“لبنان جريح، وشفاؤه بالعودة إلى الحضن العربي”. هذه خلاصة كلمة رئيسة المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى السوبرانو هبة القوّاس في حفل موسيقي ضخم نظّمته في المملكة العربية السعودية الأربعاء الفائت.
القوّاس، الحاصلة على الجنسية السعودية “لأنّها تُعدّ إحدى أبرز الكفاءات في الوطن العربي، ورائدة الأوبرا العربية”، حملت وطنين في كلمتها، فأهدت الأمسية إلى “وطنها” السعودي “الذي نجتمع فيه على الموسيقى في خدمة الإنسان وعلى الحبّ والخير والأمل”. وطلبت مساعدة لبنان بقولها: “وطني الأمّ مجروح، وطني لبنان الذي يعاني في حين وطني، المملكة العربية السعودية، ينضح بالأمل”. وتابعت: “حصلت على العديد من الأوسمة والجوائز العالمية، لكنّني أعتبر أنّ أهمّ وسام حقّقته هو أنّني مُنحت الجنسية السعودية، وهذا هو الإنجاز الأكبر الذي أعتزّ به. وأغتنم هذه الفرصة لأشكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ووليّ العهد سموّ الأمير محمد بن سلمان آل سعود، لأنّني شعرت أنّني استرددت أصولي من مكّة والحجاز بعد رحلة أكثر من ألف سنة، لأعود إلى أرضي ووطني وأصولي”.
“لبنان جريح، وشفاؤه بالعودة إلى الحضن العربي”. هذه خلاصة كلمة رئيسة المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى السوبرانو هبة القوّاس
هي التي حملت لبنان الجريح في قلبها وصوتها، وأخذته معها إلى الحفل السمفونيّ الثقافي الخيري الذي شهده قصر حطّين في الرياض الأربعاء الفائت، تحت عنوان “سمفونية الأمل”.
الحفل رعاه وزير الثقافة، ودعت إليه الأميرة مشاعل بنت محمد بن سعود آل سعود، رئيسة مجلس إدارة جمعية “السلياك*”، وعملت على إنتاجه “مؤسّسة هبة القوّاس الدولية HKI”. وتمّ نقله مباشرة عبر شاشة MBC الثقافية الشريك الإعلامي للحدث. ورافقت القوّاس أوركسترا سمفونية ضمّت 60 عازفاً من البولشوي والمارينسكي، ومن الأوركسترا اللبنانية الوطنية للموسيقى الشرق – عربية. وقدّمت الحفل الإعلامية د. نشوة الرويني.
لبنان بحاجة إلى حضن الأمل العربيّ
أطلقت المؤلّفة الموسيقية والسوبرانو الدكتورة هبة القوّاس رسالة من المملكة العربية السعودية إلى العالم عبّرت عن ألمها لما يشهده لبنان من مآسٍ. ثمّ أعلنت أنّ “لبنان بحاجة إلى سمفونية الأمل وإلى عودته إلى حضنه العربي، المتمثّل بالمملكة العربية السعودية التي طالما كانت الحاضن والداعم الأكبر في كلّ أزمات لبنان ومحنه، ولبنان اليوم هو في حاجة إلى المملكة العربية السعودية لانتشاله من محنته، ودعمه ومساندتها له ووقوفها إلى جانبه، كما سبق أن فعلت في أعتى الأزمات وأصعبها”.
دعت في كلمتها المؤثّرة إلى الوقوف إلى جانب لبنان في أقسى ما يمرّ به في تاريخه الحديث: “هو الذي أهدى العالم هذه الرسالة السامية كنموذج للحضارة والثقاقة والانفتاح والفنّ والجمال”.
بعد كلمتها، غنّت القوّاس “لبنان عُد أملاً” التي ألّفت موسيقاها وكتبها شعراً السفير السعودي الأسبق في لبنان الوزير الشاعر عبد العزيز خوجة، والتي تضمّنت في أبياتها معاناة لبنان الممتدّة عبر سنوات طويلة، والتي تحمل رسائل بالغة العمق إلى الساسة والقائمين على البلد، ومن أبياتها:
لبنان يا أملاً ما زلتَ موئله/ لبنان يا شامخ الهامات يا بطل
لبنان من عتبي لأنّني دنف/ أشكو رجالك والنيران تشتعل
أين الثقافة هل جفّت منابعها/ أين النهى نوره ضاءت به الدول
يا ساسة البلد المستنجد اتّحدوا/ هذي بلادكم والسهل والجبل
هذي هي الأرزة الشمّاء دامعة/ هذا هو الجبل العملاق ينفعل
بعد أغنية “لبنان عُد أملاً” اختارت القوّاس أن تختتم الحفل الكبير بأداء “السلام الملكي السعودي” بصوتها وعزفاً من الأوركسترا، كرمزية للوحدة الحاضنة من قِبل المملكة للبنان.
* السلياك: حالة من أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم جهاز المناعة (دفاع الجسم ضدّ العدوى) الأنسجة السليمة عن طريق الخطأ.