بإصرار أن يسمّي الحريري مرشّحه لرئاسة الوزراء ضماناً للاستقرار أولاً وللميثاقية ثانياً. وتعتبر أنّ هذا الموضوع مرتبط بحسابات لبنانية داخلية، وعلى جميع المعنيين معالجته والتوصّل إلى حلول سريعة للأزمة اللبنانية لأنّ الأوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية في لبنان لا تحتمل الكثير من التأجيل والمماطلة، لا سيما بعد كارثة المرفأ وتداعياتها الخطيرة، إضافة إلى الوضع الاقتصادي المتأزّم أساساً. ويضاف إلى ذلك تداعيات انتشار فيروس كورونا.

وتنصح المصادر الدبلوماسية العربية جميع الأطراف اللبنانية بالهدوء والعمل بسرعة للوصول إلى حلول سريعة والابتعاد عن كلّ ما يؤدي الى التشنّجات والسجالات السياسية والإعلامية لأنّ المطلوب اليوم العمل وبسرعة قبل الانهيار الكبير الذي قد يصيب لبنان واللبنانيين في المرحلة المقبلة.

مواضيع ذات صلة

السّيناريو البديل عن الانتخاب: تطيير الجلسة تحضيراً لرئاسة ترامب!

في حين يترقّب الجميع جلسة التاسع من كانون الثاني، يحتلّ عنوانان أساسيّان المشهد السياسي: من هو الرئيس المقبل؟ وهل يحتاج موظّفو الفئة الأولى، كقائد الجيش…

1701 “بضاعة” منتهية الصّلاحيّة؟

لا شكّ أنّ ما يراه المسؤولون الإسرائيليون “فرصة لا تتكرّر إلّا كلّ مئة عام” في سوريا تتيح، بعد سقوط نظام بشار الأسد، اقتطاع منطقة من…

الثنائي وترشيح عون: سوياً ضده… أو معه

كعادته، وعلى طريقته، خلط وليد جنبلاط الأوراق عبر رمي قنبلة ترشيحه قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، ليحرّك مياه الرئاسة الراكدة. قبيل عودته إلى…

الليلة الأخيرة لـ”ديكتاتور الشّام”..

تحملُ ليلة هروب رئيس النّظام السّوريّ المخلوع بشّار حافظ الأسد قصصاً وروايات مُتعدّدة عن تفاصيل السّاعات الأخيرة لـ”ديكتاتور الشّام”، قبل أن يتركَ العاصمة السّوريّة دمشق…