أحمد توفيق ابن طرابلس الثائر المتحدّر من عكار لم يمت برصاصة مطاطية. فالأطباء وجدوا شظايا من حديد في جسده، على ما يؤكد النائب السابق الدكتور مصطفى علوش لموقع “أساس”، هو الذي أشرف على حالته.
يلفت علوش إلى أنّ الرصاصة لم تكن مباشرة، فهي اصطدمت بجسم ما قبل أن ترتد لأحمد، فأصابت الرئة، والجدار الحاجز، والمعدة، والبنكرياس، والمصران الغليظ والطحال. ويتابع علوش متحدثاً عن العمليات الجراحية الصعبة التي خضع لها الشاب، وعن المضاعفات، وصولاً إلى جرثومة انتشرت بالجسم واستعصت على العلاج.
أحمد الذي أصيب ليل 26 تشرين الثاني 2019، كان بين رفاقه الثائرين في شارع الجميزات يشرب القهوة بحسب ما تؤكد العائلة لموقع “أساس”. وهناك باغتته رصاصتان أطلقتا من بندقية عنصر في الجيش اللبناني كان واقفاً قبالته. الرصاصتان اللتان أصابتا الشاب، توزّعتا بين اليد والبطن، والثانية كانت “القاتلة”.
الشاب “المعيل الوحيد لعائلته” كما يصفه عمّه وليد لموقعنا، كان يعمل في إحدى شركات الأمن، ومثله مثل سائر أبناء المدينة، اندفع نحو المشاركة في التحركات الاحتجاجية. يحدّثنا العم الخمسيني أيضاً، عن الغيبوبة التي دخل فيها أحمد لأكثر من شهر، وعن مدّة قضاها على جهاز التنفس الاصطناعي. وعن رحلة الصراع مع الرصاصة، التي استعاد خلالها وعيه لأيام قليلة، ليعود بعدها و”ينتكس”. وهذه المرة كانت الانتكاسة التي أودت به إلى الشهادة.
طرابلس يوم غد تزفّ شهيدها الأوّل للثورة
“بدنا قائد الجيش يحقق بهالموضوع”، بهذه الكلمات يعلّق الوالد محمد توفيق لموقع “أساس”، قائلاً إنّ عسكرياً أطلق الرصاصة على ابنه. العائلة التي تؤكد على احترامها للمؤسسة العسكرية تطالب بحق ابنها، ابن خرج ليشارك في ثورة “الجوع”، فكان الموت نصيبه.
خبر استشهاد أحمد، أحدث صدمة في أوساط الرفاق الذين كانوا يتوافدون صباح اليوم إلى مستشفى النيني كي يتبرعوا له بالدماء، ما دفعهم إلى الخروج في مسيرات وقطع طريق البحصاص داعين الجميع إلى التظاهر ومعلنين يوم غد يوم إضراب عام تحت عنوان “يوم الغضب”.
طرابلس يوم غد تزفّ شهيدها الأوّل للثورة، شهيد اغتالته ليلة 26 تشرين الثاني 2019، أي التاريخ الذي شهد فيه شارع الجميزات في طرابلس، توتراً واستنفاراً كبيرين بعد محاولات بعض الشبان اقتحام مكتب للتيار الوطني الحر في المدينة. وحصل حينها اشتباك بينهم وبين الجيش بعدما حاولوا خرق الطوق الأمني الذي ضربته وحدات الجيش أمام المكتب.